أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرارًا تنفيذياً يقضي بتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بين الخبراء والجمهور. هذا القرار، الذي يعتبر امتداداً لنهج ترامب في إعادة صياغة الرموز الجغرافية، قوبل بانتقادات حادة ووُصف بأنه محاولة للهيمنة الرمزية على المنطقة. وبرر ترامب هذه الخطوة بأنها تهدف إلى تأكيد السيادة الأمريكية على المنطقة وتعزيز «الهوية الوطنية»، في حين يرى المراقبون أنها تندرج ضمن سلسلة قراراته المثيرة التي تتجاوز الجغرافيا والسياسة التقليدية. القرار الرسمي لتغيير اسم خليج المكسيك وزارة الداخلية الأمريكية أصدرت بيانًا رسميًا يوم الجمعة، أكدت فيه تنفيذ تغيير اسم الخليج، مشيرةً إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار الحفاظ على التراث الأمريكي والتأكيد على «الأهمية التاريخية» للمناطق التي تشكل جزءًا من إرث الولاياتالمتحدة. الخليج، الذي يقع جنوب شرقي أمريكا الشمالية، يتصل بالمحيط الأطلسي عبر مضيق فلوريدا ويمتد إلى سواحل المكسيك وكوبا والولاياتالمتحدة، مما يجعله منطقة دولية لا تخضع بالكامل لسيادة أي دولة بعينها. ردود الأفعال المحلية والدولية على تحول خليج المكسيك لخليج أمريكا القرار أثار انقسامًا حادًا في الآراء داخل الولاياتالمتحدة وخارجها: * المؤيدون: يعتبرونه خطوة لتعزيز الفخر الوطني والاعتراف بمكانة الولاياتالمتحدة العالمية. * المعارضون: وصفوا القرار بالسخيف وغير المبرر، مؤكدين أن الخليج يحمل تاريخًا يرتبط بجميع الدول المطلة عليه، وليس من حق الولاياتالمتحدة الاستحواذ على الاسم. «أمريكاالمكسيكية».. هكذا ردت المكسيك من جانبها، لم تأخذ الحكومة المكسيكية قرار ترامب على محمل الجد، وصرحت رئيسة المكسيك كلوديا شينباو بأن الخليج كان وسيبقى «خليج المكسيك»، للمكسيكيين وللعالم أجمع. وبالمقابل، اقترحت الرئيسة شيناو ب «إعادة» تسمية الولاياتالمتحدة ب «أمريكاالمكسيكية» وفقاً لخرائط تاريخية أبرزتها شينباو تعود للقرن السابع عشر تظهر جزءاً كبيراً من أراضي الولاياتالمتحدة معنونة باسم «أمريكاالمكسيكية». وبموجب الدستور الأمريكي، فإن صلاحيات الرئيس تسمح بإعادة تسمية الأماكن والمواقع في داخل حدود الولاياتالمتحدة. بينما تعود تسمية المسطحات المائية الدولية أو الإقليمية في العالم أجمع إلى المنظمة الهيروغرافية الدولية ومقرها إمارة موناكو، كما تعود إلى مجموعة من الخبراء تعتمدهم الأممالمتحدة في مجال التسميات الجغرافية. سياق القرار ضمن نهج ترامب هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها ترامب جدلاً عبر تغييرات في الأسماء. ففي بداية ولايته، أعاد تسمية جبل دينالي في ألاسكا إلى جبل ماكينلي، في خطوة لاقت اعتراضًا شعبيًا واسعًا في الولاية. كما سبق أن أثار نقاشات دولية حادة عندما حاول شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك، مما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين. يرى محللون أن هذه الخطوة تعكس رغبة ترامب في تأكيد الهيمنة الأمريكية على كل الأصعدة، بما في ذلك الرمزية الجغرافية. ويعتقد البعض أن القرار يهدف إلى تحويل الأنظار عن قضايا داخلية ملحة، بينما يشير آخرون إلى أن هذا النوع من السياسات يخدم قاعدته الانتخابية. قانونية تغيير الأسماء الجغرافية بحسب القوانين الدولية، لا يمكن لأي دولة تغيير اسم معلم جغرافي دولي بشكل أحادي. مثل هذه القرارات تخضع لمنظمة الهيدروغرافيا الدولية، وهي الهيئة المسؤولة عن تسمية البحار والخليج حول العالم، ومقرها إمارة موناكو. أما داخل الولاياتالمتحدة، فيمكن للرئيس إصدار قرارات تنفيذية لتغيير أسماء المواقع داخل الحدود الأمريكية، لكن تطبيق مثل هذه القرارات على المناطق الدولية يظل محل خلاف. مستقبل «خليج أمريكا» رغم أن القرار يحمل طابعًا رمزيًا أكثر منه عمليًا، إلا أنه يثير تساؤلات حول تأثير هذه التسمية على العلاقات مع المكسيك والدول المطلة على الخليج. كما يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول سياسات ترامب وأهدافه بعيدة المدى في ما يتعلق بالسيادة الإقليمية والرمزية الوطنية.