قال سفير أوكرانيا لدى القاهرة، ميكولا ناهورنى، إن بلاده تُحيي الذكرى ال80 للنصر على النازية، باعتبارها اللحظة الفاصلة التي أنهت واحدة من أحلك صفحات التاريخ الإنساني، وتُعدّ هذه الذكرى ذات أهمية استثنائية لأوكرانيا، البلد الذي تحمّل شعبه خسائر فادحة غير مسبوقة، فقد تحوّلت الأراضي الأوكرانية، إلى ساحة رئيسية للمعارك، كتب خلالها الأوكرانيون، صفحات مضيئة من التضحيات والبطولة والمقاومة، على حين كانوا يتعرضون، في الوقت ذاته، لحملات تنكيل جماعية. وأوضح «ناهورني»، في بيان، أنه خلال سنوات الحرب، تكبّدت أوكرانيا خسائر بشرية مروعة تجاوزت، في مداها، خسائر بريطانيا، وكندا، والولايات المتحدة، وفرنسا مجتمعةً، وتتراوح التقديرات حول عدد الأوكرانيين، الذين فقدوا أرواحهم ما بين 8 إلى 10 ملايين، أي ما يزيد على خُمس سكان البلاد، قبيل اندلاع الحرب، منهم ما يقرب من 3–4 ملايين من العسكريين، والمقاومين، والفدائيين، الذين قضوا في المعارك، أو وقعوا ضحايا الأسر أو القمع، بالإضافة إلى نحو 4–5 ملايين، من المدنيين الذين أُعدموا رميًا بالرصاص، أو ماتوا جوعًا، أو تحت القصف، أو جرى ترحيلهم قسرًا. وأوضح أنه في عام 1941، بلغ عدد سكان أوكرانيا 41.7 مليون نسمة، وفي عام 1945 انخفض إلى 27.4 مليونًا، واحتاجت الدولة إلى ربع قرن كي تتعافى من هذا الزلزال الديموجرافي الهائل، وساهم الأوكرانيون مساهمة بارزة في تحقيق النصر على النازية، واعتُبروا بحقّ من بين شعوب النصر، وقد تم الاعتراف بذلك دوليًا من خلال منح جمهورية أوكرانيا السوفيتية، موقعًا مؤسسًا في منظمة الأممالمتحدة، كنوع من التكريم لتضحيات الأوكرانيين، وإسهامهم الفعّال في النصر المشترك. وتابع: «ومن الجدير بالذكر أن الحرب بدأت فعليًا بالنسبة للأوكرانيين في الأول من سبتمبر عام 1939، حين التحق نحو 112 ألفًا من مواطني أوكرانيا، ومعظمهم من سكان جاليسيا وفولينيا التابعة آنذاك لبولندا، بصفوف الجيش البولندي في مواجهة قوات «الفيرماخت» الألمانية، وخلال حملة سبتمبر، قُتل حوالي 8 آلاف أوكراني، وأُصيب 16 ألفًا آخرون، وبعد سقوط وارسو، واصل العديد من الأوكرانيين القتال في صفوف الوحدات البولندية، سواء تحت القيادة السوفييتية أو البريطانية». وأشار إلى أن الأوكرانيين، يشكّلون إحدى أكبر القوميات داخل الجيش الأحمر، ففي عام 1944، كان ثلث جنود القوات السوفييتية من أصل أوكراني، وفي تشكيلات المشاة ضمن الجبهات الأوكرانية الأربعة، التي حرّرت أوروبا الشرقية، وساهمت في اقتحام برلين، بلغت نسبتهم ما بين 60 و80%، كما قدّمت أوكرانيا للجيش السوفييتي 7 قادة جبهات وجيوش، و200 جنرال، وأكثر من 6 ملايين جندي، فيما قاتل أكثر من 130 ألف أوكراني، في صفوف جيوش دول التحالف المناهضة لهتلر، ومنهم نحو 80 ألفاً في الجيش الأمريكي، و45 ألفاً في جيوش الإمبراطورية البريطانية، وكندا، و6 آلاف في الجيش الفرنسي، وشاركوا في معارك شمال أفريقيا، وإنزال النورماندي، ومعركة مونتي كاسينو. ولفت إلى، أنه في شمال أفريقيا، شارك الأوكرانيون في القتال ضمن الجيوش البريطانية والكندية والأمريكية، وخاصة في معارك ليبيا، ومصر، وتونس، والجزائر، وفي معركة العلمين، التي دارت رحاها بين أكتوبر ونوفمبر 1942 على الأراضي المصرية، قاتل الأوكرانيون ضمن صفوف الجيش البريطاني الثامن بقيادة الجنرال برنارد مونتجمري، وكانت تلك المعركة نقطة تحوّل حاسمة أوقفت تقدم قوات المحور بقيادة الجنرال الألماني إرفين رومل. واختتم: «إن محاولات الاتحاد الروسي الحالي احتكار ذاكرة النصر تثير غضب المجتمع الأوكراني، فمساعيه لتهميش الدور الأوكراني، غير مقبولة، وكذلك استخدام هذا الإرث لتبرير الحرب الروسية بمحاولتها تشريع عدوانها على أوكرانيا، التي تتعرض لحرب غير مبررة».