«مُنقبة تلقى طفلًا رضيعًا على الرصيف».. شهود عيان يروون التفاصيل

البكاء والصدمة والمفاجأة تلك مفردات الحادث الذي وقع بمدينة كفر الشيخ قرابة الساعة الثامنة والنصف مساءً، حالة من الذهول أصابت الأهالى وباعة الملابس وأصحاب المحلات التجارية ومعارض الأدوات المنزلية في منطقة المزلقان المجاورة لمحطة القطار بمدينة كفر الشيخ والتى تعتبر منطقة حيوية وفى معظم الأوقات تكتظ بالمارة والبائعين والأهالى الذين يبتاعون أغراضهم باعتبار تلك المنطقة سوق محلى دائم النشاط.
صراخ طفل رضيع
صراخ طفل رضيع اجتذب الأهالى وأصحاب محال الملابس ليتفاجأ الجميع ب طفل رضيع ملقى على الرصيف يستغيث من شدة البرد والجوع، بعد ارتفاع صوت «نهنات البكاء» الصادرة من داخل كومة من الأكياس ملفوفة بغطاء ثقيل (باطنية) لف فيها الطفل بإحكام بعد أن ألقته سيدة منتقبة على الرصيف المجاور لمعرض ملابس في منطقة المزلقان.
وسرعان ما انتبه الأهالى استجابة لصراخ الطفل الرضيع قبل أن يختنق من شدة إغلاق الوشاح والغطاء الثقيل، وتواصل أصحاب المحلات التجارية برجال الشرطة ومديرية أمن كفر الشيخ.
وعلى الفور، تم التحفظ على الطفل الرضيع وتحرير محضر بالواقعة، وبسبب الحالة الصحية المتدنية للطفل تم نقله إلى مستشفى كفر الشيخ العام لعمل اللازم من الناحية الطبية واستقباله في وحدة رعاية الأطفال حديثى الولادة.
وانفردت «المصري اليوم» بتفريغ الكاميرات المجاورة لمكان الواقعة والذي كشف تفاصيل الحادث، حيث كان الطفل في حوذة سيدة منتقبة تترجل (تمشى) في منطقة المزلقان وألقت بالطفل على الرصيف بشكل خاطف وسريع.
السيدة المنقبة مجهولة الهوية كانت تحمل الطفل على هيئة كومة من الأكياس البيضاء ملفوفة بغطاء ثقيل، صاحبة الرداء الأسود المعتم استغلت التوقيت شبه المتأخر وغياب الإضاءة الكاشفة في الشارع الذي اختارته وألقت الطفل ليواجهه مصيره رفقة برودة الأجواء وسواد الليل ولطف الأقدار ولا قدرة الطفل على البكاء لكانت الأمور ستدور في اتجاه آخر.
شهود عيان
هذا ما أكده شهود عيان في تصريح ل «المصرى اليوم» حيث قال: «إن الطفل الرضيع كام من الممكن أن يفقد حياته لولا صوت العياط العالى على حد تعبيره».
وانتقلت عدسة «المصرى اليوم» إلى إحداثيات الواقعة ونقلت رواية أحد شهود العيان وقت حدوث الواقعة، حيث أوضح تفاصيل الحادث ومجريات الواقعة، بداية من إلقاء السيدة المتخفية في نقاب أسود الطفل الرضيع إلى انتقال الأهالى إلى مصدر الصوت الصادر من كومة الأكياس الملفوفة بالإضافة إلى تفاصيل أخرى ينفرد بها المصرى اليوم.
وبانتقال عدسة «المصرى اليوم» إلى مستشفى كفر الشيخ العام لمتابعة حالة الطفل الذي تواجد في وحدة رعاية حديثى الولادة أتضح أن حالة الطفل الصحية بالغة الصعوبة وهو ما أكده أحد أعضاء الفريق الطبى في تصريح للمصرى اليوم :( أن الرضيع كان يبدو عليه الأعياء الشديد والحاجة لرعاية صحية مركزة)
لنقل الطفل الرضيع إلى دار رعاية
ومن المقرر عمل اللازم وإنهاء الإجراءات لنقل الطفل الرضيع إلى دار رعاية لاحتضانه، وذلك بعد تعافيه من أضرار الليلة الباردة الثقيلة التي عانها على رصيف منطقة المزلقان.
ومثلما تنقذ دقات الجرس الفاصل بين جولات الملاكمة الطرف الأضعف في النزال من السحق، تم إنقاء الطفل هو الآخر بفضل دقات قلبة الخائفة التي دفعت غريزته الفطرية إلى البكاء طالبات النجدة.