أعربت مصادر رسمية عن استيائها من تصريحات الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، حول رغبته فى عبور السفن الحربية والتجارية الأمريكية، قناة السويس، دون سداد رسوم، ووصف بعضها بالهمجية التى تغلب عليها طابع البلطجة الأمريكية. وقالت المصادر إن قناة السويس ممر ملاحى دولى مصرى مسموح بمرور أى سفينة فيه أيا كان العلم الذى ترفعه وأيا كان جنسيتها، وهو ما تفعله مصر كما من حقها منع مرور أى سفينة إذا كان مرورها غير برىء كالذى يؤثر على المجال البيئى أو المناخى أو التلوث الكيميائى وغيرها. وأضافت أنه لابد من دفع رسوم عبور كل السفن التى تمر من قناة السويس، أيا كانت السفينة حربية أو تجارية، وذلك لاعتبارات رسوم الإرشاد والأعمال البحرية وغيرها، ووفقا للقوانين البحرية الدولية المتعارف عليها لكل دولة بها ممر مائى، مؤكدة أنه لا يسمح لأحد بالتحدث فى هذا الشأن سوى الجانب المصرى فقط الذى وحده من يحدد رسوم العبور سواء خفضها أو زيادتها أو إعفائها فى حالات معينة. واستنكر الدكتور أحمد الشامى، استشارى النقل البحرى، تصريحات «ترامب»، متسائلا: «كيف لمسؤول ورئيس دولة كبرى أن يحاول فرض رأيه وسيطرته على دولة ذات سيادة ولا ينبغى له فعل ذلك؟». وقال «الشامى»، ل«المصرى اليوم»، إن ترامب يعتمد على إثارة الجدل لمجرد الإلهاء لأنه يعلم أن البارجات الحربية التى مرت من قناة السويس لحماية منطقة باب المندب، تم دفع رسوم عليها بالرغم من أن مصلحة قناة السويس الحماية وبناء عليه يعتمد على إثارة الجدل والإلهاء لضمان كسب وقت لإيجاد حلول أخرى للوصول لأهدافه. وأضاف أن تصريح «ترامب» ينم عن أنه له فكر رأس مالى هدفه تحقيق أعلى مكسب على حساب الغير، موضحا أن السفن المعفاة من رسوم عبور قناة السويس تخضع لسياسات محددة تُحددها هيئة قناة وعادة ما تشمل الإعفاءات السفن الحربية التابعة لمصر وحلفاءها، لافتا إلى أن مصر قدمت تسهيلات لسفن تحمل معدات طبية، وقد تُعفى من الرسوم فى إطار استثنائى، وكذلك تعفى السفن المملوكة لهيئة قناة السويس أو سفن الإصلاح وسفن الدول الموقعة على اتفاقيات تاريخية مثل بعض الاتفاقيات القديمة، مثل اتفاقية القسطنطينية 1888. وقال اللواء بحرى عبدالقادر جاب الله، رئيس الغرفة الملاحية للسويس والبحر الأحمر، إن مصر ذات سيادة لا أحد يتحكم فى أمورها الداخلية، موضحا أن «ترامب» يتبع أسلوب أقصى ضغط ثم يبدأ التفاوض، لافتا إلى أن أسلوبه قد ينفع فى الاقتصاد، لكن لا ينجح فى السياسة، حيث إنه فشل من قبل فى قرارات كثيرة له كما أنه يستخدم كل مصادر القوة الأمريكية خلال حواره مع الدول لتحقيق أهدافه دون تحقيق نجاح أى من هذه المفاوضات. وأضاف، ل«المصرى اليوم»، أن هدف ترامب إعادة القوة الأمريكية فى مجال النقل من ناحية تصنيع السفن والسيطرة على الممرات الملاحية فى العالم، بهدف تحقيق أهداف اقتصادية فى بلده، ويستخدم أسلوبا غير متعارف عليه حاليا فى السياسة باستخدام القوى القصوى فى أى حوار مع أى دولة، فيما تستخدم مصر أسلوب سياسى قوى هادئ. وأشار إلى أن الصين تسيطر على 90٪ من السفن التجارية، ويتم بناؤها على مستوى العالم فى بلدها، حيث إن السفن التى ترفع العلم الصينى تقترب من 5500 سفينة فى مقابل أقل من 300 سفينة تجارية أمريكية، ما أثار غضبه محاولا إضعاف الأسطول الصينى من خلال فرض قيود مالية واقتصادية على السفن المشغلة بمعرفة الإدارة الصينية، ما يجعلها غير منافس للموانئ الأمريكية. ولفت إلى أن ترامب أعلن عن أهدافه بطريقة غير مباشرة من خلال التسريبات التى تمت فى موقع سيجنال بين مستشار الأمن القومى ووزير الدفاع الأمريكى وقادة البنتاجون، فيما يتعلق بالمحادثات الخاصة بموعد وضرب الحوثيين، وخلال هذا الحوار وضحت نيتهم فى تحميل تكاليف هذه العملية للمستفيدين من استخدام البحر الأحمر، وهذا يجعلنا نرى أن الولاياتالمتحدة لها يد فى توترات البحر الأحمر، ودفع الحوثيين فى السابق للسيطرة على ممر باب المندب ومنطقة القرن الإفريقى.