أصدر معهد واتسون للشؤون العامة والدولية الأمريكى، دراسة حول الإنفاق الرئيسى للولايات المتحدة على العمليات العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة، والوجود الإقليمى للولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر 2023 وعلى مدار عام كامل. وكشفت الدراسة أنه خلال عام واحد أنفقت الولاياتالمتحدة ما لا يقل عن 22.76 مليار دولار على المساعدات العسكرية لإسرائيل والعمليات الأمريكية المتعلقة بها فى المنطقة، مشيرة إلى صعوبة فهم الجمهور الأمريكى والصحفيين وأعضاء الكونجرس- بشكل دقيق- كمية المعدات العسكرية والمساعدة المالية التى قدمتها الحكومة الأمريكية للجيش الإسرائيلى خلال العام الماضى؛ إذ وافقت حكومة الولاياتالمتحدة على تقديم 17.9 مليار دولار كمساعدات أمنية للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة وأماكن أخرى من 7 أكتوبر 2023 حتى سبتمبر 2024، بالإضافة إلى قيمة العمليات العسكرية الأمريكية فى المنطقة والتى بلغت 4.86 مليار دولار وهى تكلفة الهجمات الأمريكية على الحوثيين فى اليمن دعمًا لإسرائيل. ولفتت الدراسة إلى هذا الرقم لا يمثل سوى جزء من الدعم الأمريكى الإجمالى لقوات الدفاع الإسرائيلية خلال هذه الفترة، حيث تتعدد القنوات التى تساهم فى توفير أسلحة لإسرائيل بجانب المساعدات الأمنية المذكورة ومنها: برنامج التمويل العسكرى الأجنبى (FMF)، وسحب المعدات من المخزون الأمريكى الحالى، بالإضافة إلى أن بعض المعدات المنقولة إلى إسرائيل لدعم حربها على غزة منذ 7 أكتوبر كانت تستند إلى اتفاقيات بيع أبرمت فى السنوات الماضية. وأوضحت أن أحد التحديات الرئيسية فى تقدير الدعم العسكرى الأمريكى بشكل دقيق ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست فى مارس 2024، بشأن إبرام إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، ما لا يقل عن 100 صفقة أسلحة مع إسرائيل منذ أكتوبر 2023، لكن قيمتها أقل من أن يتم إخطار الكونجرس بتفاصيلها، وهو ما يعد تناقضا مع ضرورة الإبلاغ الحكومى للمساعدات المقدمة لأوكرانيا والتى يتم فيها الإبلاغ عن المبالغ بالدولار وقنوات التسليم وأنظمة التوريد للأسلحة. وتشير دراسة معهد واتسون إلى أن التمويل الأمريكى لإسرائيل «تاريخى»، بداية من تجهيز الجيش الإسرائيلى ودعم تطوير صناعة الأسلحة الإسرائيلية، وتوفير الولاياتالمتحدة لإسرائيل كميات كبيرة من المعدات فى وقت قصير؛ وتعتبر الولاياتالمتحدة أكبر مورد أسلحة لإسرائيل لأكثر من خمسة عقود منذ بدأت فى منح المساعدات العسكرية عام 1959، وتعد إسرائيل أكبر متلقٍ للمساعدات الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، وتلتزم الولاياتالمتحدة بمساعدة إسرائيل فى الحفاظ على «التفوق العسكرى النوعى» على دول الشرق الأوسط. فمثلا تعد إسرائيل الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تمتلك وتشغل أحدث الطائرات المقاتلة الأميركية إف-35، وفى حالة إبرام صفقة كبرى مع دولة أخرى فى المنطقة، تُعقد صفقة تعويضية توفر لإسرائيل معدات إضافية مصممة لمساعدتها فى الحفاظ على هذا التفوق، وعلى عكس أى دولة أخرى فى العالم، يُسمح لإسرائيل بإنفاق 25٪ من مساعداتها العسكرية السنوية من الولاياتالمتحدة على صناعة الأسلحة الخاصة بها، كما أن إسرائيل بحكم وضعها كحليف رئيسى لكن ليست عضوًا فى حلف شمال الأطلسى فيمكن أن تتلقى معدات عسكرية أمريكية بموجب برنامج المواد الدفاعية الزائدة (EDA). وقدمت الدراسة مقارنة بين أرقام المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل خلال العام الماضى وبين السنوات الماضية؛ فبعد عام 1948، قدمت الولاياتالمتحدة لإسرائيل مساعدات اقتصادية فحسب، لكن فى فترة الستينيات وأثناء إدارة الرئيس الأمريكى كيندى، بدأت المساعدات العسكرية؛ إذ نظرت الولاياتالمتحدة لإسرائيل باعتبارها داعمًا استراتيجيا لاحتواء الشيوعية فى المنطقة، وهو ما زاد بعد عام 1967. وكشفت الدراسة أن إجمالى المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل وصل إلى 251.2 مليار دولار على ما يقارب 66 عاما، وهذا الرقم بخلاف الدعم غير المدرج فى أرقام المساعدات الرسمية. مشيرة إلى أن ما وافقت عليه إدارة بايدن بمنح 17.9 مليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل يتجاوز ما حصلت عليه إسرائيل تاريخيا من مساعدات عسكرية معتمد قبل بداية حرب 1973 وبعد اتفاقية كامب ديفيد 1978، وأوضحت الدراسة أنه بين عامى 1959 و1970، كان متوسط القرض العسكرى السنوى لإسرائيل 162 مليون دولار، وفى عام 1974 تلقت إسرائيل لأول مرة منحة عسكرية أمريكية وفى نفس العام قررت الولاياتالمتحدة التنازل عن سداد القروض العسكرية لإسرائيل، والتعامل معها باعتبارها منحا، وفى عام 1985، أصبحت المساعدات العسكرية المقدمة إلى إسرائيل قائمة بالكامل على المنح.