احتفاء كبير شهدته الأوساط الفنية والإخراجية بالمخرج الكبير محمد عبد العزيز، بعد تكريمه بجائزة الإنجاز الفخرية عن مشواره مدى الحياة، فى حفل توزيع جوائز Joy Awards بنسخته الخامسة، إذ اعتبر نقاد ونجوم كثيرون أن Joy Awards هى التى تشرفت بتكريم المخرج محمد عبد العزيز، وليس العكس «تشرف محمد عبد العزيز بالجائزة» برغم أهميتها، فقد جاء هذا التكريم بعد مكانة مرموقة لصانع الأفلام المصرى المولود فى شبرا، فى 7 أغسطس 1940، ومشوار حافل بأعمال ربما عرفتها وشاهدتها وضحكت بسببها أجيال مختلفة، لكنها لا تعرف أنها لصانع السينما والدراما الكبير محمد عبد العزيز. واحتفت Joy Awards بالمخرج الكبير محمد عبد العزيز صاحب البصمة الإخراجية المميزة، وصانع النجاحات والعلامات التى لا تُنسى فى الكوميديا الاجتماعية منذ السبعينيات، وأحد «عتاولة» الإخراج فى الوطن العربى- إن جاز التعبير- على مدى عقود طويلة، ونستعرض سطورًا من مسيرته الحافلة فى هذه السطور، وربما الاحتفاء بقدره وقيمته التى لن تتكرر، والتى كان أبلغ تعبير عنها تقبيل يده من نجله النجم كريم عبد العزيز، خلال تسليمه جائزته فى حفل Joy Awards، وتراجعه للخلف مرة أخرى ليفسح الكادر لوالده المخرج الكبير أن يأخذ مكانته التى يستحقها ويكون محط الأنظار والتصفيق فى هذه اللحظة المهمة بمشواره. المخرج محمد عبد العزيز اعتبره البعض خليفة للمخرج فطين عبد الوهاب، لكن «عبد العزيز» أراد مشوارًا مختلفًا وأن يكون صانع أفلام وصاحب بصمة قوية ومختلفة وأكثر توهجًا فى إخراج أعمال السينما والمسرح والدراما، وخاصة فيما يخص صناعة الكوميديا والبهجة على الشاشة، وأيضًا على خشبة المسرح، فهو صاحب النجاحات المسرحية التى قدمها نجوم الكوميديا أو كانت جزءًا من انطلاقاتهم الفنية، ومنها «عفروتو» لمحمد هنيدى ومنى زكى وأحمد السقا. بدأ محمد عبد العزيز عمله كمساعد مخرج مع صلاح أبوسيف وحسين كمال فى أفلام مثل «القاهرة 30» عام 1966، و«أبى فوق الشجرة» عام 1969، و«نحن لا نزرع الشوك» عام 1970، و«ثرثرة فوق النيل» عام 1971، ثم تولى الإخراج، وكانت بداية عمله فى السبعينيات، حيث أخرج أول أفلامه «صور ممنوعة» عام 1972. ويعتبر المخرج عبد العزيز أن «الكوميديا من أصعب أنواع الفنون»، كونها- كما تحدث عن تقديمها فى ماستر كلاس سابق أقيم فى مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى- أنها تخاطب الذهن والعقل مباشرة وتخلق لغة تواصل سريعة ومباشرة بين صانع العمل الفنى والمتلقى، خلاف التراجيديا التى تعتمد على تعايش المشاهد وتدخله فى حالة من الإلهام حتى يحصل على جرعة من الطاقة من خلال العاطفة والمشاعر، تؤثر مباشرة على القلب والوجدان. لافتًا إلى أن «دائمًا ما تحمل الأعمال الكوميدية قضايا اجتماعية، خلاف التراجيديا التى تعكس أمورًا عاطفية مؤثرة مما يعيشه الإنسان». المخرج الكبير البعيد حاليًا عن العمل الفنى سبق أن عبر عن حزنه بسبب