كشفت دراسة نُشرت في مجلة «The Lancet Diabetes & Endocrinology» أن أدوية السكري والسمنة المعروفة بمجموعة «محفزات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1» (GLP-1 agonists) لا تقتصر فوائدها على تحسين صحة مرضى السكري والسمنة، بل تحمي أيضًا من تدهور وظائف الكلى وأمراض القلب. تُستخدم محفزات مستقبلات GLP-1 في الأساس لعلاج السكري من النوع الثاني عن طريق تحفيز إنتاج الإنسولين وخفض مستويات السكر في الدم. مؤخرًا، أثبتت فعاليتها في علاج السمنة بفضل قدرتها على تقليل الشهية وتأخير عملية الهضم، مما يزيد من الشعور بالشبع. أظهرت الدراسة، التي شملت تحليل بيانات من 11 تجربة سريرية واسعة النطاق شملت أكثر من 85،000 شخص، أن أدوية GLP-1 قللت خطر الإصابة بالفشل الكلوي بنسبة 16% وتدهور وظائف الكلى بنسبة 22%. كانت النتائج فعّالة سواء لدى مرضى السكري أو الأشخاص الذين يعانون من السمنة وأمراض القلب دون الإصابة بالسكري. أكدت الدراسة على تقليل محفزات GLP-1 خطر الوفيات الناتجة عن أمراض القلب بنسبة 14%، وخطر الوفاة عمومًا بنسبة 13%. أشار البروفيسور «سونيل بادفي»، مؤلف الدراسة، في بيان صحفي حصلت «المصري اليوم» على نسخة منه، إلى أن النتائج تمثل تقدمًا مهمًا في فهم دور أدوية GLP-1، خصوصًا لدى مرضى الأمراض الكلوية المزمنة. هذه الأمراض تصيب نحو 10% من سكان العالم، وتُعد السبب العاشر للوفاة عالميًا، ومن المتوقع أن تصبح السبب الخامس بحلول عام 2050، وذلك وفقًا للدراسة. دعا الباحثون إلى دمج هذه الأدوية في الإرشادات الطبية لعلاج أمراض الكلى والقلب، مشيرين إلى الحاجة لمزيد من الجهود لتحسين إتاحتها للمرضى. تُبرز هذه الدراسة أهمية الأبحاث المستمرة في تطوير استخدامات جديدة للأدوية القديمة. يمكن لهذه النتائج أن تُحدث تغييرًا جذريًا في حياة ملايين المرضى، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة.