مباراتان ينتظرهما الناس الليلة.. الزمالك والإسماعيلى فى القاهرة.. والمصرى والأهلى فى بورسعيد.. وربما تكون كل مباراة منهما بحساب كرة القدم العادية مجرد مباراة أخرى لأى من هذه الأندية الأربعة الكبيرة.. إلا أنها فى واقع الأمر ليست كذلك.. سواء بحساباتنا الجماعية وظروفنا الحالية نفسيا واجتماعيا وإعلاميا وأمنيا.. أو بحسابات كرة القدم ولكن على الطريقة المصرية حيث لا تبقى المباريات مجرد لعبة لم تخلق أصلا إلا من أجل متعتنا وسرقتنا من همومنا الحقيقية مؤقتا وإنما تصبح حروبا من أجل الكرامة والشرف والاعتبار والكبرياء.. ولست أخاف من المباراتين اللتين ستقامان فى استادى القاهرة وبورسعيد.. وإنما أخاف من تلك المباريات الكثيرة التى ستقام بين جماهير الأندية الأربعة فى المدرجات والشوارع والطرقات، وبعدها على الشاشات ومواقع الإنترنت المشغولة والمهمومة بكرة القدم وحكاياتها وقضاياها.. وأنا أشكر لجنة المسابقات باتحاد الكرة لأنها استجابت لكل الأصوات العاقلة ورفضت معاقبة الزمالك والإسماعيلى باللعب دون جمهور بعد اقتحام المشجع الزملكاوى «أنبوبة» ملعب مباراة الزمالك وإنبى، واقتحام جماهير الإسماعيلى ملعب مباراة ناديهم أمام المصرى رغم قرار إقامتها دون جمهور.. ف«أنبوبة» كان مجرد فرد لا يبغى الأذى والشرور لأى أحد، وجمهور الإسماعيلى دخل المدرجات مؤقتا للتعبير الرمزى عن رفضه العقوبة ثم انصرف استجابة لمطالب لاعبى الإسماعيلى أنفسهم.. ولكن لم يكن يليق بنفس لجنة المسابقات أن تعاقب نادى الزمالك بخمسة وسبعين ألف جنيه بسبب نزول «أنبوبة» الملعب مع أشياء وأخطاء أخرى، بينما لا تعاقب الإسماعيلى بأى شىء.. وأرجو ألا يساء فهم تسامح لجنة المسابقات باعتباره ضعفا وقلة حيلة لنشهد الليلة مزيدا من تمادى البعض فى استعراض القدرات والقوى.. وسيلعب الزمالك الليلة وسط ظروف صعبة وبالغة الحساسية، حيث إن حسن شحاتة مجروح وغاضب ومغضوب عليه من بعض جماهير الزمالك بعد الهزيمة أمام إنبى.. واضطر الرجل للتأكيد أكثر من مرة أنه لا يفكر ولا ينوى الرحيل عن الزمالك إنما هو باق معه حباً واحتراماً وامتناناً.. والإسماعيلى أيضا يعيش ظروفا مشابهة من حيث التوتر والضغوط.. والجماهير هناك تنتقد مجلس الإدارة وتتهمه بالفشل فى قيادة المركب وسط بحر تعالت أمواجه وتزايدت عواصفه.. وآخر تلك الأزمات كانت واقعة هروب لاعب النادى محمود وحيد إلى ألمانيا.. وبدأ الصدام بين مجلس إدارة الإسماعيلى وتامر النحاس، وكيل اللاعبين، الذى تتهمه الإدارة بمعاونة اللاعب على الهرب إلى ألمانيا.. وانشغل الجميع حتى إعلاميا بالصدام بين مجلس الإدارة وتامر النحاس، وتناسوا أو غفلوا عن أننا أمام جريمة جنائية وليست ورقية حيث قام اللاعب باستخراج جواز سفر جديد تاركا جواز سفره القديم لدى إدارة ناديه وقام بتزوير أوراق رسمية تعهد فيها بأنه لا يملك جواز سفر آخر وبالتالى يصبح مطلوبا للمحاكمة وليس للاحتراف فى ألمانيا أو البقاء فى الإسماعيلى.. ومن ناحية أخرى تعيش بورسعيد أجواء مواجهة الأهلى وقد أصبح يقود ناديها حسام حسن الذى كان رائعا وراقيا وداعيا جماهير المصرى للهدوء والالتزام.. وأنا واثق أن حسام حسن لم يكن مدعيا أو يرتدى أى أقنعة زائفة لأننى أعرف أن «حسام» تغير بالفعل وأكسبته الأيام مزيدا من الخبرة والنضج والعمق، وأضاف ذلك إلى موهبته وطموحه الكروى المشروع، وجنونه الجميل بحثا عن الفوز والتألق.. أما الأهلى فهو فى بورسعيد يبحث ويريد أمرين.. أن يفوز فى إطار سعيه لبلوغ قمة المسابقة ومواصلة انتصاراته.. وأن يعود سالما من بورسعيد.. لاعبين ومسؤولين وجماهير أيضاً.. وهو الأمر الذى دفع بسيد عبدالحفيظ وإبراهيم حسن لتبادل حوارات جميلة وضرورية أشكرهما عليها كثيرا وجدا حتى وإن لم يرض عنها متعصبون هنا وهناك.. ودفع أيضاً بمدير أمن بورسعيد لقرار توزيع صور نجم الأهلى الكبير محمود الخطيب الذى فى ألمانيا الآن يواجه المرض والألم ليدعو له عشاق المصرى والأهلى بالشفاء والعودة لمصر سالما. [email protected]