ندرة الأفلام الكوميدية على مدار السنوات الأخيرة، واعتبر معظم الأفلام الحديثة بعيدة عن مناقشة القضايا القريبة من الناس وبالتالى لا تحقق نجاحًا. لكن كثيرون ينتظرون عودة محمد عبد العزيز للإخراج، وربما الإشراف على تقديم عرض مسرحى من بطولة نجله «كريم»، وهى الدعوة التى وجهها له مستشار هيئة الترفيه تركى آل الشيخ خلال حفل جوائز Joy Awards. وبجانب الحديث عن صعوبة تقديم الكوميديا، فإن محمد عبد العزيز كشف أيضًا عن صعوبة وندرة وجود نجوم كوميديا، موضحًا عن تقديمه لأعمال كوميدية: «قدمت عددًا من الأفلام الكوميدية، وكان التحدى الأصعب بالنسبة لى هو إيجاد فنانين يهتمون بالجانب الكوميدى، واعتبرها ظاهرة فى العالم كله وليس فى مصر فقط»، ومن هذا المبدأ والفكر انطلق «عبد العزيز» ليصنع البهجة بين الجمهور. ويعد محمد عبد العزيز صاحب فكر سينمائى واضح حول إخراج الكوميديا، فعن مواصفات المخرج الكوميدى قال: «يجب أن يكون صاحب رؤية وتصور لردود فعل الناس، وأن يكون صاحب إحساس داخلى بالموقف الكوميدى، وضرورى أن يتمتع بثقافة حياتية وسينمائية، وخفة ظل». محمد عبد العزيز ابن فترة السبعينيات وتوهج خلالها، واعتبرها فترة كان بها خصوبة شديدة وغزارة فى الأعمال الفنية والأفكار، ما دفعه للإجابة عن تساؤل حول سبب أزمة السيناريو فى السينما خلال السنوات الأخيرة: فترة الستينيات والسبعينيات كانت تحوى العديد من المؤلفين الكبار من بينهم فاروق صبرى وأحمد عبد الوهاب وأحمد صالح الذى تعاونت معه فى فيلم «عصابة حمادة وتوتو». وفى الدراما قدم عدة مسلسلات مهمة منها مسلسل «حارة الطبلاوى» عن رواية جمال الغيطانى، ومسلسل «يوم عسل يوم بصل» عام 1998، و«شجر الأحلام» عام 2001، و«أبوضحكة جنان» عن قصة حياة الفنان إسماعيل ياسين عام 2009، وكان آخر أعماله مسلسل «بابا نور» عام 2010 مع حسين فهمى، الذى جمع بين الكوميديا والرومانسية والدراما الواقعية. مخرج صاحب ملكات خاصة قال المخرج محمد عبد العزيز عن أهمية المسرح فى حياته: «المسرح له العديد من الذكريات الجميلة فى حياتى، ويحتاج مخرج صاحب ملكات خاصة حتى يستطيع السيطرة على كل العناصر وضبط الإيقاع بين الممثلين بشكل مستمر، ومن أقرب المسرحيات بالنسبة له «شارع محمد علي» 1991 بطولة فريد شوقى وشريهان وهشام سليم ووحيد سيف، ومسرحية «عفروتو» 1999 بطولة محمد هنيدى وحسن حسنى»، ومسرحية «بهلول فى اسطنبول» بطولة سمير غانم وإلهام شاهين 1995. محمد عبد العزيز وعادل إمام ثنائية سينمائية ل18 فيلما شكل الزعيم عادل إمام محطة مهمة فى مشوار المخرج محمد عبد العزيز، تحدث عنها قائلًا: رحلتى مع عادل إمام طويلة، وتعاونت معه فى 18 فيلمًا، بدأت من «جنس ناعم» و«البعض يذهب للمأذون مرتين»، و«انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط»، و«عصابة حمادة وتوتو»، و«خلى بالك من عقلك»، و«مين فين الحرامى»، و«حنفى الأبهة»، و«على باب الوزير». ورغم