هل يحسم العرب والمسلمون الانتخابات الأمريكية 2024 ؟

تلعب الولايات المتأرجحة في الولايات المتحدة الأمريكية دورا حاسما في تحديد ساكن البيت الأبيض الجديد في الانتخابات الأمريكية 2024.
وتعد الولايات المتأرجحة هي الولايات التي يتقارب فيها نسب التأييد بين المرشحين في الانتخابات الأمريكية 2024، وهم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
مغازلة العرب والمسلمون في الولاية
وسعى كل من المرشحين لمغازلة الناخبين العرب والمسلمين في ولاية ميتشيجان، لكسب أصواتهم.
وهاجم الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في أمريكا دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، بعد انطلاق التصويت في الانتخابات منافسته الديمقراطية نائب الرئيس كامالا هاريس، قائلًا إنها ستتسبب في مقتل ملايين المسلمين.
وقال ترامب في تغريدة عبر إكس: «نحن نبني أكبر وأوسع تحالف في التاريخ السياسي الأمريكي، يشمل أعدادًا كبيرة من الناخبين العرب والمسلمين الذين يريدون السلام في ولاية ميشيجان«.
وأضاف «هم يعرفون أن كامالا وحكومتها المحرضة على الحرب ستغزو الشرق الأوسط، وستتسبب في مقتل ملايين المسلمين، وفي إطلاق الحرب العالمية الثالثة«.
تعهدت كامالا هاريس «ببذل كل ما في وسعي لإنهاء الحرب في غزة» في تجمعها الأخير في ميشيغان يوم الأحد، حيث حاولت مناشدة السكان العرب الأمريكيين والمسلمين الأمريكيين في الولاية قبل يومين من الانتخابات.
وصوت أغلب الناخبين المسلمين في ولاية ميتشيجان لصالح بايدن في عام 2020، مما ساعده على تحقيق فوز ضيق على دونالد ترامب. لكن العرب الأمريكيين والمسلمين الأمريكيين في الولاية أعربوا عن استيائهم من موقف نائب الرئيس من حرب إسرائيل على غزة، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن هؤلاء الناخبين ينجذبون نحو جيل شتاين، مرشحة الحزب الأخضر.
مع تعادل هاريس والرئيس السابق بشكل أساسي في ميشيغان، فإن انخفاض أرقام التصويت لأي منهما قد يكون بالغ الأهمية، وقد وجهت هاريس نداءً واضحًا في بداية خطابها.
وتضم ولاية ميتشيجان حوالي 240 ألف ناخب مسلم مسجل، كما تعد أكبر جالية عربية وإسلامية بين مختلف الولايات المتحدة الأمريكية.
من ناحيته قال كيث إليسون، المدعي العام لولاية مينيسوتا والقيادي في حملة كامالا هاريس إن المرشحة الديمقراطية للرئاسة ستنهي الحروب في الشرق الأوسط وتضمن دولة للفلسطينيين إذا فازت في الانتخابات.
وفي وقت سابق حاولت هاريس كسب أصوات العرب والمسلمين الأمريكيين، رغم هتافات الغضب بسبب دعم واشنطن للحرب على غزة ولبنان، وخلال تجمع انتخابي في شارلوت بولاية كارولينا الشمالية إحدى الولايات السبع المتأرجحة، والتي وصفت مؤخرا بأنها الحاسمة لهذه الانتخابات قالت هاريس، إنها ستبذل جهودا لإنهاء الحرب في غزة عند انتخابها رئيسة للولايات المتحدة.
وسبق ورفض عباس علوية وهو ناشط سياسي وحقوقي عربي أمريكي يعيش في ولاية ميشيجان، ويعد أحد مؤسسي حركة «غير ملتزمة»، تأييد كامالا هاريس للبيت الأبيض.
لكنه صرح للتو في مقابلة مع قناة إم. إس. إن. بي. سي أنه صوت لصالح نائب الرئيس كامالا هاريس في هذه الانتخابات. قائلاً إن هذه «لحظة من الألم والإحباط العميقين» بسبب الحرب في غزة والبيع المستمر للأسلحة الأمريكية لإسرائيل، ومع ذلك فإنه «يحاول القيام بالشيء السياسي الذكي».
وأضاف أنه بصفته موظفًا سابقًا في الكونجرس كان في مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021، فهو يعرف «نوع العنف الذي ينوي دونالد ترامب الدفاع عنه في بلدنا».
في مقطع فيديو تمت مشاركته على صفحة X الخاصة بالمجموعة، ذكر علوية أنه بينما يخطط للتصويت لصالح هاريس، فإنه يأمل أن يضغط «تحالف» من الناخبين، بما في ذلك أولئك الذين يدعمون هاريس، على «الإدارة القادمة للابتعاد عن سياسة إرسال أسلحة وتمويل غير مشروط لإسرائيل».
كيف تتم الانتخابات الأمريكية؟
يتم تحديد الفائز في الانتخابات من خلال نظام يسمى المجمع الانتخابي.
ما هو المجمع الانتخابي وكيف يعمل؟
يتم منح كل ولاية من الولايات الخمسين، بالإضافة إلى واشنطن العاصمة، عددًا من أصوات المجمع الانتخابي، ومن يفوز في الولاية يحصل على كامل أصواتها في المجمع الانتخابي.
ويبلغ مجموع الأصوات في المجمع الانتخابي 538 صوتًا، يحتاج المرشح إلى الفوز ب 270 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي (50٪ زائد واحد) للفوز بالانتخابات.
وتحصل الولايات الأكثر اكتظاظًا بالسكان على أصوات مجمع انتخابي أكثر من الولايات الأصغر.
ولدى ولاية ميتشجان 15 صوت في المجمع الانتخابي كما أن نتائج استطلاعات الرأي تشير إلى تقارب الأصوات بين ترامب وهاريس في الولاية، مما يجعلها ولاية متأرجحة.
أرقام حول الامريكيين العرب في الولايات المتحدة الأمريكية
تحتل ولاية ميشيجان المرتبة الأولى من حيث عدد ونسبة العرب الأميركيين حيث يبلغ عددهم 211،405 وتبلغ نسبتهم 2.1% من إجمالي السكان، وفق لموقع world population review المختص بالإحصائيات.
وتأتي ولاية نيوجيرسي في المرتبة الثانية حيث يبلغ عدد العرب الأميركيين 112،134، وهو ما يمثل 1.2% من سكان الولاية، في حين تأتي ولاية ماساتشوستس في المرتبة الثانية حيث يبلغ عدد العرب الأميركيين 72،487، وهو ما يمثل 1% من سكان الولاية. وتحتل نيويورك وفيرجينيا المرتبة الخامسة حيث يبلغ عدد العرب الأميركيين 186,398 (1%) و81,617 (0.9%) على التوالي.