قال الجيش اللبناني، اليوم الجمعة، إنه تمكن من تحديد موقع انطلاق الصواريخ في منطقة قعقعية الجسر جنوبيلبنان، مشيرا إلى أنه باشر التحقيق لتحديد هوية مطلقيها، مضيفا أن الغارات الإسرائيلية انتهاك سافر ومتكرر لسيادة لبنان وأمن مواطنيه وتحدٍّ للقوانين الدولية وخرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار. وتابع: إسرائيل تصعّد اعتداءاتها على لبنان متذرعة بإطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية، فيما أعلن جيش الإحتلال الإسرائيلي أنه هاجم موقعا لتخزين الطائرات المسيرة تابعا لحزب الله في الضاحية الجنوبيةببيروت. وشهدت منطقة الضاحية حركة نزوح واسعة بعد تحذيرات جيش الإحتلال الإسرائيلي باستهداف أحد مباني المنطقة، ومن جهته حذر وزير جيش الإحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، بأنه إذا لم يكن هناك سلام في كريات شمونة وتجمعات الجليل، فلن يكون هناك سلام في بيروت. من ناحيته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، إن الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبيةلبيروت تنتهك وقف إطلاق النار، ووصفها بأنها «غير مقبولة» و«غير مبررة»، داعيًا جيش الإحتلال الإسرائيلي إلى الانسحاب فورًا من المواقع الخمسة، التي لا يزال يحتلها في الأراضي اللبنانية، فيما شدد الرئيس اللبناني جوزاف عون على أن الهجوم الإسرائيلي هو استمرار للانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع «حزب الله». وأضاف ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك من قصر الإليزيه، أن ضربات اليوم وعدم احترام وقف إطلاق النار هي أعمال أحادية تخرق الالتزامات والوعود، وتصب في خانة «حزب الله»، مشيراً إلى أن الديناميكية الحالية يجب أن تستمر، وكل طرف يجب أن يحترم التزاماته لكي لا يشكل ذلك خطراً على التقدم المحرز، وتابع: «ليس لدينا أي معلومات استخباراتية بشأن ضربات حزب الله، وفي هذه المرحلة لا يوجد أي نشاط يبرر القصف الإسرائيلي اليوم. واعتبر الرئيس الفرنسي أن التوتر على جانبي الخط الأزرق هو نقطة تحول وهو «ظلم لا يطاق»، مشيراً إلى أن فرنسا ستبقى إلى جانب لبنان لضمان سيادة لبنان وحماية أمنه، وقال: «ستستمر فرنسا في الوقوف إلى جانب لبنان لتنفيذ التزاماته وتنفيذ وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في 26 نوفمبر مع إسرائيل». من جانبها نقلت صحيفة لوموند الفرنسية بأن تحركات الجيش اللبناني في الجنوب لا تزال خاضعة لموافقة حزب الله، زاعمة أن الجيش غير قادر على تحدي حزب الله في منطقة الجنوب. وأشارت الصحيفة إلى أنه هناك شغور مناصب حساسة في المؤسستين العسكرية والأمنية، وسط حديث عن تدخلات سياسية ومحسوبيات في الترقيات، الأمر الذي يزيد من تعقيد المشهد الأمني في البلاد، موضحة أن حزب الله لا يزال يتمتع بنفوذ واسع داخل مؤسسات الدولة، في ظل عجز المسؤولين عن تجاوز بعض «الخطوط الحمراء» المرتبطة بالتنظيم المسلح. وشددت الصحيفة على ضرورة استعادة الدولة سيادتها على كافة أجهزتها ومؤسساتها، وفرض سيطرتها على الحدود، محذّرةً من أن استمرار الوضع الحالي قد يكرّس حالة التدهور خاصة في ظل تدهور الأوضاع بين لبنان وإسرائيل. ونقل موقع قناة الحرة، أن تطوّرات أمنيّة كبيرة شهدها لبنان، اليوم الجمعة، أعادت اللبنانيين إلى مشاهد الحرب مع إطلاق قذيفتين من جنوبلبنان باتجاه إسرائيل، ثمّ لجوء جيش الإحتلال الإسرائيلي إلى قصف أحد المباني في الضاحية الجنوبيّة للعاصمة اللبنانيّة متّهمًا حزب الله بوضع مخازن لمسيرات حربيّة في المباني السكنيّة. وتابع: حالة من البلبلة والخوف سادت بين اللبنانيين قبل ساعة من الاستهداف، مع نشر المتحدث باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي تحذيرًا للسكان بوجوب إخلاء المبنى الذي أشار إليه في إحدى الخرائط، الأمر الذي أثار المخاوف من عودة الحرب، بعد أشهر على اتفاق وقف إطلاق النار، وما استتبعه من خروقات في عدة مناطق لبنانية، مضيفا أن تلك التطوّرات الأمنيّة تحدث بعد انتخاب لبنان رئيس للجمهوريّة وتشكيل حكومة بصلاحيات كاملة، وتأكيدها في البيان الوزاري على حصر السلاح بيد الجيش اللبناني. واستطرادًا كان حزب الله قد أكّد على لسان أكثر من مسؤول عدم تبنّيه إطلاق القذائف والتزامه اتفاق وقف إطلاق النار. واختتم التقرير أن سكان الضاحية الجنوبية والمناطق المجاورة يعيشون حالة من القلق بانتظار جلاء الصورة وأن تثمر الاتصالات السياسية في وضع حدّ للتطورات الأمنية الخطيرة قبل أيام من إجازة عيد الفطر.