وسط توقعات بحضور عدد قليل من زعماء مجموعة العشرين التى تمثل بلدانها ما يقرب من 80٪ من الانبعاثات العالمية، انطلقت فعاليات مؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) فى «باكو» عاصمة أذربيجان، ومن المقرر أن يبحث قادة ووزراء ومسؤولون آخرون من نحو 200 دولة، كيفية الحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى وعواقبها المميتة. وتأتى القمة فى سياق جيوسياسى مضطرب فى ظل الصراعات بالشرق الأوسط وأوكرانيا، وحروب تجارية وإعادة انتخاب مرشح الحزب الجمهورى الأمريكى، دونالد ترامب، المشكك فى قضية المناخ، وبعد تحذيرات جديدة من أن العام الجارى سيكون الأكثر حرًا على الإطلاق. ووفقًا لما ذكرته تقارير إعلامية، سترسل أفغانستان وفدًا لحضور المؤتمر، وهى المرّة الأولى منذ عودة «حركة طالبان» إلى السلطة، لافتة إلى أنه من المتوقع أيضًا، أن يشارك أكثر من 51 ألف شخص فى المحادثات التى تستمر من 11 ل22 نوفمبر الجارى. من جهته، أطلق الأمين التنفيذى لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، نداء عالميًا للعمل الجاد، مؤكدًا أن التمويل المناخى لم يعد خيارًا؛ بل ضرورة حتمية تفرضها مصلحة البشرية جمعاء. وقال «ستيل»، خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر، إنه إذا لم تستطِع ثلثا دول العالم على الأقل تحمل خفض الانبعاثات بسرعة، فإن كل دولة ستدفع ثمنًا باهظًا، وإذا لم تتمكن الدول من بناء القدرة على الصمود فى سلاسل التوريد، فسينهار الاقتصاد العالمى بأكمله و«لا يوجد بلد محصن»، مضيفًا: «يجب الاستغناء عن أى فكرة تعتبر التمويل المناخى عملًا خيريًا، إذ إن الهدف العالمى الطموح الجديد للتمويل المناخى يصب فى مصلحة كل دولة، كما يجب العمل بجد لإصلاح النظام المالى العالمى من خلال منح الدول المساحة المالية التى تحتاج إليها، نحتاج إلى التقدم فى جهود التخفيف من آثار تغير المناخ للحفاظ على هدف الوصول إلى 1.5 درجة مئوية». وعلى هامش الدورة ال29 لمؤتمر المناخ، التقى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، رئيس أذربيجان، إلهام علييف، معربًا عن تقديره لأذربيجان ولرئاسة مؤتمر الدول الأطراف على هذا التنظيم المتميز لمؤتمر (COP29)، والقمة العالمية لقادة وزعماء الأديان من أجل المناخ، داعيًا الله أن يكلِّلَ جهود القادة والعلماء المشاركين فى هذا المؤتمر، وأن يؤتى ثماره المرجوَّة فى مواجهة أخطر ما يهدِّد البشرية؛ أزمة تغير المناخ.