قالت بثينة غنيم محامية الطفلة ضحية الاعتداء بالعاشر من رمضان، اليوم الاثنين، إن تقرير الطب الشرعي أثبت صحة التقرير المبدئي بوجود شرخ ونزيف وآلام إثر التعدي على الطفلة وهتك عرضها دون فقد عذريتها. مأساة إنسانية كانت مدينة العاشر من رمضان شهدت واحدة من أبشع الجرائم التي هزت أرجاء المدينة، في نهار شهر رمضان 2025، حينما تعرضت طفلة في الثامنة من عمرها للاعتداء الوحشي على يد بائع متجول، في واقعة لا تقل بشاعة عن أن تكون مأساة إنسانية بكل المقاييس. وتحول الجاني في لحظة غابت فيها الإنسانية، إلى «ذئب بشري» يطارد براءة الطفولة بلا رحمة، في محاولة لإرضاء غرائزه على حساب حياة طفلة لا حول لها ولا قوة بحسب التحقيقات الأولية، وسط مطالبات بتوقيع أقصى العقوبة المقررة قانونًا حتى تكون رادعا لكل من تسول له نفسه إرتكاب جرائم أو مخالفات مماثلة. أقوال والدة الطفلة ضحية الاعتداء بالعاشر من رمضان وتواصلت «المصري اليوم» مع والدة الطفلة المجني عليها للوقوف على ملابسات تلك القضية التي أثارت الرأي العام مؤخراً. وقالت والدة المجني عليها السيدة الأربعينية، التي تختزن في قلبها قصة إنسانية مليئة بالتحديات والأمل: «أنا ربة منزل، وأم لخمسة بنات، وقد وهبت حياتي من أجل أبنائي، بعد فقدان ابني الوحيد منذ خمس سنوات، وانفصالي عن زوجي، كانت هذه التجربة بمثابة نقطة تحول في حياتي، وجعلت مني إنسانة أكثر قوة وصلابة، لتوفير حياة أفضل لبناتي وسط ظروف اجتماعية صعبة ومؤلمة». وكشفت أم الطفلة ضحية الاعتداء بالعاشر من رمضان عن تفاصيل الحادث المؤلم الذي وقع قائلة: «توجهت كعادتي إلى السوق بمنطقة (ابني بيتك) بالحي العاشر في تمام الساعة الثامنة صباحاً، لافتراش بضاعتي، وفوجئت بمجيء ابنتي إلى مكان عملي، وعندما استفسرت الأم عن سبب مجيء الطفلة، أجابت (هقعد معاكي شوية أساعدك، وعلى الظهر هرجع البيت)». وتابعت الأم: «بعد فترة من الوقت، طلبت من ابنتي الجلوس مكاني حتى أتمكن من شراء كيلو من الفاكهة لها ولشقيقاتها، وعندما عدت أخبرتني الطفلة بأنها ترغب في التوجه إلى دورة المياه المجاورة لقضاء حاجتها، وبعد مرور نحو ربع ساعة، بدأ القلق يتسرب إلى قلب الأم، وعندما اقتربت من المكان، فوجئت بالطفلة قادمة إليها وهي في حالة فزع شديد، والدموع تنهمر من عينيها». وأوضحت الأم: "عندما سألت ابنتي عن السبب، أجابتني باكية بأن رجلاً دخل عليها الحمام حاملاً في يده سكيناً، وأراد قتلها، واصطحبت ابنتي في حالة من الذهول، رغم انهيارها وعدم قدرتها على الحركة، إلى الحمام العمومي المجاور للسوق، وهناك وجدت سيدتين احتجزتا الجاني داخل الحمام". وأضافت بنبرة تكسوها الحزن: "لم تتمالك الأم نفسها فانهالت على الجاني ضرباً، حتى تجمع المارة وتم التحفظ عليه لحين وصول الشرطة، وفي تلك الأثناء أرادت الأم الاطمئنان على ابنتها لتجد الطامة الكبرى وقد أصيبت الطفلة وبها آثار دماء من الخلف بحسب قولها، فلم تتمالك نفسها من هول الصدمة، فسقطت أرضا حتى أفاقت وتوجهت رفقة ابنتها إلى مركز الشرطة، ومن ثم إلى المستشفى لتوقيع الكشف الطبي على ابنتها". وفي نهاية الحوار طالبت الأم المكلومة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم حتى تكون رادعا لكل من تسول له نفسه إرتكاب مثل هذه الجرائم البشعة. وقالت والدة الطفلة إن الأمل الذي كانت تحمله بداخلها، رغم ما تعيشه من معاناة، يتعرض لاختبار جديد، حيث إن صاحب المنزل الذي تقيم فيه، والذي كان قد منحها ذلك المسكن منذ ثماني سنوات مساهمة منه للأسرة البسيطة للإقامة فيه، قرر بيع المنزل مؤخراً لظروف مالية،لتجد نفسها مجبرة على البحث عن شقة تأويها هي وبناتها، وتبدأ من جديد في مرحلة أخرى من مراحل الحياة التي لا تعرف فيها سوى الصبر على المحن. دفاع المجنى عليها ومن جانبها، قالت بثينة غنيم محامية المجني عليها إن المتهم يعمل بائع متجول رفقة والدته بالسوق، وقد اعترف بارتكاب الواقعة، وأنه طلب من زوجته معاشرتها في اليوم السابق على الواقعة إلا أنها رفضت، وفي يوم الواقعة عاود المتهم طلب معاشرة زوجته وما كان منها إلا أن نهرته واعتدت عليه بالحذاء «الشبشب» قائلة: حرام عليك إحنا في نهار رمضان، وبعدها خرج المتهم باحثاً عن فريسته، وما كان منه إلا أن تتبع الطفلة المجني عليها منذ أن كانت تلهو رفقة والدتها في السوق، وتتبعها حتى دورة المياه ليباغتها داخل الحمام ووضع يده على فمها مهدداً إياها بالقتل حال إصدارها أية أصوات مما بث الرعب في نفسها، وتمكن بتلك الوسيلة القسرية من الاعتداء عليها قاصداً من ذلك هتك عرضها، وذلك بحسب ما ورد بأقوال المتهم في التحقيقات الأولية. وأضافت المحامية في حديثها «للمصري اليوم» أن محامي المتهم قدم شهادة معاملة أطفال، وبدورها شككت في هذا الأمر مستندة إلى أن المتهم متزوج ويعول أبناء، كما لم يمر على زواج ابنته سوى أشهر قليلة بحسب أقواله في التحقيقات، مؤكدة أن النيابة العامة وجهت له تهمة هتك عرض المجني عليها بالقوة، وطلبت تقرير الطب الشرعي، وتحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وظروفها وملابساتها، وطالبت محامية المجني عليها بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم فيما ارتكبه من جرم. الأجهزة الأمنية وكانت الأجهزة الأمنية بالشرقية، قد تلقت إخطارا بشأن ما تبلغ بقيام عدد من الأهالي بالتحفظ على شاب «35 عامًا»، لاتهامه بمحاولة التعدي على طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات، بمنطقة سوق أبني بيتك بالحي العاشر، بمدينة العاشر من رمضان. وعلى الفور، انتقلت الأجهزة لمحل البلاغ، وتم التحفظ الشاب المتهم، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وجرى نقل الطفلة المجني عليها إلى المستشفى لتوقيع الكشف الطبي، وبالعرض على النيابة العامة قررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد له في المواعيد القانونية، وطلبت تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وظروفها وملابساتها.