تطبيق «رسوم ترامب» يربك العالم

بدأت الولايات المتحدة، أمس، فرض رسوم جمركية متبادلة على نحو 60 دولة، بالإضافة إلى الرسوم الأساسية البالغة 10٪ التى بدأت تحصيلها، السبت الماضى، وأعلن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بدء فرض رسوم 104٪ على الصين.
وردًا على رسوم ال 104٪، أعلنت وزارة المالية الصينية، أن بكين ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 84٪ على السلع الأمريكية، اعتبارا من اليوم، فيما تراجع اليوان الصينى إلى أدنى مستوى فى 19 شهراً مقابل الدولار، وسط قلق المستثمرين بشأن تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، كما هوى الشيكل الإسرائيلى أمام بقية العملات الرئيسية فى العالم.
وقال سفير الصين لدى القاهرة، لياو ليتشيانج، إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذ ما يسمى بخطة «الرسوم الجمركية المتبادلة»، أشعل حربا تجارية فى العالم وأحدث صدمة كبيرة لنظام التجارة العالمية والنمو الاقتصادى العالمى والأسواق المالية وسياسات الدول.
وأضاف السفير الصينى ل«المصرى اليوم»: «موقف الصين من الحرب التجارية ثابت وواضح، فهى لا تريد الخوض فى حرب تجارية، لأن الجميع سيخسر فيها، وفى الوقت نفسه، لا تخاف من الخوض فى حرب تجارية؛ فمن المؤكد أنها ستقوم بالرد بالمثل، وهو أمر منطقى ومعقول ومشروع، ونحث الجانب الأمريكى على تصحيح الأخطاء على الفور، وتعزيز التواصل والتشاور مع الصين وغيرها من الدول، لحل الخلافات الاقتصادية والتجارية بشكل مناسب».
إلى ذلك، تصاعد الخلاف داخل أروقة الإدارة الأمريكية بشأن الرسوم الجمركية، فيما يدرس نواب جمهوريون مشروع قانون لتقييد قدرة «البيت الأبيض» على فرض تعريفات جمركية من جانب واحد، بحسب موقع «أكسيوس».
فى غضون ذلك، سجلت أسعار النفط، أمس، تراجعًا حادًا إلى أدنى مستوياتها فى أكثر من 4 سنوات، نتيجة تزايد المخاوف المرتبطة بتراجع الطلب العالمى على خلفية تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت ب2.13 دولار، لتسجل 60.69 دولارًا للبرميل، فيما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى ب2.36 دولار، لتصل إلى 57.22 دولار للبرميل. وتسببت جمارك «ترامب» فى هزة للنظام التجارى العالمى القائم منذ عقود، وأثارت مخاوف من الركود وأدت لخسارة تريليونات الدولارات من القيمة السوقية لشركات كبرى، وتفاقم حرب تجارية عالمية وتحفيز عمليات بيع واسعة النطاق فى أسواق المال، كما حذر بنك إنجلترا من أن تصاعد التوترات التجارية العالمية قد يزعزع الاستقرار المالى فى المملكة المتحدة.