قالت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، اليوم الثلاثاء، إن الاحتلال «الصهيونازي» لا يزال يُمعن في تصعيد كل أشكال حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزَّة، إذ إنه لليوم ال18 على التوالي يواصل تشديد الحصار المطبق على محافظة شمال قطاع غزة، وخصوصا في جباليا وبيت لاهيا، مرتكبا أبشع جرائم الحرب المركّبة، ضد المدنيين العزَّل في بيوتهم وضد النازحين في مراكز الإيواء وخيام النازحين في المدارس. وأضافت الحركة، في بيان، أنه «لليوم الثاني والثمانين بعد المئة الثالثة، يرتكب الاحتلال الصهيوني في شمال قطاع غزة بكل وحشية وانتقام من شعبنا الصامد الثابت على أرضه بعد أكثر من عام من الحرب، جرائمَ مُمنهجة تقع ضمن أعمال الإبادة الجماعية، وتشمل الإعدام الميداني والقتل المتعمّد للمدنيين، والاعتقال والإخلاء القسري باستخدام القوَّة وتحت وطأة المجازر والقصف الوحشي، والتجويع، والحصار، والهجوم على المستشفيات، وقصف المنازل وتدميرها، ورفض إدخال المساعدات والوقود، بهدف تهجير شعبنا وإبادته، وخلق واقع جغرافي وديموغرافي جديد، وذلك ضمن ما بات يعرف ب(خطة الجنرالات)». وأشارت حماس إلى أن «الاحتلال الصهيوني يرفض على مدار 18 يوما كل الطلبات والمناشدات الأممية الداعية إلى إدخال الوقود للمستشفيات والغذاء والدواء، كما يرفض طلبات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، فجثث الشهداء والجرحى في الطرقات، وسيارات الإسعاف تُمنع بالنار من الوصول إليهم، وقد أدّى ذلك إلى موت مئات المرضى والمصابين، وخلق ظروف غير إنسانية وغير مسبوقة تهدّد حياة الآلاف، ومنع أيّ فرصة للحياة لنحو 150 ألف مواطن بقوا في منازلهم، ممَّا يجعلهم عرضة للموت البطيء». وذكرت حماس أن الممرات الممتدة من شمال إلى جنوب قطاع غزة، التي يدّعي الاحتلال أنها آمنة، تحولت إلى مصيّدة لاستهداف أهلنا، بينهم نساء وأطفال، للإعدام الميداني أو الاعتقال أو التعذيب الوحشي، ومارس الاحتلال الكذب والتضليل كعادته ووجه النازخين باتجاه طرقات محددة وقتلهم فيها. ونوهت حماس بأنه خلال هذه المدة، ارتقى أكثر من 700 شهيد، دون احتساب من هم تحت الأنقاض أو لا تصل لهم سيارات الإسعاف، والعدد مرشّح للارتفاع، في ظل تصعيد جيش الاحتلال كل أنواع جرائم الإبادة الجماعية والمجازر بحسب بيان حماس. وقالت إن آخر هذه المجازر المروّعة استهداف الاحتلال مركز إيواء تابع للأونروا بمخيم جباليا، واستهداف نازحين في شوارع بيت لاهيا واستشهاد أكثر من 12 مواطنا، والقصف الوحشي بالمدفعية والمسيّرات للنازحين، حيث ارتقى نحو 50 شهيدًا في قطاع غزَّة منذ فجر اليوم، بينهم أكثر من 26 شهيدًا في شمال القطاع، جراء هذه الجرائم الوحشية التي يُمعن في ارتكابها هذا الجيش النازي ضدَّ أبناء شعبنا في شمال غزَّة وضدّ كل مقوّمات الحياة الإنسانية فيها. وأكدت حماس أن جريمة الصَّمت العالمي تجاه الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزَّة أمام مرأى ومسمع العالم لهي وصمة عار على جبين كل الصامتين والمتقاعسين والمتخاذلين في التحرّك لوقفها، وإنَّ استمرار السكوت على دعم الإدارة الأميركية وبعض الدول الغربية للاحتلال بالمال والسلاح يجعلهم شركاء في جريمة الإبادة الجماعية ضدَّ شعبنا. وجددت حماس التذكير بأنَّ مصداقية المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية وعلى رأسها مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية باتت على محكّ المواثيق والقيم التي قامت عليها، وإن عليها أن تضطلع بدورها ومسؤوليته في وقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. وشدت حماس على أن جرائم الإبادة الجماعية المتكرّرة التي يرتكبها العدو الصهيوني في كامل قطاع غزَّة، كأداة لتنفيذ مخططه العدواني، تتم بدعم كامل من الإدارة الأميركية وبعض الدول الغربية، وهو ما أكّدته فرانشيسكا ألبانيز، المقرّرة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية. حماس أشارت إلى أن الإدارة الأميركية التي منحت مهلة الشهر للاحتلال للنظر في آليات إدخال المساعدات بدلاً من الضغط لوقف الجرائم والعدوان على الفور، يؤكد أنها تقدم له مهلة زمنية لارتكاب الجريمة بأسوأ صورها دون عواقب، مما يعمّق من مسؤوليتها وشراكتها الكاملة في هذا العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا، ولن تكون بمعزل عن المساءلة السياسية والقانونية والإنسانية والأخلاقية، مهما طال الزمن. وأشارت إلى أن جولة وزير الخارجية الأميركي الجديدة للمنطقة، تمثل خطوة إضافية لتوفير الغطاء السياسي لهذه الجريمة. وأضافت أنه «في ظل الحديث عن بحث ما يسمّى اليوم التالي للحرب، نجدّد التأكيد على أنَّ من حقّ شعبنا اتخاذ خياراته كافة بإرادته الحرَّة المستقلة، وهو منْ يقرّر تفاصيل وأجندات اليوم التالي للحرب، والذي لن يكون إلاَّ فلسطينيا خالصاً، وليس وفق المقاس الإسرائيلي والرغبة الأميركية». كما أكدت حماس أن الشعب الفلسطيني سيواصل صموده وثباته على أرضه ومقاومته هذا العدو الصهيونازي حتى تحقيق مطالبه بوقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة وكسر الحصار وإعادة الإعمار وتحقيق صفقة تبادل جادة. وطالبت حماس الدول العربية والإسلامية بالدعوة لانعقاد مجس الأمن الدولي بشكل عاجل، والضغط لصدور قرار دولي بوقف العدوان وحماية شعبنا، من المجازة الصهيونية، كما طالبت الأمين العام للأمم المتحدة بتوجيه دعوة عاجلة لوقف الإبادة الجماعية في المنطقة الشمالية من قطاع غزة. وجددت حماس الدعوة لجماهير الأمة العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم، من أجل تصعيد وتفعيل كل أشكال حراكهم الجماهيري، في كل العواصم والساحات، والمشاركة الفاعلة في الضغط على الإدارة الأميركية وكل الدول الداعمة والمؤيدة للاحتلال، عبر حصار سفاراتهم حول العالم لفضح دعمهم الاحتلال وتجريم سياستهم، وحشد كل الطاقات لإجبار الاحتلال الصهيوني على وقف جرائم القتل والقصف والتجويع والتهجير في كل قطاع غزَّة، وفي شمال القطاع على وجه الخصوص. واختتمت حماس بيانها بقولها «إن العالم الذي يقف خاشعاً عند ذكر جريمة الهولوكوست التي لم يرها، عليه أن يجيب اليوم عن موقفه من الهولوكوست الجديد الذي يراه في بث حي ومباشر».