بدأ الانقلاب الشتوي أمس السبت 21 ديسمبر عند الساعة 12:20 ظهرًا بتوقيت مكةالمكرمة وكانت الشمس ساطعة مباشرة على مدار الجدي، وهي علامة على بداية فصل الشتاء فلكيًّا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية (والذي يستمر حوالي 89 يومًا) والانقلاب الصيفي في النصف الجنوبي. ومع بداية الانقلاب الشتوي فلكيًا، يتسائل الكثير عن لماذا يظل وقت الفجر متأخرًا بعد الإنقلاب الشتوي؟ وقالت الجمعية الفلكية بجدة في بيانها اليوم الأحد عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعى «فيسبوك»، إن الإنتقال من أطول ليلة إلى أطول نهار لا يحدث بشكل فوري ومباشر بل يتم بشكل تدريجي على مدار أشهر ويختلف معدل تغير طول النهار باختلاف خط العرض فالمناطق القريبة من خط الاستواء تشهد تغييرات أقل سرعة في طول النهار مقارنة بالمناطق البعيدة. لماذا يظل وقت الفجر متأخرًا بعد الإنقلاب الشتوي؟ وأوضحت، أنه بعد حدوث الإنقلاب الشتوي وهو أطول ليلة في السنة نتوقع منطقيًا أن يبدأ النهار بالازدياد تدريجيًا ومع ذلك، نلاحظ أن وقت الفجر لا يتقدم بالسرعة المتوقعة ويبقى متأخرًا نسبيًا وهذا الأمر قد يثير تساؤلات حول سبب هذا التأخير. وتابعت، إضافة إلى الانكسار الضوئي حيث يسبب الغلاف الجوي انحراف ضوء الشمس قليلًا، مما يجعلنا نرى الشمس قبل أن تشرق فعليًا وبعد أن تغرب هذا التأثير يجعل الفجر يبدو أطول قليلاً وقد تؤدي الغيوم والضباب إلى حجب ضوء الشمس وتأخير ظهور الفجر. وقت الفجر وشروق الشمس وبالنسبة لحساب وقت الفجر وشروق الشمس يتأثر بعدة عوامل فلكية مثل ميلان محور الأرض ودوران الأرض حول الشمس وحركة القمر، كما أن هناك بعض التقريب في الحسابات الفلكية المستخدمة لتحديد وقت وقت الفجر وشروق الشمس مما يؤدي إلى إختلاف طفيف بين الوقت المحسوب والوقت الفعلي. واستكملت، قد لا نشعر بتغير ملحوظ في طول النهار خلال الأيام الأولى بعد الإنقلاب الشتوي ولكن مع مرور الوقت سيلاحظ زيادة واضحة في طول النهار وتقدم وقت الفجر. سبب حدوث الانقلاب الشتوي يحدث الانقلاب الشتوي يسبب ميلان محور الأرض وحركتها حول الشمس، وذلك لأن الأرض أثناء دورانها حول الشمس ليست عمودية ولكن مائلة بمقدار 23.5 درجة، لذلك فإن النصف الشمالي والنصف الجنوبي يتبادلان الأماكن في استقبال ضوء الشمس؛ وعليه فإن ميلان الأرض وليست المسافة التي تفصلها عن الشمس هي السبب في حدوث الفصول الأربعة. كما أن القطب الشمالي يكون مائلًا بعيداً عن الشمس في يوم الانقلاب الشتوي وتصل الشمس ظاهرياً إلى أقصى نقطة جنوب السماء، لذلك فإن جميع المواقع شمال خط الاستواء يكون طول النهار أقل من 12 ساعة، في حين أن المناطق جنوب خط الاستواء يكون النهار أطول من 12 ساعة. الشروق والغروب حول العالم وليس كل الأماكن حول العالم لها شروق وغروب في يوم الانقلاب الشتوي، فشمال الدائرة القطبية عند خط العرض 66.5 درجة شمال لا يوجد شروق أو غروب للشمس في هذا اليوم؛ لأن الشمس تبقى تحت الأفق طوال اليوم، في حين أن الدائرة القطبية الجنوبية عند خط العرض 66.5 درجة جنوب لن يرصد شروق أو غروب للشمس أيضاً، لأن الشمس تظل فوق الأفق طوال اليوم وهي ظاهرة تعرف بشمس منتصف الليل وهي أحد أدلة كروية الأرض. وفي يوم الانقلاب الشتوي يتأخر الفجر، والشمس تشرق من أقصى الجنوب الشرقي وقوس المسار الظاهري للشمس في قبة السماء يكون منخفضًا وعند الظهر «الزوال» تكون ظلال الأشياء في أقصى طول لها خلال السنة، ومن ثم يأتي غروب الشمس مبكراً. وبعد وصول الشمس أقصى نقطة جنوب السماء «ظاهريًّا» في الانقلاب الشتوي سيلاحظ وكأنها تشرق من نقطة واحدة جنوب السماء لبضعة أيام قبل أن تبدأ مسارها الظاهري باتجاه الشمال من جديد نتيجة لحركة الأرض في مدارها حول الشمس، وستبدأ بعد ذلك زيادة ساعات النهار حتى تتساوى مع ساعات الليل بحدوث الاعتدال الربيعي في 20 مارس 2025.