واصلت الكنائس احتفالاتها بعيد الميلاد وفقا للتقويم الغربى، أمس، وتزينت بالأضواء والورود ومجسمات «المغارة» وشجرة الميلاد، وفتحت الكنائس أبوابها للمهنئين فى المحافظات حيث حرص عدد من المسؤولين والشخصيات العامة على تهنئة قادة الكنائس بالعيد، فى حين بدأت الكنائس الشرقية الاستعدادات النهائية للاحتفال، وعلى رأسها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتى تحتفل بعيد الميلاد فى 7 يناير المقبل، فيما أعلنت الكنائس الإنجيلية فى مصر الاحتفال يوم 5 يناير المقبل بالكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة. وترأس الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، مساء أمس الأول قداس عيد الميلاد بكاتدرائية السيدة العذراء مريم بمدينة نصر، وسط حضور عدد من الشخصيات العامة والمسؤولين للتهنئة بعيد الميلاد المجيد. وهنأ بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر، خلال عظة عيد الميلاد المحتفلين بالعيد وقال: «بفرح وتهليل أهنئكم جميعًا بعيد ميلاد الرب يسوع» موضحًا أن عيد الميلاد يتميّز بمظاهر وعلامات خارجيّة عديدة، مثل المغارة وشجرة الميلاد وغيرها. وأضاف أن هذه المظاهر الاحتفالية لطيفة طالما أنّها لا تشتّت انتباهنا، بل تساعدنا على أن نعيش المعنى الحقيقى والمقدّس لعيد ميلاد يسوع، بحيث لا يكون فرحنا سطحيّا بل عميقًا. وقال البطريرك «نرفع صلاتنا متّحدين مع البابا فرنسيس وأصحاب الغبطة بطاركة الشرق، ونصلّى معا من أجل البلاد التى تعانى ويلات الحرب والدمار والأزمات خاصةً: سوريا، والسودان وأوكرانيا وفلسطين»، مضيفًا «نصلّى من أجل وطننا الغالى مصر، ومن أجل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى وكل معاونيه، سائلين الرب أن يلهمهم الحكمة والتدبير الحسن لمواجهة التحديات المحلية والأزمات الدوليّة». واختتم بطريرك الكاثوليك تهنئته قائلا: «يا ربنا محب البشر، هبنا أن نتعلم ألا نغلق قلوبنا، لنرى فى كل شخص صورة لك وأن نبنى جسور المحبة والتفاهم بين جميع الناس، وهبنا أن نرحّب بهدية سلامك ونشاركه القريبين والبعيدين، فنجلب فرحة عيد ميلادك لكل الجميع». وقدم «إسحق» وأعضاء السينودس البطريركى المقدس، الشكر، لجميع الذين حرصوا على تقديم التهنئة، بعيد الميلاد المجيد. وفى مقدمتهم، الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، الذى أناب عبد العزيز الشريف، أمين رئاسة الجمهورية، واللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، الذى أناب اللواء جعفر عمران، كما توجهوا بالشكر إلى العديد من رجال الدولة، والنواب، وأعضاء مجلس الشيوخ، والشخصيات العامة، والأحزاب، وجميع من أرسل برقيات التهنئة، وباقات الورود. واستقبل البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، الدكتور سامى فوزى شحاتة، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الإنجيليكانية، والوفد المرافق له، والأب الربان فيليبس عيسى، كاهن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بمصر، والوفد المرافق له، واللذين حرصا على تقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد، بالمقر البطريركى، بكوبرى القبة. وفى سياق متصل، صلى رئيس الأساقفة الدكتور سامى فوزى رئيس أساقفة الكنيسة الأنجليكانية، لأجل مصر فى قداس عيد الميلاد المجيد قائلًا: نصلى أن يمنحنا الله القدرة على مواجهة كل الظروف والمتاعب. وترأس رئيس الأساقفة الدكتور سامى فوزى رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية وفد الكنيسة، أمس، لزيارة الأنبا ثيؤدوروس الثانى بطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس بمقر صلاة قداس العيد وذلك بمقر بريطريركية الروم بالحمزاوى. قدم رئيس الأساقفة التهنئة لبطريرك الروم الأرثوذكس والأرشمندريت ذمسكينوس الأزرعى، بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد حيث أكد على أواصر الأخوة بين الكنيستين. وترأس المطران جورج شيحان رئيس أساقفة إيبارشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، صلوات قداس عيد الميلاد المجيد، مساء أمس الأول بكاتدرائية القديس يوسف المارونية بالقاهرة. وألقى المطران «شيحان» كلمة روحية خلال قداس عيد الميلاد المجيد، دعا فيها إلى السلام والاستقرار الدول قائلا: «نصلى ونطلب السلام لشرقنا، ولبلدنا مصر، ونسأله حُسن التدبير لحُكامنا والمسؤولين بيننا، مدنيين وروحيين مُقتدين بعلامات المغارة وما تحمل إلينا من معانٍ روحية». إلى ذلك، شارك الأسقف المكرم الأنبا برنابا أسقف إيبارشية تورينو وروما وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، احتفالات عيد الميلاد المجيد طبقاً للتقويم الغربى للكنيسة الكاثوليكية، وقدم التهنئة للبابا فرنسيس الأول، بابا الكنيسة الكاثوليكية بعيد