بعد التقارير الفلسطينية والأممية عن نهب عصابات للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة تحت أنظار جيش الاحتلال، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الثلاثاء، من استمرار عصابات مسلحة مرتبطة بالاحتلال بالسيطرة على شاحنات المساعدات ونهبها، وحرمان مئات آلاف النازحين منها، بحسب ما نقلته وكالة «سند» الفلسطينية. وطالب المكتب الحكومي المؤسسات الدولية، بالضغط على قوات الاحتلال للتمكن من مساعدة مئات آلاف الأسر في القطاع. وقتل أكثر من 20 شخصًا، أمس الإثنين، من عصابات لصوص شاحنات المساعدات، في عملية أمنية نوعية نفذتها الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، بالتعاون مع لجان عشائرية، وذلك في إطار حملة موسعة لمكافحة سرقة المساعدات الإنسانية بالقطاع. وأكدت مصادر في وزارة الداخلية في غزة لقناة «الأقصى»، أن العملية الأمنية تمثل بداية لمجموعة من العمليات الأمنية المخطط لها منذ فترة، والتي تستهدف كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات، والذين ساهموا في تفاقم أزمة المجاعة التي تهدد سكان جنوب القطاع. وفي وقت سابق، 29 منظمة دولية غير حكومية، أكدت أن جيش الاحتلال الإسرائيليّ يتيح لعصابات نهب شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة، كما أنه يستهدف أفراد الشرطة في غزة، كلّما حاولوا منع هذه العصابات من السيطرة على الشاحنات. قتل واختطاف سائقي الشاحنات بمعبر كرم أبوسالم وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية نقلت عن منظمات إغاثة قولها إن عصابات منظمة تسرق المساعدات بغزة وتعمل بحرية في مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي وأشار مسؤولو منظمات الإغاثة إلى أن أعمال النهب أصبحت العائق الأكبر أمام توزيع المساعدات بالجزء الجنوبي من غزة، حيث لفت عمال إغاثة وشركات نقل إلى أن عصابات قتلت واختطفت سائقي شاحنات مساعدات بمحيط معبر كرم أبوسالم. وقالت منظمات إغاثية إن السلطات الإسرائيلية رفضت معظم الطلبات باتخاذ تدابير أفضل لحماية القوافل،مضيفين أن سلطات الاحتلال رفضت مناشدات بالسماح للشرطة المدنية في غزة بحماية الشاحنات. ونبه عمال إغاثة ومسؤولي الأممالمتحدة إلى أن قوات الاحتلال كانت على مقربة من عمليات نهب في غزة ولم تتدخل. كما نقلت «واشنطن بوست» عن مذكرة داخلية للأمم المتحدة إظهارها أن عصابات سرقة المساعدات في غزة تستفيد من تساهل الجيش الإسرائيلي، موضحين أن قائد عصابة أنشأ ما يشبه قاعدة عسكرية بمنطقة سيطرة للجيش الإسرائيلي. وفيما يتعلق بالرد الإسرائيلي، فقد نقلت الصحيفة الأمريكية عن جيش الاحتلال نفيه الاتهامات بالتساهل والسماح بعمليات نهب المساعدات في غزة، زاعما تنفيذه إجراءات مضادة ضد لصوص المساعدات مع التركيز على استهداف «الإرهابيين»، على حد تعبيره. نفي أمريكي وأممي لمسؤولية حماس اعتبر مسؤول أمريكي ل«واشنطن بوست» أن عمليات النهب هي أكبر عقبة أمام توزيع المساعدات في غزة، نافيا أن تكون حركة حماس هي التي وراء تلك الهجمات وفي هذا السياق نقلت «واشنطن بوست» عن مسؤول في منظمة إغاثة دولية كبرى قوله:«لم نشهد أي تدخل من حماس في برامجنا سواء في الشمال أو الجنوب». ووجهت مذكرة داخلية للأمم المتحدة اتهامها إلى المدعو ياسر أبوشباب، مشيرة إلى أنه الطرف الرئيسي في النهب المنظم للمساعدات في غزة، محملة جيش الاحتلال المسؤولية، قائلة إن تساهله هو ما يفيد عصابات المساعدات في غزة. ونقلت «واشنطن بوست» عن رئيسة منظمة أنقذوا الأطفال قولها إن السبيل لمعالجة الأزمة هو إغراق غزة بالمساعدات والإمدادات التجارية