قال رئيس حركة حماس فى قطاع غزة، خليل الحية، إن الحركة لن تضع سلاحها، ونقول بصراحة لمن يراهن أن حماس وفصائل المقاومة يمكن أن تتخلى عن مسؤولياتها أو تسلم شعبنا وأهلنا لمصير مجهول يتحكم فيه الاحتلال وفق ما يريد: أنتم واهمون، وشدد على رفض الحركة التهجير والترحيل، وعلى أن سلاحُ المقاومة خط أحمر، وهو مرتبط بوجود الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ولقد قدّم الشعب الفلسطينى قادته وأبناءَه من أجل الحرية والتحرير والعودة، من أجل فلسطينوالقدس والأقصى، وسيواصل هذا الطريق حتى تحقيق أهداف الشعب كاملة، بوقف الحرب والعدوان، وتحقيقِ الوحدةِ. وأشار إلى أنه على الصعيد الوطنى، فقد كان انطلاقاً من الرؤية التى وضعتها الحركة فى حياة رئيس المكتب السياسى الراحل، إسماعيل هنية، فى الأسبوع الثانى للحرب، والتى تتضمن: وقف العدوان، وتحقيق وحدة الشعب لاستثمار نتائج الطوفان، والعمل المشترك مع مكونات الشعب الفلسطينى لنيل حقنا بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، والحق فى عودة اللاجئين، وتم التحرك لإنجاز وتحقيق وحدة الشعب، حيث تم الذهاب إلى روسيا ثم الصين مرتين، وأبرمنا اتفاقا واضحا مثّلَ إجماع القوى والفصائل بتشكيل حكومة توافق وطنى من خبراء. ولفت إلى أن العيد هذا العام، وشعبُنا فى قطاع غزة يُضرب عليه حصار مطبق، ويواجه حرب إبادة همجية، وأهلُنا فى الضفةِ والقدسِ و48 يواجهون عمليات التهجير وسلب الهوية، وفى مخيم جنين يعيث الاحتلال فيه فسادا وخرابا، وشعبُنا فى الشتات ينتظر يوم عودته إلى وطنه وأرضه التى طُرد منها، وكل هذا يجرى أمام صمت عالمى مريب، وتمر هذه الجرائم وكأنها حالة اعتيادية، ولكنها فى الحقيقة هى كارثة تهدد مصير القضية الفلسطينية، مطالبا الجميع بالتحرك الجادّ لوقف جرائمِ ومخططاتِ الاحتلال بكل الوسائل والسبل. وأضاف أن الحركة تسلمت قبل يومين مقترحا من الوسطاء، وتعاملت معه بإيجابية ووافقت عليه، معربا عن أمله ألا يعطل الاحتلال المقترح الأخير ويجهض جهود الوسطاء. وأضاف الحيّة فى كلمة له، مساء أمس الأول بمناسبة عيد الفطر، الذى وافق أمس، فى الأراضى الفلسطينية، أن الحركة تعاملت مع كل العروض بمسؤولية وإيجابية بهدف الوصول إلى أهدافها من وقف الحرب، وحرصا منها على الشعب الفلسطينى، مؤكدا أن الحركة استجابت للمقترح المصرى بتشكيل لجنة إسناد مجتمعى لإدارة قطاع غزة، تتحمل مسؤوليةَ القطاع كاملاً فى كل المجالات، تتشكل من شخصيات وطنية مستقلة، وأن يتسلموا عملهم بدءا من لحظة الاتفاق، لقطع الطريق أمام أى دعاية يمكن أن يمارسها العدو الإسرائيلى. وتابع: وصلنا إلى مراحل متقدمة فى هذه الحوارات، وقدمنا مع عدد من القوى والفصائل للأشقاء فى مصر، مجموعةً من الأسماء لأشخاص مستقلين ومهنيين وخبراء، لإتمام عملية التشكيل، ونأمل من الأشقاء فى مصر أن يتمكنوا من الإسراع فى تشكيلها بعدما أخذوا دعما عربيا وإسلاميا لها. وتابع: ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية، فى تقرير نقلته عن القناة 14 الإسرائيلية، بأن تل أبيب تنتظر رد حماس عبر الوسطاء، مع الاقتراب من نقطة تحول قد تؤدى إلى صفقة أخرى أو تصعيد عسكرى كبير فى القطاع، وذكرت القناة بأن هناك أسبوعا مصيريًا قد يشهد انفراجة فى المحادثات أو تصعيدًا. ويتضمن عرض «حماس» إطلاق سراح 5 أسرى إسرائيليين أحياء، بينهم الجندى عيدان ألكسندر، الذى يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية، فضلا عن إطلاق سراح عدد من الجثث، كما تطالب حماس بوقف إطلاق النار لمدة 50 يوما، لكنها لا تجعل هذا مشروطا بالالتزام بإنهاء القتال وهو ما يعتبر مرونة كبيرة مقارنة بعرضها السابق، الذى تضمن إطلاق سراح أسير حى و4 جثث مقابل نفس فترة وقف إطلاق النار والمطالبة بإنهاء الحرب، فيما أن المقترح الإسرائيلى يتضمن الآن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء وعدد من الجثث مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 يوما. وتظاهر آلاف الأشخاص فى العاصمة الإيطالية روما، مساء أمس الأول، تنديدا باستئناف سلطات الاحتلال الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، منذ 18 مارس الجارى، وتجمع نحو 4 آلاف شخص فى ساحة فيتوريو إمانويلى، رافعين العلم الفلسطينى، تنديدا بجرائم الاحتلال فى قطاع غزة والضفة الغربية، الذين يتعرضون لحرب إبادة مستمرة. وشهدت إسبانيا تظاهرات نظمتها أكثر من 100 منظمة مجتمع مدنى فى أكثر من 80 مدينة للمطالبة بإرساء سلام دائم فى فلسطين والتنديد بالإبادة التى ترتكبها إسرائيل فى قطاع غزة، وخرج المواطنون الإسبان إلى الساحات العامة دعما لفلسطين فى جميع أنحاء البلاد، خاصة فى العاصمة مدريد، ودعا المشاركون فى التظاهرات العالم أجمع إلى إيقاف الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطينى، حيث رفعوا علم فلسطين إلى جانب لافتات، كُتب عليها «رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو المجرم»، و«الحرية لفلسطين». ميدانيا استشهد 10 فلسطينيين بينهم 5 أطفال فى قصف جوى، مساء أمس الأول وفجر أمس، على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، ويأتى ذلك مع إعلان جيش الاحتلال توسيع عملياته البرية جنوبى القطاع ومهاجمة عشرات الأهداف نهاية الأسبوع.