مع تصاعد الحرب التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدة، بعد فرض إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب رسوم جمركية، برزت الورقة الرابحة بيد «بكين» وهي المعادن الأرضية النادرة. فلا تتيح هذه الورقة لترامب مجالا كبيرا للرد بالمثل، فقد اتضحت هيمنة الصين على سلسلة توريد المعادن الأرضية كأحد أقوى أسلحتها التجارية في مواجهة واشنطن، والتي تعتبر مكونات أساسية لأنواع التكنولوجيا المتقدمة التي ستحدد ملامح المستقبل. ففي 2019، خلال جولة الرئيس الصيني، شي جين بينج، في قاعة معارض إحدى مصانع المعادن الأرضية النادرة، تفقد صفوفًا تلو الأخرى من الكتل المعدنية الرمادية العادية من هذه المعادن، معلنا لحاشيته من مسؤولي الحزب الشيوعي: «المعادن النادرة مورد استراتيجي حيوي». تستخدم في صناعة وتشغيل كل شئ بحسب شبكة ال «CNN» الأمريكية، تستخدم هذه المنتجات في صناعة وتشغيل كل شئ، من هواتف آيفون إلى السيارات الكهربائية. وتعتبر المعادن النادرة، وهي مجموعة من 17 عنصرًا، وهي أكثر وفرة من الذهب، حيث يمكن العثور عليها في العديد من الدول، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، إلا أن استخراجها ومعالجتها صعب ومكلف وملوث للبيئة. ولعشرات السنوات، اعتمدت الولاياتالمتحدة ودول أخرى على إمدادات الصين من هذه المعادن المُعالجة، حيث تُمثل حصة الصين 61% من الإنتاج العالمي من المعادن الأرضية النادرة المُستخرجة من المناجم، لكن سيطرتها على مرحلة المعالجة تُمثل 92% من الإنتاج العالمي، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية. كما أن المغناطيسات المصنوعة من معادن أرضية نادرة من تصنيع محركات ومولدات أصغر حجمًا وأكثر كفاءة، تُستخدم في الهواتف الذكية، ومحركات السيارات والطائرات النفاثة، وأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، فضلا عن أنها مكونات أساسية في مجموعة من الأسلحة باهظة الثمن، من طائرات الشبح المقاتلة إف-35 إلى الغواصات الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية. تصديرها مشروط بإذن الحكومة في 4 أبريل، وبعد سنوات من التحذيرات المُبطّنة، فرضت الحكومة الصينية قيودًا على تصدير 7 أنواع من معادن الأرض النادرة، ردًا على الرسوم الجمركية «التبادلية» التي فرضها ترامب في البداية بنسبة 34% على السلع الصينية. وتُلزم القواعد الصينية الجديدة جميع الشركات بالحصول على إذن حكومي لتصدير ال 7 المعادن، فضلا عن المنتجات المرتبطة بها، مثل المغناطيس. خطورة انقطاعها وصعوبة انتاجها أمس الثلاثاء، أمر ترامب بإجراء تحقيق في الرسوم الجمركية المحتملة على المعادن الأساسية، وهي فئة أوسع من الموارد التي تشمل العناصر الأرضية النادرة، لتقييم تأثير هذه الواردات على أمن بلاده وقدرتها على الصمود. وقال الرئيس الأمريكي في أمر تنفيذي: «إن اعتماد الولاياتالمتحدة على الواردات وضعف سلاسل التوريد لدينا يزيد من احتمالية المخاطر على الأمن القومي والاستعداد الدفاعي واستقرار الأسعار والازدهار الاقتصادي والمرونة». وبحسب الشبكة الأمريكية، من الصعب في الوقت الراهن تعزيز قدرة واشنطن الانتاجية من هذه المعادن، حيث أفادت 3 شركات أمريكية متخصصة في صناعة المعادن النادرة بأنها بصدد توسيع قدراتها الإنتاجية وتوريد المواد من حلفاء الولاياتالمتحدة وشركائها، وهو ما سيستغرق سنوات لتلبية الطلب الهائل من الصناعات الأمريكية الهائلة الرئيسية.