قال المهندس صلاح دياب، مؤسس «المصرى اليوم»، إنه فوجئ بحجم الاهتمام بمذكراته التى تحمل عنوان «هذا أنا» وبالكتابات الكثيرة عنها مع أنه ليس رجلا مشهورا. وأضاف ضاحكا، خلال حفل توقيع مذكراته بنادى السيارات أمس الأول: «أخشى أن يطلبنى تركى آل الشيخ لينظم حفلًا لى على غرار حفلات عمرو دياب بعد أن ذاع صيتى». وقال «دياب» إن جمهور المذكرات أصبح المظلة التى يحتمى بها لمواصلة الحلم والخيال، مجدداً القول إن مصر غنية بسيداتها ورجالها وكل ما تحتاجه هو إطلاق العنان للخيال حتى تنطلق فى طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمنافسة العالمية. وتحدث فى الندوة التى أدارها نبيل البشبيشى، رئيس اللجنة الثقافية بالنادى، بحضور محمد العسكرى، نائب رئيس مجلس الإدارة، عن الخلفيات المختلفة التى دفعته لكتابة مذكراته وسرد لمحات من حياته فى كنف جده المناضل والكاتب الوطنى توفيق دياب وجدته، والدرس الأهم الذى تلقاه عن جده هو أن يتكلم كما يفكر وأن يوحد بين «شخصيته الجوانية وشخصيته الخارجية»، وقال باسما إنها «كانت أسوأ نصيحة لأنها جعلته يتحدث دائماً بما فى باله دون تحفظات مما قد يوقعه فى الخطأ أو يستفز آخرين فيعادونه». وتحدث عن قصته فى كسب المال وإنفاقه منذ أن كان طالبا في كلية الهندسة، وقال دياب إنه منذ وقت مبكر كان يزوره في منزله مصطفى أمين وزوجته وإحسان عبدالقدوس وزوجته ويوسف إدريس وزوجته وأحمد بهاء الدين وزوجته، متسائلا: «أنا لم أكن معروفا فلماذا كانوا يزورونني، وأجاب ظني أنهم وجدوا منطقة محايدة في بيتي فارتاحوا إليها وهم ساعدوني بحضورهم على أن أعيش أرستقراطية ثقافية لم يعيشها الكثيرون». ولفت إلى أن عمارة مكتبه مكتوب عليه «هنا عاش عزت أبوعوف»، وبعد أن رأى هذه اللافتة طلب جهاز التنسيق الحضارى ليقول لهم من المهم أن تكرموا الناس فى حياتهم وليس بالضرورة بعد أن يرحلوا. وقال إن مصر بالخيال تستطيع أن تكون مثل أوروبا أو الصين أو أمريكا رغم وجود تحديات وعوائق تحد من قدرتنا مثل تأثيرات «كوفيد» وحرب أوكرانيا والحرب على غزة والحرب فى السودان وحتى مشكلة سد النهضة مضيفا: «أعتقد أن من يريد أن يصل إلى هدف سيصل بلا أى حجج مهما كانت»، وأشار إلى أنه كان محظوظا بمن فتحوا له الفرص، وأنه بدوره استغلها وحولها إلى نعمة ربانية عليه وعلى غيره. وشبه «دياب» نفسه خلال الندوة بتوفيق الدقن فى مسرحية سكة السلامة حين توقف الأتوبيس فى الطريق وخرج الكل يناجى ربه طالبا للنجاة وتوجه توفيق الدقن إلى السماء وهو يقول «يا رب ده أنا غلبان يا رب ده أنا غلبان غلب، ما يغركش الجاكيت اللى أنا لابسه، يا رب انت تعلم أننى فقير إليك رغم كل تلك المظاهر»، وذكر أن أحد علماء النفس قال له مؤخراً «يمكن أن تمضى فى الطريق فتتفاجأ بمن يسير أمامك ببطء فتشعر بمشكلة وتحمل نفسك وزرها مع أن هذه هى مشكلة الآخرين لا مشكلتك»، وقال إنه تعلم أخيراً أن السعادة والتعاسة قرار، وقد قرر أن يعيش سعيداً ولن يسمح بأى شوائب لكى تفسد حياته. وقال «البشبيشى» إن «دياب» أحد رموز أعضاء النادى وإنسان ذكى وبسيط ومقاتل وتلقائى إلى أقصى درجة ومبادر و«اللى فى قلبه على لسانه»، بينما قال أحمد الجمال الكاتب الصحفى إن ما نالته مذكرات صلاح دياب من اهتمام يفوق ما ناله أى من كتاب المذكرات فى السنوات الأخيرة، موضحا أن من مزايا صلاح دياب أنه يستطيع أن يحول الخصم إلى صديق وإلى أخ، وأنه يعرف أيضا كيف يحول التراب إلى ذهب، موضحا أنه حافظ ببراعة على القيم التقليدية للأسرة المصرية العريقة وفى نفس الوقت استخدم العقلية العلمية فى إدارة حياته ومشاريعه، مقدما فى المذكرات مادة خاما مفيدة لكل الباحثين فى التاريخ، وتحدث الدكتور يوسف زيدان الكاتب والمفكر عن بداية تعرفه على صلاح دياب، مشيرا إلى أن صلاح دياب كاتب على طبيعته ومختلف، وأنه يحظى بالمحبة لذاتها، وقالت الدكتورة سهير السكرى، أستاذة علم المصريات، إن دياب يدافع عن مبادئه دائما ولم يتغير مهما كان الثمن، وقالت الدكتورة أمانى فؤاد، أستاذة النقد الأدبى، إن «دياب» إلى جانب الخيال كان منفتحا على تجارب الآخرين وعلى أحدث التطورات فى الخارج، وأن لديه سمة الباحث عن حلول دائما، ولديه زاوية رؤية مختلفة حتى فى تفسير الأحاديث الدينية، وتحدث أيضا عضو النادى، اللواء محمد يوسف، والمهندس شريف عمر عن صلاح دياب الإنسان فى تعاملاته مع أصدقائه والعاملين لديه والدائرة المحيطة به. حضر الندوة الدكتور محمد أبوالغار والمستشار محمد شيرين شوقى والجيولوجى صلاح حافظ وغيرهم، وأسرة المهندس صلاح دياب.