بعثة «اليونسكو» تعاين موقع آثار أبومينا بالإسكندرية قبل رفعه من «القائمة الحمراء» (صور)

أجرت بعثة رصد تفاعلي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، معاينة ميدانية على الطبيعة لموقع آثار أبومينا الأثري في منطقة الكينج مريوط غرب الاسكندرية، مساء أمس، لمراجعة الإجراءات التصحيحية التي قامت بها الدولة المصرية ممثلة في وزارة السياحة والآثار والجهات المعاونة لرفع الموقع من القائمة الحمراء (الآثار المعرضة للخطر والشطب من اليونسكو)، ومضاهاتها على الأرض.
ورافق البعثة التي زارت المنطقة الأثرية لأول مرة، كل من الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والعميد هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار للمشروعات والمتاحف، ومحمد متولى مدير آثار الاسكندرية، وقيادات وزارة السياحة والآثار ومنطقة الاسكندرية، ووزارتى الرى والزراعة ومحافظة الإسكندرية ودير الشهيد مارمينا العجائبى وممثلي البدو المقيمين بمحيط الموقع الأثرى.
وقال العميد هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار للمشروعات والمتاحف، في تصريحات خاصة ل «المصرى اليوم»، إن الزيارة استهدفت الاطمئنان على الإجراءات التي قامت بها مصر لرفع الموقع من قائمة الآثار المهددة بالخطر بعد أن تم إدراجه قبل نحو 17 عامًا، وبحث إمكانية إعادة الموقع إلى مجلد التراث العالمى ضمن 7 مواقع مصرية مسجلة في سجل التراث العالمي لليونسكو، وثانى منطقة حج مسيحي في العالم، والأثر المسيحى الوحيد المدرج في سجل التراث العالمى بمصر، والأثر رقم 90 على مستوى العالم في مناطق التراث العالمى.
وأوضح أن البعثة عاينت على الطبيعة المشروعات التي تنفذها الدولة المصرية لتصحيح وضع موقع ابومينا، مثل مشروع خفض منسوب المياه الجوفية والتى انتهت في 2022، ومشروع الصيانة الدورية للموقع والقائم من 2022 وحتى الآن، وتم التعرف على عناصر المشروع مثل الآبار والمحابس والبيارات والترميم والصيانة الدورية وتطهير المصارف الخاصة بتصريف مياة الصرف الزراعى والمياه الجوفية، مشيرًا إلى أنه تم مراجعة كافة الإجراءات التصحيحية التي جرى تنفيذها تمهيدًا لإعادة الموقع إلى مجلد التراث العالمى لليونسكو ورفعه من قائمة الآثار المعرضة الخطر، المعروفة ب «القئمة الحمراء».
ولفت إلى أن المعاينة جرى تدوينها بالكامل بهدف عرضها على اللجان المنبثقة عن اليونيسكو لتقديمها للجنة العامة.
وقال «سمير»، أن الدولة قامت بتطهير وتسليك المصارف العمومية المحيطة بالمنطقة وعددها 2 مصرف لخدمة المنقطة، وإنشاء طريق خارجى مؤدى إلى الموقع وجارى رفع كفاءته وتوسعته، فضلا عن القيام بتوعية المزارعين القائمين على زراعة الأراضي المحيطة لإقناعهم بتعديل نظام الرى بالغمر إلى الرى التنقيط وتم تفعيل المنظومة بهدف تقليل منسوب المياه الجوفية وإهدار مياة الصرف الزراعى الذي كان يصرف على المنطقة الاثرية ويلحق بها الضرر ليكون معدلات الهدر في المياه بسيطة جدًا وتحافظ على المنطقة.
وأشار إلى أن البعثة أبدت ارتياحها بشأن الموقع والمشروعات التي تمت، فضلا عن الصيانة الدورية التي يجرى تنفيذها، خاصة إنشاء شبكة خفض المياه الجوفية والمستمرة منذ تاريخ انتهاء المشروع الأصلى والتشغيل الدوري للحفاظ عليها، بالاضافة إلى اعمال الترميم للمنشآت الاثرية الموجودة بالمنطقة الاثرية، وإعادة تهيئة الموقع لاستقبال الزوار بإنشاء مظلات خشبية ودورات مياة متنقلة ولوحات إرشادية لخدمة الزائرين.
كما أشادت البعثة بالعلاقة الطيبة بين البدو المقيمين بمحيط المنطقة والمجلس الأعلى للآثار وحماية الموقع من السرقة خاصة الآثار والقطع الموجودة بمنطقة الأثرية والكنيسة التاريخية.
ولفت «سمير» إلى أنه من المتوقع أن يتم رفع الموقع من الآثار المهددة بالخطر العام المقبل 2026.
وتبلغ مساحة المنطقة الاثرية ككل 978 فدانًا، وأن موقع أبومينا الذي تجرى به الأعمال يبلغ مساحتها 300 فدان، يشمل مجمع الكنائس وتضم البازيليكا الكبرى وكنيسة المدفن والمعمودية وقبر القديس مينا وفناء الحجاج والحمام الشمالى والمزدوج والمعاصر، وجرى اكتشاف الموقع الأثري في عام 1905 على يد عالم الآثار الألماني كاوفمان، كما أنه جرت محاولات للتنقيب بالمنطقة على فترات متباعدة قام بها المتحف اليونانى الرومانى، والعالمان الالمانيان دايشمان وفون جيركان والعالم الانجليزى واردبركنز والمتحف القبطى بالقاهرة، والمعهد الألماني للاثاربالقاهرة، أسفرت عن الكشف عن مدينة كاملة كان يطلق عليها المدينة الرخامية، ترجع إلى أواخر القرن الرابع الميلادى، فضلا عن الكشف عن مجمع الكنائس الذي يتكون من ثلاث مباني منفردة ومتصلة ببعضها وهى البازيليكا الكبرى وكنيسة المدفن والمعمودية.
ويعد موقع أبومينا العجائبى، ضمن المواقع المصرية ال7 المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي.
بعثة رسمية من «اليونسكو» تعاين أبو مينا بالإسكندرية لمراجعة الإجراءات التصحيحية للدولة قبل رفعه من «القائمة الحمراء» (صور)
بعثة رسمية من «اليونسكو» تعاين أبو مينا بالإسكندرية لمراجعة الإجراءات التصحيحية للدولة قبل رفعه من «القائمة الحمراء» (صور)