يواجه شاطئ «حنكوراب» جنوبالبحر الأحمر الذي يعد جزءا من محمية وادي الجمال الطبيعية تحديات خطيرة بسبب التعديات غير القانونية التي وقعت عليه الايام الماضية وتهدد بيئته الغنية وأهميته السياحية حيث يمثل شاطئ «حنكوراب» بمحافظة البحر الأحمر أحد أبرز المعالم البيئية والسياحية عالميًا، بفضل نظامه البيئي الفريد وموقعه في محمية وادي الجمال بمرسى علم. هذا الشاطئ الساحر، المصنف عالميًا كواحد من أفضل الشواطئ. فخلال الايام الماضية قدمت إدارة محمية وادي الجمال في بلاغ رسمي، تضمن تسجيل تعديات من قبل أفراد أقاموا خيامًا واستخدموا الشاطئ لأغراض المعيشة، دون الحصول على تصاريح قانونية تضمنت المخالفات إقامة منشآت مؤقتة في مواقع ذات حساسية بيئية، ما يشكل انتهاكًا صارخًا لقوانين المحميات الطبيعية كما أصدر محافظ البحر الأحمر توجيهات بإزالة كافة التعديات فورًا، مشددًا على ضرورة فرض عقوبات صارمة على المخالفين كما باشرت نيابة القصير التحقيق في البلاغات المسجلة، وأمرت الجهات الأمنية بإجراء تحريات عاجلة، لضمان محاسبة المتورطين واخطرت إدارة المحمية الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والدكتور على ابوسنة رئيس جهاز شؤون البيئة. وفي مواجهة تلك التحديات، اتخذت السلطات المختصة المتمثلة في إدارة محمية وادي الجمال خطوات حاسمة للحفاظ على هذا الكنز الطبيعي، حيث أصدر محافظ البحر الأحمر قرارًا فوريًا بإزالة التعديات، مشددًا على ضرورة حماية المحميات الطبيعية، وعدم التهاون مع أي انتهاكات تؤثر على النظام البيئي الفريد الذي يميز المنطقة. واكد الدكتور ابوالحجاج نصر الدين رئيس الفرع الاقليمي لجهاز شؤون البيئة بالبحر الاحمر السابق أن شاطئ «حنكوراب» يقع على بُعد 350 كيلومتر جنوب مدينة الغردقة، داخل حدود محمية وادي الجمال، ويعد وجهة مثالية للسياحة البيئية ويتميز الشاطئ بوجود نباتات المانجروف، التي تُعتبر خط الدفاع الأول ضد تآكل الشواطئ وتعمل على فلترة مياه البحر كما يحتضن العديد من الكائنات البحرية النادرة، مثل السلاحف المهددة بالانقراض والشعاب المرجانية التي تجذب عشاق الغوص من مختلف أنحاء العالم. كما يعتبر محطة هامة للطيور المهاجرة والمقيمة كما اختير الشاطئ ضمن قائمة صحيفة ميرور البريطانية لأفضل 19 شاطئًا عالميًا، والثالث على مستوى الشرق الأوسط، بفضل مياهه النقية وجماله الطبيعي الأخاذ كما يُعد الشاطئ مقصدًا مميزًا للسياحة الهادئة والمغامرة، حيث يقدم تجارب الغوص والسباحة في بيئة طبيعية بعيدة عن التدخل البشري. واتخذت وزارة البيئة خطوات لتطوير السياحة البيئية حيث تم اعتماد مشروع سياحي بيئي بالشراكة مع جهات محلية وأجنبية، لتحسين خدمات الزوار بطريقة تضمن حماية البيئةو تكثيف الرقابة على المحميات، وإلزام الزوار بالحصول على تصاريح دخول، لضمان الالتزام بالإجراءات البيئية حيث يعتمد المشروع على إشراك سكان المنطقة، وخاصة قبائل العبابدة، في إدارة الخدمات السياحية، مما يحقق مكاسب اقتصادية لهم، ويعزز استدامة حماية الشاطئ. وتمثل الإجراءات المتخذة لحماية شاطئ «حنكوراب» نموذجًا للحفاظ على المحميات الطبيعية في مصر. فالقرارات الحاسمة والوعي المتزايد بأهمية المحميات، يعكسان التزامًا واضحًا تجاه تحقيق التوازن بين التنمية السياحية والحفاظ على البيئة وإن حماية شاطئ «حنكوراب» لضمان استمرارية هذه المواقع الفريدة ككنوز بيئية وسياحية للأجيال القادمة.