أكدت أنجلينا إيخهورست، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في القاهرة، على دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لمصر في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة، مشيرة إلى أن هناك إجراءات جادة وسريعة يتم اتخاذها لتعزيز التعاون بين الجانبين في كافة المجالات، إضافة إلى الشراكة الاستراتيجية؛ مشيدة بجهود الحكومة المصرية في الإصلاح الاقتصادي. وأعلنت إيخهورست خلال لقائها مع عدد من الصحفيين على هامش جولتها بمحافظة الإسماعيلية، اليوم، أنه تم التعجيل بإنهاء مناقشات صرف منحة أوروبية بقيمة 4 مليارات يورو لمصر، وهي الآن قيد الإنهاء، ما يعكس التزام الاتحاد الأوروبي بالشراكة الاستراتيجية مع مصر، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة والعالم. كما أشادت السفيرة بجهود مصر في تعزيز سلامة السفن والأمن الملاحي، مؤكدة أن هناك اهتمامًا متزايداً من المستثمرين الأوروبيين بالمشاركة في مشروعات هيئة قناة السويس، وهو ما يعزز الثقة في أمن الممر الملاحي ويؤكد مكانة القناة كبوابة استراتيجية للتجارة العالمية. وفيما يتعلق بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على صادرات الاتحاد الأوروبي، قالت إيخهورست إن هناك ردود أفعال أوروبية جادة للتعامل مع هذه السياسات "غير الضرورية"، مشيرة إلى أن المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي قام بزيارة إلى واشنطن مؤخراً لمحاولة التوصل إلى حلول نهائية. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يتعاون كذلك مع مصر في تحليل وتقييم تداعيات تلك السياسات على الاقتصاد الإقليمي والعالمي. وفي الشأن الإقليمي، أعلنت إيخهورست عن طرح المفوضية الأوروبية برنامج دعم شامل متعدد السنوات بقيمة 1.6 مليار يورو، يهدف إلى تعزيز التعافي والصمود الفلسطيني، وتلبية احتياجات غزة والضفة الغربية خلال السنوات المقبلة، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي هو من أوائل الداعمين للخطة العربية لإعادة إعمار غزة، مع تأكيده على دعم حل الدولتين كخيار استراتيجي للسلام في الشرق الأوسط. كما شددت السفيرة على أن مشروعات التحول الأخضر تأتي على رأس أولويات الاتحاد الأوروبي في مصر، مشيرة إلى عقد عدة اجتماعات مع وزراء البيئة والتنمية المحلية، من أجل وضع خطة وجدول أعمال للتنمية المستدامة والتحول الأخضر، وأوضحت أن مصر وضعت نفسها كمركز إقليمي للطاقة الخضراء يخدم إفريقيا وآسيا ومنطقة المتوسط، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة، والصناعات الخضراء، والسياحة البيئية. وأكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي، أن الاتحاد لا يتراجع عن التزامه القوي تجاه الأجندة الخضراء، على الرغم من بعض التصورات التي تشير إلى تراجع التركيز الإعلامي والسياسي عليها.، موضحة أن هذا الملف لا يزال على رأس الأولويات الأوروبية، وأن الصناعات الأوروبية وكذلك المصرية باتت متكيفة بالفعل مع متطلبات التحول الأخضر. وأضافت السفيرة أن الحديث عن البيئة والتحول المستدام لم يعد ترفًا، بل أصبح خيارًا اقتصاديًا أقل تكلفة وأكثر كفاءة. وأكدت أن مصر تلعب دورًا قياديًا في هذا المجال، وتُعد نموذجًا إقليميًا في مشروعات الطاقة الخضراء منذ استضافتها لقمة المناخ COP27. وتحدثت إيخهورست عن اهتمام الاتحاد الأوروبي بتعزيز التحول الرقمي في مصر، والعمل على توسيع نطاق المهارات الرقمية، وتطوير البنية التحتية الرقمية لتمكين مصر من لعب دور محوري كمزود للخدمات التكنولوجية والرقمية في المنطقة. وفي ختام تصريحاتها، كشفت السفيرة عن خطة شاملة لربط ملفات الطاقة والمياه والغذاء والبيئة، بهدف تحقيق تنمية مستدامة وشاملة، وأشارت إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن رؤية أوروبية واضحة تركز على دعم الاقتصاد المصري وخلق بيئة استثمارية جاذبة، مع التأكيد على المسؤولية الجماعية لمواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية في المرحلة القادمة.