أكد الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة ، أن دعم مصر للقضية الفلسطينية، تاريخي حتى قبل نكبة 48 لأنها ترتبط بالأمن القومي المصري، مشددًا علي أن هذا الدعم سيتواصل حتى يتم التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ولاسيما ما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. وأكد الوزير بدر عبد العاطي على أنه لا توجد دولة بالمنطقة والعالم قدمت للقضية الفلسطينية ما قدمته مصر، فمصر أياديها بيضاء ولا تتآمر وتتعامل بشرف، مشددًا أنه بدون حل القضية الفلسطينية لن يكون هناك سلام ولا استقرار في المنطقة، لأن لب الصراع في المنطقة هو القضية الفلسطينية. وقال وزير الخارجية، خلال مشاركته في الندوة التي عقدت مساء اليوم السبت، بعنوان «رؤية استراتيجية لعلاقات مصر الخارجية» ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، التي أدارها الكاتب الصحفي عماد الدين حسين والدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية إن ما حدث في السابع من أكتوبر كان زلزالًا ومصر منذ اليوم الأول تحاول احتواء ما حدث، مشيرا إلى الخسائر في الأرواح حيث يناهز عدد الضحايا ما يقرب من 50 ألف شهيد بخلاف ما يقرب من 100 ألف جريح. وحيا وزير الخارجية مجدداً صمود الشعب الفلسطيني العظيم المتشبث بأرضه، موضحا أن مشاهد عودة الأشقاء الفلسطينيين إلى شمال القطاع والتي تعد رسالة أن هذا الشعب متمسك بأرضه، وأن ما حدث في الماضي لن يتكرر. وقال وزير الخارجية والهجرة: إن مشاهد عودة سكان قطاع غزة إلى الشمال ربما لا نراها سوى خلال الحج وهو ما يعكس تمسك هذا الشعب بأرضه. وأشار الدكتور بدر عبد العاطي إلى الجهود التي قام بها المفاوض المصري على مدار 15 شهراً من المفاوضات المستمرة وحتى تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بالتنسيق مع قطروالولاياتالمتحدةالأمريكية , مؤكدا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب كان لها دور محوري فى التوصل إلى هذا الاتفاق , لافتا إلى أن مصر تعمل مع قطروالولاياتالمتحدة على استدامة وقف إطلاق النار، ورغم كل الصعوبات والتحديات، فإن المفاوض المصري يواصل الدأب بالتعاون مع قطروالولاياتالمتحدة بهدف وقف عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين. وأبرز الدكتور عبدالعاطي جهود مصر الداعمة للأشقاء الفلسطينيين والمتعلقة بالإغاثة , مشيرا إلي أن العالم مجتمع قدم 30% من إجمالي المساعدات إلى غزة ومصر قدمت 70 % من المساعدات التي دخلت إلى القطاع.. معربا عن الأمل في سرعة إعادة تأهيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني للعمل على إدخال المزيد من المساعدات. ولفت في هذا الصدد إلى استضافة مصر لمؤتمر الاستجابة الانسانية لغزة في ديسمبر الماضي وتم تعبئة موارد، كما يتم حالياً التنسيق لحشد المزيد من المساعدات , كاشفا عن أن مصر ستنظم بالتعاون مع الأممالمتحدة مؤتمراً لحشد الدعم لإعادة إعمار غزة. وشدد وزير الخارجية على أنه لابد من كسر حلقة العنف من خلال وجود أفق سياسي وجدول سياسي وخارطة طريق تقود لإقامة الدولة الفلسطينية. وحول العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وصف وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدرعبدالعاطي، هذه العلاقات بأنها "وثيقة واستراتيجية وراسخة وتمتد إلى أربعة عقود وتقوم على مبادىء محددة وهى المصالح المشتركة والاحترام المتبادل"، لافتا إلى أن مصر دولة إقليمية كبرى والولاياتالمتحدة دولة عالمية كبرى وهناك مصالح مشتركة تربط بين البلدين ليس فقط على المستوى الثنائي ولكن أيضا الرؤية الاقليمية بل والعالمية، مشيرا إلى أن جولة الحوار الاستراتيجى بين البلدين عقدت في سبتمبر الماضي بحضور وزيري الخارجية . وأشار الدكتور عبدالعاطي، إلى الاتصال الهاتفى الذي تلقاه اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي من نظيره الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدا أن هذا الاتصال يعكس العلاقات الوثيقة والطابع الاستراتيجي لها. وأوضح أن هذه العلاقات متشابكة ومركبة وتتضمن الشق الاقتصادي والسياسي والاستثماري والإقليمي والدولي، وهى علاقات تتجاوز الأفراد وتؤكد على دور المؤسسات ، وتتجاوز الإطار الإقليمي وتتخطاه إلى الإطار الدولي. وأعرب وزير الخارجية، عن ثقته الكاملة في أن هذه العلاقات قوية ومتينة ذات بعد استراتيجي، مشيرا إلى أن المبدأ الأساسي الذي أرساه الرئيس السيسي خلال حفل إفطار العائلة المصرية هو مبدأ "الإتزان