في أول زيارة لمسؤول أجنبي منذ توليه الرئاسة الأمريكية، خرج دونالد ترامب رفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام الجمهور ليعلن عن عدد من التعهدات في منطقة الشرق الأوسط، فيما يخص قطاع غزة وخطته لتهجير سكانه إلى عدة دول، ليعيد بذلك إلى الذاكرة بعد أكثر من 100 عام، وعد بلفور، الذي وصف بأنه «وعد من لا يملك لمن لا يستحق». الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنه «ليس لدى الفلسطينيين بديل سوى مغادرة غزة»، مؤكدًا أن الولاياتالمتحدة ستتولى ملكية قطاع غزة وتطويره بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة ستكون مسئوله عن «تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة والأسلحة الخطيرة». ووعد ترامب بإنشاء «ريفيرا الشرق الأوسط» في غزة، في إشارة إلى تحويلها إلى منتجع سياحي، وذلك بعد يقوم بتسوية المباني المدمرة و«تحقيق تنمية اقتصادية ستوفر أعدادا غير محدودة من الوظائف والمساكن للناس في المنطقة«. وقال ترامب إنه يتصور سيطرة «طويلة الأمد» بقيادة الولاياتالمتحدة، موضحاً أن «حيازة تلك القطعة من الأرض وتطويرها وخلق آلاف الوظائف. سيكون ذلك رائعاً حقاً». وأردف ترامب، «لا أدعم بالضرورة استيطان الإسرائيليين في غزة»، لكنه شدد على ضرورة استقبال مصر والأردن لسكان القطاع، الدعاوى التي سبق وأعلنت مصر والأردن رفضها. ظلم لن شارك فيه.. الموقف المصري ثابت تجاه القضية الفلسطينية كان الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد رفض مصر القاطع لتهجير سكان غزة في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: «أقولها بمنتهى الصراحة.. إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطينى هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه»، مؤكدا على ثوابت الموقف المصرى التاريخى الداعم للقضية الفلسطينية والتى لا يمكن أبدا التنازل عنها بأى شكل من الأشكال. من جانبه أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الأسبوع الماضي أن موقف بلاده «الراسخ» بضرورة «تثبيت الفلسطينيين على أرضهم»، ونيل حقوقهم المشروعة، وفقاً لحل الدولتين. وكانت وزارة الخارجية المصرية، قد قالت في بيان إنّ القاهرة «ترفض أي محاولة لنقل الفلسطينيين خارج أرضهم سواء مؤقتاً أو على المدى الطويل». كما أعلن أعلن الديوان الملكي الأردني، أن الملك عبدالله الثاني سيلتقي الرئيس الأمريكي في واشنطن يوم 11 فبراير الجاري. نتنياهو: اقتراح ترامب «قد يغير مجرى التاريخ» رحب نتنياهو باقتراح ترامب بالسيطرة الأمريكية على غزة معتبراً أنه شيء «قد يغير مجرى التاريخ»، وكرر مزاعمه عن هدف إسرائيل للقضاء على قدرات حماس، والإفراج عن جميع الرهائن«، وذلك قبيل بدء محادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وقع ترامب أمرا تنفيذيا لانسحاب الولاياتالمتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ووكالة غوث وتشغيل للاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، والتى تعد واشنطن أكبر مساهم فيها. أولى الصفعات جاءت من الرياض وزعم ترامب خلال المؤتمر الصحفي مع نتنياهو أن السعودية تريد السلام مع إسرائيل، ولا تطالب بدولة فلسطينية في المقابل. لم تمر ساعات حتى جاء الرد من العاصمة السعودية الرياض، بالتأكيد على لسان الخارجية السعودية، أن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف «راسخ وثابت ولا يتزعزع، وأن هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات». أكد البيان على مواصلة الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، والمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. من صفقة القرن إلى ريفييرا الشرق.. خطط ترامب الفاشلة خطط ترامب ليست بجديدة، ففي يناير 2020 خلال فترة ولايته الأولي أعلن عن «خطة ترامب للسلام» والتى عرفت ب «صفقة القرن». وتضمنت الخطة ضم إسرائيل استمرار السيطرة الاسرائيلية على معظم الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل عام 1967، وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الاسرائيلية، ووعد ترامب بتوفير مليون فرصة عمل جديدة للفلسطينيين في حال قبولهم بتنفيذ الخطة، كما سيتم خفض معدل الفقر إلى النصف. أطلق على الخطة إعلامياً «صفقة القرن»، وهي العبارة التي استخدمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك مع دونالد ترامب للإعلان عن الخطة، ورد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الفور بالرد بأن تلك كانت «صفعة القرن»، وأطلقت عليها مجلة الإيكونوميست اسم «سرقة القرن». وعد من لا يملك لمن لا يستحق خطط ترامب المتكررة تعيد إلى الأذهان مخططات «آرثر بلفور» وزير خارجية بريطانيا، حين وعد الصهاينة ب «إنشاء وطن قومي لليهود»، قائلاً في رسالة ل اللورد ليونيل وولتر دى روتشيلد، رئيس الطائفة اليهودية في إنجلترا، أن «حكومة صاحب الجلالة (البريطاني) تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية» في وعد جائر وصف بأنه «وعد من لا يملك» المتمثلة في لحكومة البريطانية، «لمن لا يستحق» المتمثلة في الصهيونية العالمية.