في بداية تطور النظام المصرفى، برزت البنوك كمؤسسات تهدف إلى الحفاظ على أموال الناس وتنميتها فقط، إذ اقتصر دورها على تجميع الأموال من الأفراد والمستثمرين لتوفير قروض ومساعدات مالية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.. إلا أنه مع مرور الوقت، وتطور الاقتصاد، بدأ دور البنوك يتغير تدريجيًا، وأصبحت أكثر تعقيدًا في أساليب جمع النقود وتوزيعها، ما أدى إلى تعزيز دورها المركزى في الاقتصاد الحديث. وفى العقد الأخير، مر النظام المالى بتحولات كبرى، إذ ظهرت التكنولوجيا المالية، وأصبحت للبنوك الآن قدرة أكبر على جمع الأموال عبر طرق جديدة، مثل الإصدارات الكبيرة للسندات أو الاستثمارات في أسواق المال.. فيما أضحت المصارف بحاجة إلى طرق مبتكرة لزيادة رؤوس أموالها، مع زيادة التحديات الاقتصادية وتوسع حجم العمليات المصرفية، الأمر الذي دفعها إلى توسيع أنشطتها وتعدد مصادر التمويل، لتشمل إلى جانب الودائع التقليدية، السندات والقروض طويلة الأجل، ورأس المال والاحتياطيات والمخصصات، إلى جانب التزاماتها قبل البنوك في مصر وفى الخارج. التقرير التالى يتناول أبرز المصادر التي تعتمد عليها البنوك في الحصول على أموالها، بما في ذلك الودائع التي تشكل أساس كل العمليات البنكية، والتى شكلت ما يزيد على 60٪ من التزامات القطاع المصرفى المصرى بنهاية سبتمبر الماضى.