بين الفلكي والرؤية.. ما قواعد استطلاع هلال رمضان في مصر؟ (الإفتاء تُجيب)

نشر موقع دار الإفتاء المصرية رد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق على سؤال حول القواعد والإجراءات المتبعة في مصر لاستطلاع ورؤية هلال شهر رمضان؟
وفيما يلي نستعرض التفاصيل التي توضح العلاقة بين الرؤية الشرعية والحسابات الفلكية في تحديد بدايات الشهور القمرية أو العربية، خاصة شهر رمضان الكريم.
ما قواعد استطلاع هلال شهر رمضان؟
يرد على هذا السؤال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق بأن القواعد تتلخص في هذه المسألة فيما يلي:
يقول «علام» إن الحساب الفلكي القطعي لا يعارض الرؤية الصحيحة، فهو للاستئناس به مع الاعتماد على الرؤية البصرية الصحيحة، وهذا يعني أنه ينفي ولا يثبت، فإذا نفى طلوع الهلال فلا عبرة بقول من يَدَّعِيه، وإذا لم ينفِ ذلك فالاعتماد حينئذٍ على الرؤية البصرية.
وأضاف، أن شهر رمضان إما ثلاثون يومًا لا يزيد عليها وإما تسعة وعشرون يومًا لا ينقص عنها، وتابع: «إنه يجب على كل أهل بلدٍ متابعة إمامهم في رؤية الهلال من عدمها؛ بشرط إمكان الرؤية بالحساب الفلكي.
أمَّا منهج دار الإفتاء المصرية فيتمثَّل في الخطوات التالية:
* - الرؤية تكون لجميع الشهور من أجل الوصول إلى أصوب تحديد لأوائل الشهور الثلاثة ذات الأهمية في عبادة المسلمين.
* - الرؤية تكون عن طريق اللجان الشرعية العلمية التي تضم شرعيِّين وتضم مختصين بالفلك.
* - هناك رؤية بصرية نعتمدها مع الحساب الفلكي الدقيق.
منهج «الإفتاء» لاستطلاع هلال رمضان
يتمثل منهج دار الإفتاء المصرية لاستطلاع ورؤية هلال شهر رمضان الكريم في الخطوات التالية:
* - تكون الرؤية لجميع الشهور، ولا تقتصر على الشهور التي تتعلق بها العبادات الشرعية الإسلامية؛ وهي شهور: رمضان، شوال، ذي الحجة؛ وذلك حتى تنضبط رؤية هلالي رمضان وذي القعدة، وذلك من أجل الوصول إلى أصوب تحديد لأوائل الشهور الثلاثة ذات الأهمية في عبادة المسلمين.
* - تتم الرؤية عن طريق اللجان الشرعية العلمية والتي تضم شرعيين ومختصين بالفلك، وعددها 7 لجان، منتشرة في أنحاء الجمهورية في طولها وعرضها بأماكن مختارة من هيئة المساحة المصريَّة، ومن معهد الأرصاد بخبرائه وعلمائه، فيها شروط الجفاف وشروط عدم وجود الأتربة والمعوقات لرصد الهلال.
* - تعتمد الرؤية البصرية مع الحساب الفلكي الدقيق، والذي يحدد لنا أمرين، الأول: مكان نزول القمر، وبمعنى أدق: الإحداثيات التي ينزل فيها القمر في هذا الشهر، والثاني: كيفية غروب القمر؟
5 حالات في كيفية نزول القمر:
1. - أن يغرب قبل غروب الشمس.
2. - أن يغرب مع غروب الشمس.
3. - أن يغرب بعد غروب الشمس وقبل الاجتماع بالشمس في السماء، وفي هذه الأحوال لا يمكن اعتماد الشهر؛ لأن الشهر لم يولد شرعًا.
4. - أن ينزل القمر بعد الشمس، ولكن قبل مضي 15 ساعة و40 دقيقة من الاجتماع والافتراق بين الشمس والقمر، وفي هذه الحالة لا تنعكس أضواء الشمس على جرم القمر، مما يستحيل معه رؤية الهلال في هذه الحالة.
5. - أن يغيب القمر بعد غروب الشمس، بشرط أن يكون هذا المغيب بعد 15 ساعة و40 دقيقة أو أكثر من افتراق الشمس مع القمر، فإننا نثبت -إذا ما رؤي الهلال حينئذٍ- ولادة الشهر، وهذه المدة أتت من أن الأرصاد الفلكية في العالم كله والمراصد العظمى لم تستطع أن ترصد الهلال في أقل من 15 ساعة و40 دقيقة بعد الافتراق؛ فهذا إجماع بين الفلكيين.
ومن الجدير بالذكر أن مصر -وعلى مر عقود من الزمن- لم تختلف الحسابات الفلكية في القول باستحالة الرؤية أو بإمكانها مع نتائج الرؤية الفعلية التي تقوم بها اللجان الشرعية، ودار الإفتاء المصرية ملتزمة في ذلك بقرارات مؤتمر جدة التي لا تخرج عن منهج دار الإفتاء المصرية من اعتماد على الرؤية البصرية من ناحية والاستئناس بالحسابات الفلكية الدقيقة من ناحية أخرى.
آراء لم تأخذ بها دار الإفتاء المصرية
* - القول باشتراط بقاء الهلال بعد غروب الشمس أكثر من 16 أو 20 دقيقة أو نحو ذلك.
- الأخذ بالحساب الفلكي مطلقًا في اعتبار بداية الشهر من حين افتراق القمر عن الشمس بعد اجتماعهما.
- الاكتفاء بالحسابات الفلكية تمامًا على نمط معين.
- الاعتماد المطلق على الرؤية البصرية مهما خالفت أو وافقت الحساب الفلكي.