اجتماع مجلس الأمن وتفعيل «آلية الزناد».. هل ينجح «ترامب» في كبح جماح برنامج إيران النووي؟

بمجرد تحدث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن اتفاق محتمل حول امتلاك إيران النووي، يعود ويلمح بتحرك وشيك ضدها؛ فبين الحل العسكري تارة، والجلوس على طاولة المفاوضات تارة أخرى، تناور طهران على مقدرتها في التصدي للولايات المتحدة الأمريكية، وتقديم ضمانات حول سلمية برنامجها النووي مقابل رفع كامل للعقوبات، في حين أن واشنطن تجييش الحلفاء لمنعها من ذلك.
اجتماع مجلس الأمن بشأن إيران
وفي السياق ذاته، من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، جلسة مغلقة لمناقشة مسألة ارتفاع مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، حيث دعت ست دول من بين أعضاء مجلس الأمن ال«15»، وهي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وبنما واليونان وكوريا الجنوبية إلى عقد هذه الجلسة.
مجلس الأمن يناقش مدى التزام طهران
وتطالب هذه الدول بأن يناقش المجلس مدى التزام إيران بتقديم المعلومات اللازمة لتوضيح القضايا العالقة المتعلقة بالمواد النووية غير المعلنة التي تم اكتشافها في عدة مواقع داخل إيران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» البريطانية عن دبلوماسيون- لم تسمها.
اجتماع المجلس يثير الشكوك
وأثارت هذه الدعوة شكوك طهران، حول نوايا الدول التي طلبت عقد الاجتماع، معتبرة أنه إجراء «جديد وغريب»، لا سيما وأن إيران ترفض التفاوض تحت الضغط، وأن أي حوار يجب أن يتم في ظروف طبيعية، بعيدًا عن العقوبات الاقتصادية الخانقة التي فرضتها إدارة «ترامب».
وفي الوقت الذي تزعم فيه إيران أنها مستعدة لتقديم ضمانات حول سلمية برنامجها النووي مقابل رفع كامل للعقوبات، يشدد «ترامب» في تصريحاته على ضرورة منع طهران من امتلاك السلاح النووي من الأساس، وبالرغم من أنه لم يُغلق الباب نهائيًا أمام الحلول الدبلوماسية، وإمكانية اتفاق محتمل حول هذا الملف، إلا أنه يلمح إلى تحرك وشيك ضد إيران في الوقت ذاته.
تفعيل «آلية الزناد» وتجييش الحلفاء
وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أبلغت مجلس الأمن بأنها مستعدة، عند الضرورة، لإعادة فرض عقوبات دولية على إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي.
وعلى ذلك يلعب عامل الوقت دوره، حيث أنه لم يتبقى أمام الدول الموقعة على الاتفاق النووي سوى ثمانية أشهر حتى أكتوبر المقبل، لتفعيل «آلية الزناد»، أي إعادة فرض العقوبات الدولية المُلغاة على طهران، ما يشير إلى أنه في هذه الحالة لا يمكن للدول التي تتمتع بحق النقض منع تطبيق «آلية الزناد»، بعد انتهاء العمل بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231 في 18 أكتوبر من العام الجاري.
وفي ظل المناورات الحرجة التي تمر بها إيران، أصدر الرئيس الأمريكي، تعليمات لمندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بالتعاون مع حلفاء واشنطن لإعادة فرض العقوبات والقيود الدولية على طهران.
وبالرغم من أن العلاقات الأمريكية الأوروبية ليست على ما يرام الفترة الأخيرة بواقع الخلافات بشأن عدد من القضايا، إلا أن نائبة مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، كانت شددت، الأحد الماضي، على التعاون مع حليفتها الأمريكية لمنع النووي الإيراني، مُعلقة على الخلافات بينهما قائلة :«في هذه اللحظات يجب علينا العمل كشركاء».
التفاف على العقوبات
وعلى الصعيد ذاته، كان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل جروسي، قال مؤخرًا في مقابلة مع شبكة «بلومبرغ» الأمريكية بأن العقوبات لم تثبت فعاليتها، حيث تمكنت إيران بوضوح من الالتفاف عليها، مشيرًا إلى أن البرنامج النووي الإيراني شهد نموًا ملحوظاً، لا سيما منذ عام 2018.
وأشار «جروسي» إلى أن تقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمستويات مخزون اليورانيوم الإيراني، كشف عن زيادة بنسبة 50% في مخزون اليورانيوم عالي التخصيب خلال الأشهر الثلاثة الماضية، موضحًا أن مستوى المخزون الحالي يجعل المدة الفاصلة بين إيران وإنتاج كمية من الوقود الكافي لصنع رأس نووي «مجرد أيام معدودة»، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام عالمية.