أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية في غرب ليبيا، العثور على جثامين مجهولة الهوية داخل إحدى ثلاجات مستشفى «الحوادث» في منطقة أبوسليم بالعاصمة طرابلس، مبينة أن الثلاجة كانت تخضع إلى سيطرة ميليشيا جهاز دعم الاستقرار الذي قتل زعيمها عبدالغني الككلي، الأسبوع الماضي. وقالت الوزارة، في بيان عبر صفحتها على منصة «فيسبوك»، :«بناءً على البلاغ الوارد إلى المحامي العام بطرابلس من إدارة مستشفى الحوادث أبوسليم، والذي أفاد بوجود ثلاجة كانت تحت حماية جهاز دعم الاستقرار سابقًا، وتحتوي على نحو (58) جثة مجهولة الهوية، تم تخزينها منذ فترة زمنية دون إبلاغ النيابة العامة أو مراكز الشرطة المختصة»، مردفة :«على الفور باشرت الأجهزة المختصة تنفيذ التعليمات الصادرة عن النيابة العامة». وأوضحت الوزارة إلى أن جهاز المباحث الجنائية، وبالتعاون مع جهاز الطب والطوارئ، وتحت إشراف مباشر من النيابة العامة، تولوا عمليات الكشف والمعاينة الفنية للجثامين، مشيرة إلى الكشف حتى الآن على (23) جثة، واتخاذ بشأنها كافة الإجراءات القانونية اللازمة، بما في ذلك توثيق البيانات ورفع العينات. يعد حي أبوسليم معقلا لميليشيا تعرف باسم «جهاز دعم الاستقرار»، الذي كان يقوده عبدالغني الككلي، المعروف بلقب «غنيوة»، والذي قتل الأسبوع الماضي في ظروف لم تتأكد بعد. وتعد الجثث التي عثر عليها ثاني مجموعة من الجثث المجهولة التي يتم اكتشافها خلال أيام، إذ أعلنت السلطات السبت الماضي العثور على 9 جثث أخرى داخل ثلاجة موتى في مستشفى الخضراء، وهو أيضا مستشفى تابع للجهاز ذاته في حي أبوسليم. اندلاع التوترات أدى مقتل الككلي إلى هزيمة مفاجئة للجهاز على يد فصائل مسلحة موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا، عبدالحميد الدبيبة. وفي اليوم التالي، أصدر الدبيبة أمرا بحل التشكيلات المسلحة؛ ما فجر أعنف اشتباكات تشهدها طرابلس منذ سنوات، بين مجموعتين مسلحتين، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 8 مدنيين، بحسب الأممالمتحدة. وقال الدبيبة يوم السبت إن «تفكيك الميليشيات مشروع مستمر»، في وقت لا يزال فيه وقف إطلاق النار ساريا بعد اشتباكات الأسبوع الماضي. ونشرت حكومة الوحدة الوطنية يوم الاثنين تسجيلا مصورا يظهر جرافات وهي تهدم معسكر «77»، أحد أكبر المقرات التابعة لجهاز دعم الاستقرار، وأعلنت أن الموقع سيتحول إلى حديقة وطنية. وتشهد ليبيا اضطرابات منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي عام 2011، وانقسمت البلاد في 2014 بين فصائل متناحرة في الشرق والغرب، رغم توقف المعارك الكبرى توقفت بعد هدنة أبرمت قبل نحو 5 سنين.