قوة شخصية الزعيم، فإنه عمل مع المخرج محمد عبد العزيز بمواصفاته كصانع أفلام، إذ أكد «عبد العزيز» أن عادل إمام لم يتدخل طوال عملهما معًا فى إخراجه لأعماله، وتعامل كمخرج «ديكتاتور» -بحسب وصفه- معه، وهو ما طبقه مع جميع من عمل معهم من النجوم وليس عادل فقط، الذى حدث بينه وبين «عبد العزيز» ما أسماه «تفاهم كبير»، مؤكدًا فى حديث سابق عنه أن الزعيم مجتهد بشكل ملهم ولديه إصرار للوصول لأحلامه ويرى أهدافه من بعيد ويخطط لها جيدًا حتى يصل إليها. «كان الزعيم عادل إمام يسألنى فى البداية عن سر نجاح أفلامى الكوميدية بنجوم وأبطال غير مصنفين بأنهم أصحاب حس كوميدى، ومن بعدها بدأت رحلة تعاوننا معًا»، هكذا تحدث «عبد العزيز» عن بداياته مع الزعيم، وكشف أنه كان يصور الفيلم مع عادل إمام، وفى نفس الوقت يكتب سيناريو جديدًا للعمل عليه بعد الانتهاء من التصوير. استمرت علاقة محمد عبد العزيز وتعاونه مع الزعيم عادل إمام سنوات أثمرت عن نجاحات وعلامات مهمة فى مشوارهما. وأشار محمد عبد العزيز إلى أنه عمل مع نجوم كثر منهم سمير غانم ونور الشريف ومحمود ياسين وحسين فهمى ومديحة كامل ولبلبة وبوسى، مؤكدًا أنه قدم معهم العديد من الأعمال وتجمعه بهم علاقة حب جميلة وصداقة قوية، وهى سبب وأساس نجاحاته ونجاحاتهم. المفارقة أن محمد عبد العزيز لم يقدم الكوميديا من أجل الإضحاك، إذ يوضح صناعته للأفلام الكوميدية: آخر ما كنت أفكر فيه من أى مشهد هو إضحاك الناس. أول أفلامى الكوميدية كان «فى الصيف لازم نحب»، عام 1974، صورت أول مشهد كان يجمع عبد المنعم مدبولى وسعيد صالح، وقتها طلب عبد المنعم مدبولى أن يرتدى البدلة بالمقلوب، معتقدًا أنه سيكون موقفًا مضحكًا. وقتها قلت له أنا لا أبحث عن الضحك لأنه يجب أن يكون نابعًا من الموقف، فى هذه الحالة يخلق الضحك تلقائيًا. فيلموجرافيا - «بكيزة وزغلول» بطولة سهير البابلى وإسعاد يونس. - «خلى بالك من عقلك» بطولة عادل إمام وشريهان. - «هنا القاهرة» لمحمد صبحى وسعاد نصر. - «فى الصيف لازم نحب» بطولة عبد المنعم مدبولى وصلاح ذو الفقار. - «منزل العائلة المسمومة» بطولة فريد شوقى ونادية لطفى. - «قاتل ما قتلش حد» بطولة عادل إمام وآثار الحكيم. - «غاوى مشاكل» بطولة عادل إمام ونورا. - «البعض يذهب إلى المأذون مرتين» بطولة عادل إمام وميرفت أمين. - «العيال الطيبين» بطولة عبد المنعم مدبولى وميرفت أمين. - «رجل فقد عقله» بطولة عادل إمام وفريد شوقى. - «عصابة حمادة وتوتو» بطولة عادل إمام ولبلبة. - «حلق حوش» بطولة ليلى علوى ومحمد هنيدى وعلاء ولى الدين. - «مين فينا الحرامى» بطولة عادل إمام وشريهان. - «حنفى الأبهة» بطولة عادل إمام وفاروق الفيشاوى. - «آه وآه من شربات» بطولة فريد شوقى ورانيا فريد شوقى. - «الفتى الشرير» بطولة نورا ونور الشريف. - «لكن شيئًا ما يبقى» بطولة نورا ومحمود عبد العزيز. - «انتبهوا أيها السادة» بطولة محمود ياسين وحسين فهمى.