الميلاد المجيد، وذلك بكنيسة القديس بطرس الرسول بدولة الفاتيكان، حيث شاركه الراهب القمص ثاوفيلوس السريانى وكيل المطرانية. كما احتفل الآلاف من الأقباط الكاثوليك فى المحافظات، أمس، بعيد الميلاد، وترأس القمص أنطونيوس غطاس، الوكيل البطريركى للكنيسة الكاثوليكية فى الإسكندرية، نيابة عن الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكنيسة الكاثوليكية بمصر، صلاة القداس الإلهى لعيد الميلاد، بكاتدرائية القيامة المجيدة فى شارع كلية الطب بالإسكندرية، وشاركه الصلاة القمص يوحنا جورج راعى الكاتدرائية وكهنة الكاتدرائية. وتولت فرق الكشافة بالكنائس تنظيم عملية الدخول والجلوس فى المقاعد بالكنائس وتشغيل بوابات كشف المعادن والسماح بالدخول ببطاقة الهوية الشخصية والصليب، واستقبل الوكيل البابوى الوفود للتهنئة بالعيد. كما ترأس صلاة العيد، المطران ناركسيوس، وكيل بطريركية الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس، نيابة عن البابا ثيودورس الثانى، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس، بكنيسة القديس أنطونيوس بمنطقة الشاطبى، وفى كنيسة الأفانجليزموس بالمنشية رأس الصلاة المطران بندالايمون. إلى ذلك هنّأ الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن برئاسة كريم كمال، بابا الفاتيكان، فرانسيس الأول، والكنائس التى تحتفل بالعيد يوم 25 ديسمبر وفق التقويم الغربى، وقال: «فى هذه المناسبة الجليلة نرجو من الله أن يحفظ مصر العزيزة، وأن يعم السلام والأمان سوريا ولبنان والسودان واليمن وليبيا والعراق كل الوطن العربى وكل أرجاء العالم، ونتضرع إلى الله أن يرفع عنا وعن جميع العالم الموت والغلاء، والوباء، والفناء والجلاء، وسيف الأعداء». واحتفل الأقباط الكاثوليك والروم الأرثوذكس بمحافظة الدقهلية بعيد الميلاد المجيد، وشهدت الكنائس أداء قداس العيد، وسط إجراءات أمنية مشددة من مديرية أمن الدقهلية لتأمين احتفالات الأقباط. وشارك الأقباط من طائفة الروم الأرثوذكس فى صلاة القداس الإلهى بكنيسة القديس نيقولاوس للروم الأرثوذكس بمدينة المنصورة، وترأس القداس الأب ثيوذوروس بيوك، كاهن الكنيسة. كما احتفل الأخوة الأقباط الكاثوليك بأداء قداس عيد الميلاد المجيد بكنيستى المسيح الملك للأقباط الكاثوليك والروم الكاثوليك بمدينة المنصورة، وتزينت الكنائس بزينة أعياد الميلاد وأشجار الكريسماس، وشهدت الصلوات تراتيل عيد الميلاد المجيد. وبعد انتهاء الصلوات، سادت حالة من الفرحة بين الأطفال والكبار، وقام «بابا نويل» بتوزيع الهدايا والحلوى عليهم، وسط أجواء من السعادة. ودفعت مديرية أمن الدقهلية بتعزيزات أمنية مكثفة بمحيط الكنائس، وتمركزت دوريات أمنية ثابتة أمام البوابات، وأخرى متحركة على الطرق السريعة، كما تم تركيب بوابات إلكترونية لتأمين الدخول للكنائس، وغلق الشوارع المؤدية إليها من الجانبين، ووضع حواجز حديدية لمنع مرور السيارات. وفى ذات السياق، أجرى اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، جولة على عدد من الكنائس بمدينة المنصورة، لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد، وقال ل«المصرى اليوم»: إن زيارته للكنائس هى تأكيد على الروح الوطنية والنسيج الوطنى الواحد للشعب المصرى، وأن الوحدة الوطنية هى التى تحكمنا. وأضاف أن الشعب المصرى بنسيجيه هو حصن الأمان للوطن، مؤكدًا أن المشاركة فى تلك المناسبات تهدف إلى ترسيخ مفهوم الوطنية لدى المواطن المصرى سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا. وأضاف محافظ الدقهلية، أن فرحة عيد الميلاد تظهر على وجوه الجميع، وقلوبهم تحمل كل السعادة والمحبة، وهو سلاح الوطن الذى يقف فى وجه كل ما يحاول النيل منه. وفى دمياط، دقت أجراس كنيسة الروم الأرثوذكس معلنة بدء الاحتفال بعيد الميلاد وذلك عقب أداء أقباط المحافظة قداس العيد. وأكد القمص هشام بندليمون، كاهن كنيسة الروم الأرثوذكس، أن احتفالات عيد الميلاد تحمل دوما رسائل سلام للعالم أجمع، لافتا إلى أن الأرض لا يمكن أن تستمر دون سلام، وتابع: «نحتفل سويا رفقة إخوتنا المسلمين بعيد الميلاد، تلك المشاهد التى لن تراها إلا فى مصر، نعلم جيدا حجم التحديات التى نواجهها وعلينا الانتباه إلى ما يحاك لنا من أعداء الوطن، وعلينا جميعا مسؤولية تجاه حماية مقدرات الوطن، لكنى واثق أن الوحدة الوطنية المصرية قادرة على تجاوز تلك التحديات، نعيش سويا شركاء فى وطن واحد علينا جميعا حمايته من تلك المؤامرات، وعلماء الأزهر وأئمة الأوقاف سيكونون حاضرين داخل الكنيسة التهنئة بالعيد، اعتقادنا دائما على رؤية هذه المشاهد التى تعكس مدى وحدتنا الوطنية وقوة النسيج المصرى»، وشدد على أن نشر رسائل الأديان السماوية واحدة من أهم الخطوات التى تواجه الفكر المتطرف وتمنع وصوله إلى أذهان الشباب.