قال محمد العالم، كاتب ومحلل سياسى متخصص فى الشأن الأمريكى من واشنطن، إن تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين كانت مفاجأة للعالم بأسره، إلا إذا كانت هناك اتفاقات مسبقة بينه وبين إسرائيل حول هذا السيناريو. وأوضح، ل«المصرى اليوم»، أن هذه المفاجأة ظهرت بوضوح فى تعليقات اليوم التالى والبيانات الصادرة من مختلف الدول، خاصة فى أوروبا. وأشار إلى أن دولًا مثل بريطانيا، الحليف الأكبر للولايات المتحدة فى أوروبا، وفرنسا وألمانيا، التى كانت لها مواقف ثابتة مؤيدة لإسرائيل منذ بدء أحداث السابع من أكتوبر، رفضت هذا الطرح واعتبرته غير واقعى، ما يدل على عدم قابليته للتنفيذ على أرض الواقع. وأضاف «العالم» أن فكرة التهجير القسرى غير واقعية ولن تحدث، مشيرًا إلى أن تصريحات ترامب تؤكد دائمًا عدم وجود جنود أمريكيين على الأراضى الفلسطينية فى غزة فى حال تسلمت الولاياتالمتحدة القطاع بعد انتهاء الحرب. وأوضح أن هذا التصريح يعكس عدم واقعية الطرح، لأن عدم التواجد على الأرض يعنى عدم القدرة على إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم. كما أشار إلى أن التواجد على الأرض سيكلف الولاياتالمتحدة تكلفة كبيرة لا تستطيع تحملها فى الوقت الحالى، خاصة فى مواجهة المقاومة الفلسطينية التى أظهرت قوة فى مشاهد تسليم الأسرى. وبالتالى، فإن الطرح برمته غير واقعى وغير قابل للتحقيق، وكان فقط مفاجئًا للعالم. وأوضح العالم أن تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين تتجاهل الفارق الكبير بين نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وبين إجبار الشعب الفلسطينى على مغادرة قطاع غزة، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر والخسائر الكبيرة التى تكبدها الفلسطينيون فى الأرواح والمبانى والأراضى. وأضاف العالم أن الهجوم على مصر أو الأردن غير مبرر، حيث إن هذه الدول تحافظ على أمنها القومى وتدافع عن حقوق الشعب الفلسطينى. وأكد أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لم يحصل على تفويض لإعادة إعمار غزة أو ترحيل سكانها إلى دول أخرى، مما يجعل هذا السيناريو غير واقعى. وأوضح العالم أن فكرة إعادة الإعمار من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية غير واقعية أيضًا، مشيرًا إلى أن السيناريو الأكثر واقعية هو إعادة الإعمار من الجانب المصرى. وأوضح أن الشركات المصرية تمتلك الخبرة الكافية فى هذا المجال، حيث أثبتت جدارتها فى مشاريع الإعمار خلال السنوات العشر الأخيرة، ولها دور فى إعادة إعمار ليبيا والعراق، وقد يكون لها دور فى إعادة إعمار المدن السودانية التى دمرت.