الإستراتيجي" , وقال الوزير «إن لدينا علاقات وثيقة مع الولاياتالمتحدة ولدينا شراكات استراتيجية مع الهند والبرازيل وروسيا والصين». وفي رده علي سؤال حول العلاقات المصرية السورية و أعاد الدكتور بدر عبدالعاطي، التأكيد علي أن مصر تقف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، هذا الشعب العظيم الذي عانى الكثير على مدى السنوات الماضية وبالتالي من حقه أن يتمتع بحقوقه وحريته وأن يعيش في وطن آمن وحياة كريمة. وقال إنه من هذا المنطلق، لايمكن أن نكون بعيدين عن الشأن السوري وبالتالي هناك انخراط مصري واتصالات مصرية مستمرة مع الإدارة الانتقالية وأيضا مع كل المعارضة السياسية السورية التي ناضلت وناهضت النظام السابق منذ 2011 , لافتًا إلى أن مصر تنخرط وتتفاعل مع جميع الأطراف سواء كان المجتمع المدني أو المعارضة السياسية أو السلطة الانتقالية. وقال الوزير بدر عبد العاطي: أننا لا نملك التدخل في شأن الشعب السوري الذي له الحق في أن يقرر مستقبله وما يريده، ونحن فقط من واقع المسئولية والعروبة ومن واقع كون البلدين كانا "الجمهورية العربية المتحدة، فنقدم النصح والرأي , والرأي الذي نقوله والنصح الذي نقدمه من التجارب التي مرت بها المنطقة، والتجربة الوحيدة التي نجحت في عمليات التحول في المنطقة هي التجربة المصرية في عام 2013 بعد الثورة المجيدة في 30 يونيو، وأيضا التجربة التونسية , وبالتالي التجارب التي تتلحف بالدين كلها فشلت ولم تنجح، ونحن نقدم النصح ونقول إن سوريا مثل لبنان دولة متنوعة طائفيا وإثنيا وعرقيا ودينيا، وبالتالي أي عملية انتقال حتى يكتب لها النجاح لابد أن تعكس هذا التنوع. وأكد وزير الخارجية أن تركيا دولة مهمة وصديقة، وتعلم تماما أولوياتنا وشواغلنا وخطوطنا الحمراء واللقاءات مستمرة , مشيرا إلى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة الثمانية النامية بالقاهرة , كاشفاً عن زيارات قريبة جداً بين الجانبين على المستوى الوزاري، مشيرا إلي العلاقات الاقتصادية المتميزة بين البلدين والتشاور السياسي والتنسيق، وهناك الوضع في ليبيا وغزة والقرن الإفريقي. وحول العلاقات المصرية الإفريقية , أكد الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة، أن مصر تعتز بانتمائها الإفريقي وقدمت دعما كاملا لحركات التحرر الإفريقية ولدينا علاقات متميزة مع الأشقاء في إفريقيا , ونتآلم لما يحدث في دول الجوار، ومصر الآن في لحظة فارقة فلدينا حدود ملتهبة. وحول الوضع في السودان، أكد وزير الخارجية أن السودان دولة شقيقة وموقفنا واضح، فمصر تنحاز إلى جانب الدولة الوطنية السودانية وليس إلى أشخاص ونرفض التدخل الخارجي في كل الأزمات بالمنطقة، ونحن نعمل على 3 مسارات في السودان تشمل النفاذ الكامل للمساعدات، ونثمن في هذا الإطار دور المجلس السيادي السوداني بوجود مراكز إنسانية وفتح معابر لمسارات المساعدات. وأضاف أن المسار الثاني يتعلق بوقف إطلاق النار، والثالث يتعلق بوجود عملية سياسية شاملة لا تقصي أحدا، مؤكدا على دعم مصر للسودان والدولة الوطنية ومؤسساتها , مشيرا إلى أنه قد قام بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة بورسودان مرتين ولقاء رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان . وجدد وزير الخارجية التأكيد علي أن مصر تنحاز فقطط إلي جانب الدولة الوطنية ومؤسساتها , ولا تنحاز إلي أشخاص , وهذا الموقف ليس في السودان فقط , مشيرا إلي أن ترفض أيضا التدخل الخارجي لأنه وراء التصعيد وإشعال الموقف . وفيما يتعلق بالقرن الإفريقي، أكد الوزير عبدالعاطي أن مصر لا تتعدى ولا تتدخل في شئون أحد وأي تواجد مصري في الصومال هو بطلب من الصومال وموافقة مجلس السلم والأمن الإفريقي ، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي أكد أننا لا نذهب للصومال للاحتكاك بأحد وإنما من أجل دعم الدولة الصومالية ومواجهة الإرهاب، ونحن لن نقبل بأي مساس بوحدة وسلامة الصومال. ومن ناحية أخرى وفيما يخص المياه والأمن المائي، أكد وزير الخارجية والهجرة، أن قضية المياه وجودية وشديدة الأهمية ولا تفريط فيها ونؤكد دائما على حق كل دول حوض النيل في التنمية وحق مصر والسودان في الحياة، ونحن ندعم الأشقاء في الحق في التنمية، لافتا إلى أن مصر أطلقت آليتين، الأولى لتنفيذ مشروعات تنموية من بينها إقامة سدود في دول حوض النيل الجنوبي وهو ما يعد أبلغ رد علي الأكاذيب التي تتردد ، والآلية الثانية تتمثل في الوكالة المصرية لضمان الصادرات والاستثمار وهي مدعومة من وزارة المالية.