واصلت مصر اتصالاتها المكثفة لتثبيت وقف إطلاق النار فى غزة، فى الوقت الذى أعلنت فيه حركة حماس موافقتها على مقترح القاهرة لوقف إطلاق النار وتشكيل لجنة إسناد مجتمعى لإدارة القطاع، مؤكدة تقديمها للأشقاء فى مصر مجموعة من الأسماء لأشخاص مستقلين ومهنيين وخبراء، لإتمام عملية التشكيل. وقال رئيس حركة حماس فى قطاع غزة، خليل الحية، إن الحركة تسلمت قبل يومين مقترحا من الوسطاء، وتعاملت معه بإيجابية ووافقت عليه، معربا عن أمله ألا يعطل الاحتلال المقترح ويجهض جهود الوسطاء. وأضاف «الحيّة» فى كلمة بمناسبة عيد الفطر، الذى وافق أمس فى فلسطين، أن الحركة تعاملت مع العروض بمسؤولية وإيجابية بهدف الوصول لأهدافها من وقف الحرب، واستجابت للمقترح المصرى بتشكيل لجنة إسناد مجتمعى لإدارة القطاع، تتحمل مسؤوليته كاملا فى كل المجالات، تتشكل من شخصيات وطنية مستقلة، وأن يتسلموا عملهم بدءا من لحظة الاتفاق، لقطع الطريق أمام أى دعاية يمكن أن يمارسها العدو. وتابع: «وصلنا لمراحل متقدمة فى هذه الحوارات، وقدمنا مع عدد من القوى والفصائل للأشقاء فى مصر مجموعة من الأسماء لأشخاص مستقلين ومهنيين وخبراء، لإتمام عملية التشكيل، ونأمل من الأشقاء أن يتمكنوا من الإسراع فى تشكيلها بعدما أخذوا دعما عربيا وإسلاميا لها». وأوضح: «نقول بصراحة لمن يراهن أن حماس وفصائل المقاومة يمكن أن تتخلى عن مسؤولياتها أو تسلم شعبنا وأهلنا لمصير مجهول يتحكم فيه الاحتلال وفق ما يريد: أنتم واهمون»، مشددا على رفض الحركة التهجير والترحيل، وعلى أن سلاح المقاومة خط أحمر، وهو مرتبط بوجود الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. ويتضمن عرض «حماس» إطلاق سراح 5 أسرى إسرائيليين أحياء، بينهم الجندى عيدان ألكسندر، الذى يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية، فضلا عن إطلاق سراح عدد من الجثث، كما تطالب حماس بوقف إطلاق النار لمدة 50 يوما، لكنها لا تجعل هذا مشروطا بالالتزام بإنهاء القتال وهو ما يعتبر مرونة كبيرة مقارنة بعرضها السابق، الذى تضمن إطلاق سراح أسير حى و4 جثث مقابل نفس فترة وقف إطلاق النار والمطالبة بإنهاء الحرب، فيما أن المقترح الإسرائيلى يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى أحياء وعدد من الجثث مقابل وقف إطلاق النار 50 يوما. وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن المقترح المصرى يعد بمنزلة محاولة للدمج بين مقترح المبعوث الأمريكى، ستيف ويتكوف، ومطالب المقاومة، ومحاولة للتخفيف بشكل أو بآخر من شروط الطرفين، والحركة تنتظر موافقة الاحتلال الذى لم يرد. وأضاف أن موافقة حماس لقطع الطريق على الاحتلال، إذ إنها وافقت على تسليم قطاع غزة للجنة إسناد مجتمعى وفى الوقت نفسه تشكيل جهاز شرطى يقوم بمهمته فى إعادة السيطرة على غزة. يأتى هذا فيما توعد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس، بتكثيف الضغوط على حركة «حماس»، مع مواصلة المفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين. وأفادت صحيفة هآرتس، أمس، بأن مكتب نتنياهو أعلن، مساء أمس الأول، أنه تلقى اقتراحًا لوقف إطلاق النار فى غزة من الوسطاء، وقدم عرضًا آخر، بالتنسيق الكامل مع واشنطن. وإلى ذلك، تلقى الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، اتصالا هاتفيا من نظيره البحرينى الدكتور عبداللطيف بن راشد الزيانى، استعرضا خلاله مستجدات الأوضاع فى قطاع غزة، والمساعى المصرية القطرية الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار والعودة لاتفاق 19 يناير، كما تبادل الوزير فى اتصال آخر مع نظيره الكويتى، عبدالله اليحيا، الرؤى حول مستجدات الأوضاع فى غزة، وبحث سبل الترويج وحشد الدعم الدولى للخطة العربية- الإسلامية للتعافى المبكر وإعادة إعمار غزة، إلى جانب التنسيق بين الجانبين للإعداد لمؤتمر القاهرة الدولى لإعادة إعمار قطاع غزة.