شهدت محافظة بورسعيد واقعة مأساوية هزت الرأي العام، بعد وفاة الشاب أحمد ياسر داخل مصحة غير مرخصة لعلاج الإدمان، في ظروف وصفتها أسرته ب«الغامضة والمرعبة»، إذ اتهمت أسرة المتوفي، القائمين على المكان، بتعذيبه حتى الموت بعد أقل من ثماني ساعات من دخوله المصحة. وأكدت أسرة الضحية أن الشاب، البالغ من العمر 25 عامًا، دخل المصحة بكامل إرادته أملًا في العلاج، إلا أنهم فوجئوا باستلام جثمانه وعليه آثار تعذيب واضحة، وهو ما أثبته تقرير الطب الشرعي الذي أشار إلى وجود كدمات وجروح في مناطق متفرقة من الجسد، بالإضافة إلى علامات خنق. وفي أول تعليق رسمي، كشفت مصادر أمنية عن تمكن قوات الأمن من ضبط عدد من المتهمين في الواقعة، فيما لا تزال التحقيقات جارية لملاحق «مصحات الموت»: تحذير من خطر متزايد ة آخرين. وصرحت النيابة العامة بدفن الجثمان عقب انتهاء إجراءات المعاينة والتشريح. «مصحات الموت» .... تحذير من خطر متزايد حذّرت أسرة أحمد من تنامي ظاهرة المصحات غير المرخصة، خاصة في محافظة الإسماعيلية والمناطق المحيطة، مشيرين إلى أنها أصبحت «مصائد موت» للشباب، تحت غطاء العلاج. وطالب أفراد الأسرة بضرورة التدخل السريع من الجهات المعنية لإغلاق هذه الأماكن ومحاسبة القائمين عليها. وقالت والدة الضحية، في تصريحات خاصة: «لم أكن أعلم أنني أودع ابني إلى الأبد. عاد إلينا جثة، وجهه ويداه وقدماه متورمة وعليها آثار تعذيب، بالإضافة إلى إصابات حساسة بجسده وآثار خنق». وأكدت أن التقرير الطبي المقدم للنيابة وثّق هذه الانتهاكات بالتفصيل. من جانبه، عبّر والد الشاب عن غضبه قائلًا: «كان يفضل في حضني مدمن، ولا يرجع لي جثة. ابني كان رايح يتعالج مش يموت»، مطالبًا بالقصاص العادل من الجناة. مشاهد مؤلمة في الجنازة وشهدت جنازة الشاب مشاهد صادمة ومؤثرة، حيث تعالت صرخات شقيقاته وأقاربه مطالبين بالعدالة، ووجّهوا رسائل غاضبة للقائمين على المصحة، مرددين: «حسبنا الله ونعم الوكيل».