رغم أنها عادة شائعة بعد تناول وجبة دسمة، إلا أن الاستلقاء مباشرة بعد الأكل قد لا يكون خيارًا صحيًا، خاصة لأولئك الذين يعانون من الحموضة أو اضطرابات في الجهاز الهضمي، فهل فعلًا تؤدي هذه العادة إلى تفاقم الحموضة؟ . لذا نستعرض السبب وراء العلاقة بين الاستلقاء بعد الطعام والحموضة، ونوضح أبرز التوصيات الطبية لتفادي هذه المشكلة، وذلك على حسب ما أفاد موقع «the times of india» فأن الاستلقاء بعد تناول الطعام ليس فقط عادة غير صحية، بل قد يكون من أبرز أسباب الحموضة والارتجاع الحمضي، خاصة لمن لديهم قابلية لذلك. ولتفادي هذه المشكلة، يجب تعديل نمط الحياة والالتزام ببعض القواعد البسيطة التي تحمي المعدة وتحافظ على راحة الجهاز الهضمي. العلاقة بين الاستلقاء والحموضة عند الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام، يقل تأثير الجاذبية على المعدة، ما يسهل ارتجاع الحمض المعدي إلى المريء، خاصة إذا كانت عضلة الصمام الفاصل بين المعدة والمريء ضعيفة أو مرتخية. وهو ما يسبب الشعور بالحموضة أو ما يعرف علميًا ب«الارتجاع المعدي المريئي» (GERD)، ويصاحبه شعور بحرقة في الصدر، أو حتى طعم حمضي في الفم. ما الذي يحدث داخل الجسم بعد الاستلقاء بعد الآكل مباشرة ؟ لفهم أسباب الحموضة بعد الاستلقاء، لا بد من معرفة كيفية عمل الجهاز الهضمي، بعد دخول الطعام إلى المعدة، يبدأ الجسم بإفراز الأحماض لهضم الطعام في الوضع الطبيعي، تساعد الجاذبية الأرضية على بقاء الحمض داخل المعدة. لكن عند الاستلقاء يضعف تأثير الجاذبية، مما يسمح بارتداد الحمض إلى المريء، حيث يرتخي الصمام المريئي السفلي، خاصة إذا تم تناول وجبة كبيرة أو دهنية. تبقى محتويات المعدة لفترة أطول دون هضم جيد، مما يزيد الضغط داخلها، وبالتالي يزيد احتمال الارتجاع. أطعمة تزيد الحموضة تتفاقم المشكلة إذا كانت الوجبة غنية بالتوابل، الدهون، الكافيين، أو الحمضيات، لأنها تؤثر على الصمام وتزيد من إفراز أحماض المعدة، وذلك بسبب أن الدهون تؤخر إفراغ المعدة وتزيد من إفراز الحمض، لذا فإن الاستلقاء بعد وجبة دسمة بمثابة دعوة مفتوحة للحموضة. ينصح الأطباء بالانتظار ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد الأكل قبل الاستلقاء أو النوم، كما ينصح بالمشي الخفيف بعد الأكل لتحفيز الهضم، ورفع الرأس أثناء النوم لمنع الارتجاع، بالإضافة إلى تجنب الأطعمة المهيجة والمشروبات الغازية بعد الوجبات.