بعد عرض «لام شمسية».. استشاري نفسي تكشف الآثار الجسدية والنفسية للتحرش بالأطفال

أثار عرض مسلسل «لام شمسية»، حالة من الجدل منذ الحلقات الأولى له، بطولة أحمد السعدني، أمينة خليل، ومحمد شاهين، إذ يتناول العمل قضية شديدة الحساسية تتعلق بالتحرش بالأطفال، المسلسل الذي تُعرض أحداثه في دراما رمضان 2025، يسلط لام شمسية، الضوء على آلام وصدمات الأطفال الذين يتعرضون للتحرش، مما جعل الجمهور يتفاعل بشكل قوي مع الأحداث التي تعرض، ورغم أهمية تسليط الضوء على هذه القضية الاجتماعية الخطيرة، في هذا السياق، نستعرض الآثار النفسية والعاطفية للتحرش بالأطفال وعلامات ذلك، وكيفية العلاج.
الآثار الجسدية
من جانبها قالت الدكتورة إيمان ممتاز، استشاري الصحة النفسية، إن التحرش الجسدي بالطفل يترك آثارًا جسدية ونفسية خطيرة يمكن أن تؤثر على حياته بشكل دائم، على المستوى الجسدي، قد تظهر علامات مثل الألم أو الحكة، ونزيف أو إفرازات غير طبيعية، أو صعوبة في المشي أو الجلوس، أو التبول اللاإرادي، وهي كلها إشارات يجب الانتباه إليها فورًا.
الآثار النفسية
أما على الصعيد النفسي والعاطفي، أوضحت ممتاز في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»، أن التحرش قد يؤدي إلى تغيرات مفاجئة في سلوك الطفل، مثل الانطواء أو العدوانية، بالإضافة إلى الخوف والقلق الشديدين، خاصة من أشخاص أو أماكن معينة، كما يعاني الأطفال أيضًا من كوابيس واضطرابات في النوم، وتراجع في الأداء الدراسي، مع شعور بالذنب، وتقلبات مزاجية حادة.
وتابعت، يمكن للطفل أيضًا أن يظهر صعوبة في التركيز ويعبر عن مشاعر سلبية تجاه شخص معين، بل وقد يرفض التواجد في أماكن معينة أو تغيير ملابسه، كما أن الآثار النفسية التي يتركها التحرش تكون عميقة جدًا، فقد يعاني الطفل من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، الاكتئاب، القلق، وصعوبة في بناء علاقات صحية، كما قد يواجه مشاكل في الثقة بالآخرين وقد تظهر لديه اضطرابات في الأكل والنوم، بل وقد يتطور الأمر إلى إيذاء النفس.
طرق العلاج
وأضافت، أن علاج الطفل في هذه الحالات يتطلب تدخلًا نفسيًا متخصصًا، من الطرق الفعالة في العلاج النفسي هو العلاج باللعب، الذي يساعد الطفل على التعبير عن مشاعره والتجارب المؤلمة من خلال اللعب، كما يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من الوسائل التي تساعد الطفل على تغيير الأفكار السلبية والسلوكيات المرتبطة بالتحرش.
وأشارت ممتاز إلى أنه من الضروري أيضًا توفير العلاج الأسري لمساعدة الأسرة على التعامل مع آثار هذه التجربة الصعبة، إضافة إلى مجموعات الدعم التي توفر بيئة آمنة للأطفال الذين مروا بتجارب مشابهة، مما يعزز عملية الشفاء.