أكد فضيلة الشيخ الدكتور نظير عياد، مفتى الديار المصرية، أن حرب الشائعات أشد خطرا على المجتمع من حرب الإرهاب أو الاستعمار، فالشائعات يروجها الجبناء ويتأثر بها الضعفاء ويستفاد منها الأذكياء، لذا لابد من تكاتف المؤسسات التعليمية والإعلامية للتوعية بالمخاطر التي تواجه الدولة. جاء ذلك اليوم، خلال حديثه في فعاليات الندوة التي نظمتها الإدارة العامة المركزية لرعاية الشباب بجامعة سوهاج، بعنوان «حرب الشائعات وأثرها على الفرد والمجتمع» بقاعة المؤتمرات بمقر جامعة سوهاج الجديدة، بحضور الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج، والدكتور عبدالناصر ياسين نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور خالد عمران نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وعدد من القيادات الجامعية، وأعضاء هيئة التدريس والجهاز الإداري والطلاب، ونخبة من الشخصيات العامة، وممثلي الأزهر الشريف والكنيسة، والمؤسسات المجتمعية بسوهاج. وقال مفتى الديار المصرية، إن الشائعات تجد بيئتها الخصبة في المجتمعات التي تفتقد الوعي ويسودها الجهل، فالشائعات تعرض لها الأنبياء والرسل، ولم تسلم منها دولة من الدول، فهي من أخطر أنواع الكذب لما تهدف إليه من إثارة البلبلة وأحداث الفتن بين الناس، ولم يقف الإسلام عند تحريم الكذب والشائعات بل حذرنا من تلقف الأخبار وترديدها دون تحري الصدق، لأنها تتنافي مع الدين وتتعارض مع قيم المجتمع. وأشار الدكتور نظير عياد، إلى أن المجتمعات تتعرض لحرب فكرية أشد فتكا من الحروب الاستعمارية، استطاعت القضاء على دول وانهيار أمم عن طريق استهداف زعزعة الاستقرار واستنزاف المجتمع وتفكك الأسر، وإثارة الشكوك بين الأفراد وتهويل القيم والاستخفاف بالأعراف، واستباحة الرذيلة والاستهوان بالفاحشة، الأمر الذي يساهم في انتشار الجرائم والكبائر، وتفشي الفساد الأخلاقي وزيادة الاضطرابات النفسية لدى الأفراد، وخاصة ما يتعرض له الشباب من ضغوطات ومؤثرات خارجية محبطة تشعرهم باليأس والاكتئاب وتفقدهم الأمل والثقة بالنفس، مؤكدًا أهمية سن القوانين ضد صناع الأكاذيب وتشديد الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي، واتخاذ إجراءات صارمة ضد مروجي الشائعات، للحفاظ على أمن واستقرار وطننا الغالي. ومن جانبه أعرب الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج- في كلمته خلال الندوة- عن سعادته بتواجد فضيلة الدكتور نظير عياد بالجامعة، وتلبيته الدعوة ليلقي على مسامع منسوبي الجامعة محاضرة هامة عن تأثير الشائعات على المجتمعات وخطرها على الأمن القومي المصري، موضحًا أن الندوة جاءت ضمن سلسلة الندوات التوعوية والتثقيفية التي تنظمها الجامعة والتى تأتى في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى المتعلقة بضرورة نشر الوعي بين أفراد المجتمع وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية، ومحاربة المفاهيم غير السوية والأفكار الهدامة، وتحصين الأذهان من تلك الشائعات المغرضة التي تستهدف النيل من استقرار ووحدة الوطن. وأكد «النعماني» أن إدارة الجامعة تحرص على استضافة الشخصيات المجتمعية المؤثرة والقامات العلمية البارزة، التي تساهم في دعم مخططات الدولة وتوجهها نحو التطوير والتشييد، وتنشر الوعي بين الأفراد بأهمية مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد الأمن القومي، وتوضح حقيقة ما تتعرض له البلاد من محاولات موجهة لنشر الفتن وتفكيك وحدة الشعب، من خلال استخدام التكنولوجية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، موجهًا الشباب بضرورة اتخاذ مواقف إيجابية وصد تلك الشائعات والالتفاف حول القيادة السياسية بكل مؤسساتها. وخلال الندوة، تم عرض فيلم تسجيلي من إعداد المركز الإعلامي حول ما تم تنفيذه من الندوات التوعوية والتثقيفية للطلاب والمشاركات الخارجية التي نفذتها الجامعة، وفى نهاية الندوة تم فتح باب التساؤلات والمناقشة بين الحضور ومفتي الديار المصرية، في عدد من الموضوعات الدينية والدنيوية التي تشغل بال الكثير من الشباب الجامعي، وقد اهدي الدكتور حسان النعماني رئيس الجامعة درع الجامعة تكريمًا وتقديرًا لفضيلة الدكتور نظير عياد.