قررت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، اليوم السبت، تأجيل محاكمة الصيدلي المتهم بانتحال صفة طبيب داخل أحد مراكز التجميل، والتسبب في وفاة فتاة تبين لاحقًا أنها حفيدة رئيس وزراء مصر الأسبق، كمال الدين حسين، عقب حقنها بمادة طبية بطريقة خاطئة أودت بحياتها، إلى جلسة 15 مايو الجاري. وقال إمام الحفناوي، محامي أسرة المجني عليها، خلال مرافعته أمام هيئة المحكمة، إن الوفاة جاءت نتيجة خطأ طبي ارتكبه المتهم، الذي يعمل صيدليًا وليس طبيب تجميل، بسبب حقن المجني عليها بمادة الفيلر بطريقة خاطئة أدت إلى إصابتها بجلطة بالشريان الرئوي. وقدم المحامي أمام المحكمة دليلاً من صفحة المتهم على موقع LinkedIn، يظهر فيها مدعيًا صفة طبيب تجميل وذو خبرة تمتد ل10 سنوات في مجال الفيلر والبوتوكس، قائلا: «إن ذلك يعد تضليل صارخ للمرضى والجهات المعنية». رسائل وتسجيلات توثق مخالفات جسيمة داخل مركز التجميل وأوضح الحفناوي، أن ممرضة تعمل في المركز المملوك لزوجة المتهم، (تعمل أخصائية علاج طبيعي)، سلّمت النيابة رسائل نصية تُظهر إجراء المتهم الكشف الطبي والحقن على نحو 19 حالة خلال يومين فقط مقابل مبالغ مالية ضخمة. وتابع: أن التحقيقات في القضية كشفت عن محاولة زوجة المتهم التأثير على الشاهدة، إذ أرسلت لها رسالة نصية تطلب منها إغلاق هاتفها لمدة شهر حتى لا تتمكن النيابة من الوصول إليها، وأن الشاهدة أُرفقت تلك الرسائل رسميًا بملف التحقيق. كانت النيابة العامة وجهت إلى المتهم في القضية رقم 4294 لسنة 2023 جنايات التجمع الخامس، تهمة إحداث إصابة عمدية بالمجني عليها دون سبق إصرار أو ترصد، أثناء حقن بمادة طبية رغم عدم امتلاكه المؤهلات أو التراخيص اللازمة لذلك. وكشف أمر الإحالة عن أن المتهم ضُبط وبحوزته أداة طبية «حقنة» تُستخدم في إجراءات تجميلية دون ترخيص قانوني أو سند مهني، وأثبتت التحقيقات عدم قيده بسجلات نقابة الأطباء. وذكر تقرير الطب الشرعي، أن المادة الطبية قد تؤدي إلى مضاعفات في بعض الحالات، لكن تنفيذها بواسطة شخص غير مؤهل طبيًا يمثل خطأ جسيمًا وانتهاكًا صريحًا للقواعد المهنية.