في مدينة بيلا التابعة لمحافظة كفر الشيخ تتصاعد أبخرة الطهى ورائحة الطعام الشهية من ذلك المبنى المكون من 3 طوابق ويحمل في واجهته لافتة كُتب عليها بكل حب (جملة المجمع الخيرى بمدينة بيلا)، المبنى صاحب الطوابق الثلاثة يحتضن تحت سقفه عديد الأنشطة الخيرية والتوعوية والتثقيفة، بالإضافة إلى النشاط الرئيسى والأبرز وهو توزيع وجبات الطعام على الأرامل والأيتام وغير القادرين ومحدودى الدخل وهو النشاط الذي يقوم به عم محمد عبدالغفار البرعى معلم اللغة العربية المتقاعد الذي قرر أن يحمل على عاتقه مهمة تحضير وإعداد وجبات الطعام. من معلم لغة عربية إلى شيف ماهر بمجمع خيري تحول عم محمد البرعي ما بين ليلة وضحاها من معلم لغة عربية كان في أحد الأيام ممسكًا بالطبشور ويكتب على لوحة الكتابة السوداء وهو يشرح ويفسر قواعد اللغة للطلاب إلى شيف ماهر يقضى يومه رفقة أوانى الطهى وفرن المندى ورائحة امتزاج المقادير التي برع عم محمد عبدالغفار في تحضيرها وبلورتها في صورة وجبات سعادة مجانية لأهالى مدينته. عم محمد عبدالغفار البرعى في تصريح ل «المصري اليوم» أوضح قائلا: «جميع الأنشطة بمجمع الخير جميعها بالجهود الذاتية والداعمين وكل همى مسح دمعة يتيم ورؤية السعادة في ملامح أهل مدينتى». وأضاف عم محمد البرعى: "أطلقت على المبنى المكون من الطوابق ال 3 (مجمع الخير) باعتبار أنه يجمع العديد من الأنشطة الخيرية لخدمة أهالى مدينته، ولمد يد العون لكل سائل وتخفيف أعباء الحياة عن عاتق محدوى الدخل باستحضار البهجة ونشر ونثر المحبة بأعمال الخير والأنشطة الخيرية التي يقدمها المجمع الخيرى". وتابع: "لا يقتصر المبنى ثلاثي الأدوار على إعداد وتحضير الطعام فقط وتوزيع الوجبات، بل هناك أنشطة خيرية إلى جانب الأنشطة الصحية والخدمية، منها وجود عيادة أسنان ووحدة علاج طبيعى بشكل مجانى لغير القادرين، بالإضافة إلى طابق متخصص لتعليم فتيات المدينة المخبوزات والمشغولات اليدوية ليتم توزيعها بعد ذلك على أبناء المدينة". وواصل: "بجوار كل تلك الأنشطة يتواجد نشاط تثقيفى وتعليمى لأبناء المدينة، باعتبار عم محمد معلم لغة عربية متقاعد، حيث يقدم الحصص التعليمية بشكل مجانى للأيتام والغير قادرين كنوع من الدعم والحنين لمهنته التي قضي فيها سنوات عمره واكتسب من خلالها محبة وتقدير جميع أهالى مدينة بيلا". وأوضح عم محمد البرعي معلم اللغة العربية قائلا: "وحدة العلاج الطبيعى وعيادة الأسنان تم تجهيزها من خلال التبرعات ودعم المحبين للخير فى المدينة وذلك بعد نجاح المجمع فى تقديم مساعدات حقيقة وملموسة على أرض الواقع لأبناء المدينة". وأنهى حديثه ل المصري اليوم قائلا: "جميع أهالى المدينة داعمين للفكرة بمختلف أشكال الدعم سواء بالدعم المعنوى أو عن طريق الدعم المادى أو بالمجهود ومتابعة أنشطة المجمع والمشاركة فيها، حتى فتيات المدينة تشارك فى صناعة المخبوزات والمشغولات اليدوية التى تتم توزيعها بالتبعية على أبناء المدينة وهو النشاط الذى يعتبر تعليمى وخيرى فى نفس الوقت".