كل 45 دقيقة يغادرها مليونير.. لماذا يهرب الأثرياء من هذه الدولة؟

منذ تغيير الحكومة في يوليو من العام الماضي، أدت الارتفاعات الضريبية الجديدة في الميزانية التي يديرها حزب العمال إلى هجرة عدد قياسي من أصحاب الملايين خارج بريطانيا بعدما كانت وجهةً للمستثمرين، ما يلحق مزيدًا من الضرر باقتصاد البلد الأوروبي.
الهروب من الضرائب
أدت سياسات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى زيادة الغضب الشعبي من خطط حزب العمال الضريبية التي تعمل على نفي المستثمرين الدوليين والمحليين من البلاد، وفقاً لشركة التحليلات « New World Wealth» التي أوضحت أن خلال العام 2024 غادر 10 آلاف و800 مليونير من بريطانيا، أي بمعدل مليونير كل 45 دقيقة.
ومن بين الأثرياء الذين غادروا البلاد 12 مليارديرًا و78 شخصًا ممن تجاوزت ثرواتهم 100 مليون دولار، ويأتي عدد المليونيرات المهاجرين من بريطانيا في العام الماضي بزيادة قدرها 157% عن عام 2023، ما يعني أنها فقدت عددًا أكبر من السكان الأثرياء مقارنة بأي دولةٍ أخرى.
بسبب أخطاء الحكومة السابقة
ويقول مستشارو الضرائب إن أعدادًا متزايدة من رجال الأعمال البريطانيين على استعداد لمغادرة البلاد بعد زيادات الضرائب التي أُعلن عنها في ميزانية الخريف، معبرين عن شعورهم بإخفاق حكومة حزب العمال في أن تضع في اعتبارها التحذيرات من هروب الأثرياء والمستثمرين بما يضر الاقتصاد القومي ويزيد من عجز الميزانية البالغ 25.8 مليار يورو، بحسب رئيس الوزراء كير ستارمر الذي أرجع السبب في ذلك إلى العمل غير الفعال للحكومة السابقة للبلاد بقيادة ريشي سوناك.
وخلال مؤتمر صحفي أواخر أكتوبر 2024 أشار «ستارمر» إلى أن خفض التعويضات عن خدمات المرافق في الشتاء المنصوص عليه في الدستور، يمكن أن يكون له تأثير سلبي على المتقاعدين البريطانيين، ليتبين بعد ذلك أن شعبيته انخفضت بنسبة 26% بحسب صحيفة «تايمز».
لا بد من زيادة الضرائب
فيما تواجه وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز دعوات لإلغاء حملة الوزارة الصارمة على الأجانب المقيمين وغير المقيمين، لتعلن أنهم سوف يخضعون جميعاً لضريبة الميراث على أصولهم في مختلف أنحاء العالم.
وأمام زيادة الانتقادات ضد حملة الخزانة البريطانية، قالت «ريفز» إنه سيتم تعديل قانون غير المقيمين بدءًا من إبريل المقبل، موضحةً أن زيادة الضرائب في ميزانيتها بمقدار 40 مليار جنيه إسترليني يعتبر أمرًا ضروريًا لسد الثغرة في مالية البلاد وتعزيز النمو، إلى جانب تخفيف الضغوط على العمال.
نظام غير المقيمين في بريطانيا
العديد من الأثرياء في بريطانيا يقولون إنهم أصبحوا الآن أهدافًا للحكومة التي دفعتهم إلى مغادرة البلاد قبل إعلان الميزانية في نوفمبر الماضي، آخذين معهم استثماراتهم للخارج.
وبحسب شبكة «CNBC» يمكن تلخيص نظام غير المقيمين المثير للجدل في بريطانيا على النحو التالي:
يعتبر قاعدة ضريبية عمرها 200 عام تسمح للأشخاص الذين يعيشون في المملكة المتحدة، ولكنهم مقيمين في مكان آخر، بتجنب دفع ضريبة على الدخل ومكاسب رأس المال المكتسبة في الخارج لمدة تصل إلى 15 عامًا.
لكن بموجب القواعد الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في إبريل 2025، سيخضع أي شخص كان مقيمًا في المملكة المتحدة لأكثر من 4 سنوات لضريبة على دخله ومكاسبه الأجنبية، فيما يحصل الوافدون الجدد إلى البلاد على إعفاء ضريبي بنسبة 100% من الضرائب المعمول بها خلال السنوات الأربعة الأولى، طالما كانوا غير مقيمين خلال آخر 10 سنوات.
كما سيخضع المقيمون لضريبة الميراث على أصولهم في جميع أنحاء العالم، ولكن غير المقيمين الحاليين سيحصلون على إعفاء مؤقت من إعادة الأموال التي يجلبونها إلى بريطانيا لمدة تصل إلى 3 سنوات.