دول الخليج تقطع العلاقات مع «دمشق» وأوروبا تستدعى سفراءها

تبلورت ملامح استراتيجية عربية - غربية، للضغط على النظام السورى وموسكو، بعد «الفيتو» الروسى - الصينى، الذى أفشل قرار مجلس الأمن بشأن سوريا، وذلك فى الوقت الذى أكد فيه نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه ليس فى وسع الجامعة تقديم أى شىء آخر فى الأزمة السورية، معرباً عن اقتناعه بأن التدخل الدولى فى سوريا على طريقة السيناريو الليبى غير مناسب، مطالباً بإرسال وفد جديد من المراقبين لسوريا.
وفيما وصل وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إلى دمشق، للقاء الرئيس السورى بشار الأسد وسط استقبال حار، تبلورت ملامح استراتيجية عربية - غربية، وكذلك لدى المعارضة السورية، لتصعيد الضغط على روسيا وسوريا والصين، فقد بدأت المعارضة السورية حملة إعلامية لمقاطعة البضائع الروسية والصينية، وكذلك تنظيم سلسلة مظاهرات أمام سفارات روسيا والصين فى مختلف أنحاء العالم، وأعلنت دعمها للمعارضة الروسية ضد النظام الروسى. ووجه المجلس الوطنى السورى والجيش السورى الحر، اللذان يمثلان الجناحين السياسى والعسكرى للمعارضة السورية نداء مشتركاً لرجال الأعمال السوريين والعرب، للمساهمة فى تمويل عمليات «الدفاع عن النفس» وحماية المناطق المدنية.
وبدوره، بدأ الغرب «حرباً دبلوماسية» على السفارات السورية فى الخارج، فقد أغلقت الولايات المتحدة سفارتها فى دمشق، وكلفت بولندا برعاية المصالح فى سوريا، فيما استدعت إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا سفراءها من سوريا، للتشاور، فيما أعلنت أستراليا فرض عقوبات جديدة على قادة سوريين.
وأعلن مجلس التعاون الخليجى أنه يدرس الاعتراف بالمجلس الوطنى السورى ممثلاً شرعياً للشعب السورى، وقرر سحب سفرائه من دمشق، وطرد سفراء الأسد ليقطع العلاقة بينه وبين النظام السورى.
وفيما اعتبر رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى السابق، الجنرال فى الاحتياط، عوزى ديان أن فكرة تقسيم سوريا بإنشاء دولة للأكراد، وحكم ذاتى للعلويين تصب فى مصلحة إسرائيل، قالت مصادر بحزب الله إن الحزب لن يسمح بسقوط الأسد، إذا كانت تكلفة ذلك هى الدخول فى نزاع عسكرى مع إسرائيل.
ميدانياً، أعلنت «الداخلية» السورية الثلاثاء أنها ستواصل عملية ملاحقة «الإرهابيين»، حتى استعادة الأمن فى حمص، مشيرة إلى مقتل عشرات «الإرهابيين»، بينما أعلنت الهيئة العامة للثورة فى سوريا أن الجيش النظامى أغلق مدينة حمص، وعزلها كلياً، فى استمرار للضغط على المدينة، التى تتعرض لهجوم مستمر منذ أيام. وكان المركز الإعلامى السورى قد أفاد بتعرض حى بابا عمرو فى حمص، لقصف صاروخى عنيف من القوات السورية منذ فجر الثلاثاء ، مما أدى إلى سقوط 27 قتيلاً وعشرات الجرحى، لترتفع حصيلة القتلى خلال ال24 ساعة الماضية إلى 122 قتيلاً. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن القصف الذى يشهده بابا عمرو هو الأعنف منذ بدء الاحتجاجات.
من جانبه، قال نبيل العربى، إن روسيا والصين خسرتا رصيداً دبلوماسياً فى العالم العربى، باعتراضهما بحق النقض (الفيتو) على قرار الأمم المتحدة بشأن سوريا، وربما بعثتا برسالة إلى دمشق بأن لها مطلق الحرية فى قمع الاحتجاجات. وأضاف «العربى» فى حوار مع وكالة «رويترز» أن استخدام (الفيتو) كان «كشفاً للحقيقة» فى نظر جماعات المعارضة السورية، التى ترفض حتى الآن دعوة الجامعة للحوار مع حكومة الأسد، فقد أظهر لهم أن العرب ليسوا من يعرقل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد دمشق، إنما القوى العالمية المنقسمة فيما بينها. واستطرد: «أنا لا ألوم عليهم، لكن المعارضة السورية كانت تخضع لوهم أن الجامعة العربية تقف بينهم وبين الحل، الحل هو السيناريو الليبى، لكن السيناريو الليبى ليس مناسباً لهذا الوضع». وأكد «العربى» أن الجامعة مستعدة لإرسال بعثة مراقبين جديدة لسوريا، لكن وفقاً لشروط مختلفة وبأعضاء أكثر من فرقة المراقبين التى يبلغ قوامها 200 فرد. وقال: «وضعنا كل أوراق اللعب لدينا.. على الطاولة.. الأمر متروك للأمم المتحدة لتتخذ القرار، فشل مجلس الأمن.. ليس لدينا شىء آخر نقوم به».