مازالت أصداء الوفاة المفاجئة للفنان محمد رحيم مستمرة أمس، تخيم على الوسط الفني حيث أصيب عدد من الفنانين بصدمة شديدة نتيجة وفاته، خاصة بعد أن تحدث البعض أنه كان يعاني نفسيًا في سنواته الأخيرة. فمنذ شهور، اتخذ محمد رحيم قرارًا بالاعتزال والسفر خارج البلاد حيث كتب عبر حساباته على السوشيال ميديا :«تعليق كل أنشطتي الفنية لأجل غير مسمى حتى إشعار آخر مع احتمالية اعتزالي المهنة والسفر خارج البلاد». وبعد ثورة المحبين لمحمد رحيم ومطالبتهم بعدم اعتزاله، تراجع عن القرار، وكتب عبر حسابانه على السوشيال ميديا: «أنا مش هاقولكم غير إني بكيت بالدموع من كتر الإحساس اللي في الرسائل اللي بعتوهالي وهتشوفوا ده بعنيكم، خلاص يا جماعة أنا هارجع تاني علشان خاطركم انتوا بس يا أعظم جمهور وعائلة في العالم، وربنا ميحرمناش من بعض أبدًا». شعور محمد رحيم بالمرارة وتجاهل البعض له ممن ساهم في شهرتهم بألحانه وأغانيه آثر على صحته وجعله يصاب بالذبحة الصدرية ودخوله للمستشفى في شهر يوليو الماضي. بعد إجراءه العملية، خرج من المستشفى وطمأن جمهوره ومتابعيه على حالته الصحية، من خلال مقطع فيديو عبر حسابه بموقع «فيسبوك»، قائلًا: «باطمنكم علىّ والحمد لله، أجريت عملية بسيطة (قسطرة)، وبقيت زي الفل، وربنا شفاني وعدت على خير، الحمد لله، ربنا ما يحرمني منكم أبدًا.. وكل الناس تطمئن، الحمد لله». التجاهل الذي لاقاه محمد رحيم تمثل في تهميشه من مناسبات فنية وحفلات أقيمت في بلاد عربية خلال الفترة الماضية ولطبعه الحساس ونفسيته الرقيقة لم يفرض رحيم نفسه على أحد من الوسط الفني وفضل أن يظل في بيته صامتًا. وفاة محمد رحيم المفاجئة والصادمة جعلت أغلب الوسط الفني يصابون بصدمة كبيرة، عبر بعضهم عن مرارة ما عاشه رحيم في سنواته الأخيرة فالشاعر بهاء الدين محمد كتب عبر صفحته على «فيسبوك» :«محمد رحيم ارتاح خلاص، تمن الضغط على الإحساس الموت، اللهم ارحمه واغفر له واعفي عنه»، مما يشير لمدى الضغوط النفسية التي تعرض لها محمد رحيم في حياته مؤخرًا. كما كتب المخرج محمد العدل منشورًا عبر صفحته على موقع «فيسبوك» حيث كتب نصًا :«خبر صادم وحزين محمد رحيم في ذمة الله، محمد كان أخ وصديق من أكتر من 20 سنة كم ذكريات وضحك ولحظات فن كبيرة بيننا عمري ما هنساها». وتابع في منشوره: «محمد مات من عدم التقدير كان دائما يشتكي لي أنه مش واخد حقه إعلاميًا رغم أنه من أهم ملحنين العالم بجوائز عالمية رسمية ومعتمدة إلا أنه إعلاميًا مكانش حد بيهتم بالجوايز دي ولا كأنه عمل حاجة، محمد مات من المحسوبية والمجاملات والتريند الزائف، امتى الفنان الحقيقي في الزمن ده هياخد حقه؟ امتى اللي أضاف ومتع الناس هو اللي يتصدر المشهد». واختتم منشوره: «خلاص يا حبيبي مش هاعرف أقولك متزعلش تاني، وأجيلك الاستديو تاني أضحكك ونغني سوا، بقلبك الأبيض وأخلاقك وفنك وحساسيتك المفرطة أكيد أنتا عند ربنا في مكان أحسن بكتير من دنيا ظالمة وجائرة، هتوحشني قوي أدعو له لأنه والله يستاهل». ما قاله محمد العدل وبهاء الدين محمد يؤكد على مدى حساسية محمد رحيم وتعرضه لضغوط نفسية مؤخرا تسببت في وفاته المفاجئة، ورغم معاناته النفسية في السنوات الأخيرة ولكن ترك محمد رحيم أرثا من الأغاني سيجعله في الذاكرة الفنية للأبد.