بعد السجادة الحمراء.. ماذا يحدث لملابس المشاهير؟

لطالما جمعت السجادة الحمراء بين الأناقة والفن، فإليها تتجه عيون العالم لمشاهدة إطلالات المشاهير التى تمثل ذروة الابتكار فى عالم الأزياء، وخلف كل إطلالة استثنائية قصة طويلة من العمل والإبداع، ومصير قد يكون أقل شهرة مما قد يعتقد البعض، فماذا يحدث لهذه القطع بعد لحظة تألقها على السجادة الحمراء وما مصيرها بعد انتهاء المناسبة؟. فى العقود الأخيرة، باتت ملابس السجادة الحمراء تحتل مكانة بارزة، مما دفع دور الأزياء والمشاهير إلى التعامل معها كقطع فنية ثمينة. لوسى بيشوب، خبيرة الأزياء فى دار «سوثبى» للمزادات، تشير إلى فستان «ديور» الذى ارتدته نيكول كيدمان عام 1997 كعلامة فارقة فى تاريخ الموضة، إذ مثّل بداية التعاون العلنى بين دور الأزياء والمشاهير لتصميم إطلالات مميزة.
واليوم، يتم تخطيط مصير هذه الملابس مسبقًا، فمن النادر أن يتم تخزينها ونسيانها، كما كان الحال فى الماضى، وغالبًا ما تحتفظ دور الأزياء بهذه القطع رغم أن بعض المشاهير، مثل كيم كارداشيان، يحتفظون بملابسهم فى خزائنهم الخاصة. وبعد ارتداء الملابس، تبدأ أولى خطوات الحفظ بعملية التنظيف، فمع التعرض للمكياج والعطور والزيوت قد يتغير القماش بمرور الوقت إذا لم تتم معالجته فورًا، وتتفاوت طرق التنظيف بين الجاف والتنظيف بالماء أو حتى باستخدام المكانس والفرشاة فى الحالات الدقيقة.
وبعد التنظيف، تُخزن الملابس فى أرشيفات متخصصة، إذ يتم حفظ آلاف القطع وفق معايير دقيقة تشمل التحكم فى الإضاءة والرطوبة وطرق التخزين المخصصة، وبعض الملابس تُعرض لاحقًا فى معارض عالمية لتوثيق جمالياتها وتأثيرها الثقافى. وبعض الإطلالات تصبح جزءًا من معارض بارزة، مثل معرض «من التاج إلى الأزياء الراقية» الذى استضافه قصر كنسينجتون، وتضمن المعرض إطلالات أيقونية مثل فستان بيلى إيليش المستوحى من مارلين مونرو فى ميت جالا 2021، وفستان بيونسيه الذهبى من تصميم بيتر دونداس فى حفل جرامى 2017.
وتتعامل فرق متخصصة مع هذه الملابس كأعمال فنية، حيث تُنقل بعناية فائقة وتُخزن فى صناديق مخصصة للحفاظ على تفاصيلها الدقيقة. وفى الوقت نفسه، لا تخلو رحلة هذه الملابس من مفاجآت، فعلى سبيل المثال تبرعت إليزابيث تايلور بفستان «ديور» الخاص بها لصديقة مقربة، ليُكتشف لاحقًا ويباع بمئات الآلاف من الدولارات. وهناك قصة فستان ليدى جاجا فى حفل جولدن جلوب 2019، الذى زُعم أنها تركت فستانها البنفسجى المنتفخ فى غرفة الفندق حيث التقطته لاحقًا مدبرة المنزل وسلمته إلى مكتب المفقودات فى فندق بيفرلى هيلتون ثم عُرض فى مزاد بعد أن اعتبرته مدبرة المنزل هدية. وفى حالات أخرى، لا تبقى الملابس سليمة حتى نهاية الحفل، كما حدث مع فستان تايلا من تصميم بالمان، الذى تم قصه خلال الليل لتسهيل حركتها.