«من لم ينجُ من الجدران انهار تحتها».. «أم محمد» تروي قصة الهروب من الموت في «قلب كرداسة»

في لحظاتٍ، تنقضّ الكارثة دون إنذار، وتأتي الرياح بما لا تشتهي الأقدار. في الساعات الأولى من صباح الاثنين، انهار عقار سكني مكون من 4 طوابق في منطقة كرداسة بالجيزة، ليودي بحياة 10 أرواح، بينما يقبع آخرون بين الحياة والموت، غارقين في آلامهم تحت ركام الجدران والأثاث المدمّر. كانت «أم محمد»، التي استعدت لصلاة الفجر، آخر من قد يصدق أن ما شعرت به لم يكن زلزالًا، بل نهاية لم تكن في الحسبان.
كانت الأقدار أسرع من جميع الاحتمالات، فبينما كانت تحاول إنقاذ أطفالها من أنياب الفاجعة، تساقطت الأسطح فوق رؤوسهم، لتكون تلك اللحظات نقطة فاصلة بين الحياة والموت، كان حال السيدة الأربيعينة.
«حلمت إنه زلزال.. لكنه كان أسوأ»
«أم محمد» لم تكن نائمة، كانت تستعد لصلاة الفجر حين شعرت بالأرض ترتج، أيقظت ابنها، لكنه لم يتحرك، كان باب الغرفة قد سقط عليه.. «كنت في الدور التاني، لميت العيال بسرعة، وكل حاجة كانت بتطير من الشبابيك.. ابني كان جسمه مليان إزاز، والسلالم كانت واقع نصها، بس ربنا لطف، وإحنا نازلين كنا منوّرين كشافات الموبايلات عشان نشوف الطريق».
صوتها كان واهيًا وهي تكمل: «أنا ساكنة في البيت ده من 21 سنة.. كان ثابت.. مكنش فيه حاجة تقول إنه ممكن يقع.. بس انهار في لحظة، زي حلم بيتحول لكابوس وانت صاحي».
تفاصيل الحادث
حسب وزارة الصحة والسكان، فإن الحادث أسفر عن مصرع 10 أشخاص وإصابة 3 آخرون، إثر انهيار عقار سكني في منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة في الساعات الأولى من صباح الاثنين.
وأعلنت الوزارة، في بيان، الدفع ب15 سيارة إسعاف إلى موقع الحادث، مشيرةً إلى أنها ستظل هناك حتى انتهاء أعمال رفع الأنقاض والبحث عن المصابين.
شهود عيان تحدثوا ل«المصري اليوم»، أفادوا بأنهم سمعوا دويًا قبل سقوط العقار المكون من 4 طوابق.