ماذا يحدث في إثيوبيا؟ صراعات الحكم تطيح برئيسة البلاد (تفاصيل)

وافق البرلمان الإثيوبي على تعيين وزير الخارجية تايي أتسكي سيلاسي رئيسًا جديدًا للبلاد، ليحل محل الرئيسة سهلي ورق زودي، ويأتي هذا التغيير وسط تقارير عن تصاعد التوترات بين زودي ورئيس الوزراء آبي أحمد، الذي يتولى السلطة السياسية الأساسية في إثيوبيا.
ويعد منصب الرئيس في إثيوبيا شرفيًا إلى حد كبير، وله سلطة سياسية محدودة، أما السلطة التنفيذية فيمارسها رئيس الوزراء بشكل أساسي. وأفادت التقارير أن سهلي ورق زودي كانت على خلاف مع آبي أحمد في السنوات الأخيرة، بحسب «بي بي سي».
وعينت الرئيسة المنتهية ولايتها خلال السنوات الأولى من رئاسة آبي أحمد للوزراء، والتي شهدت تعيين نساء بارزات في مناصب مهمة كجزء من إدارة سعت إلى احتضان التكافؤ بين الجنسين لأول مرة.
ولاية سهلي ورق زودي والصراعات الدامية
لكن فترة ولايتها تزامنت مع صراعات دامية؛ أولًا الحرب التي استمرت عامين في منطقة تيجراي الشمالية، والتي انتهت في عام 2022، ثم القتال في منطقة أمهرة المجاورة.
وواجهت سهلي ورق زودي انتقادات شديدة بسبب صمتها، وخاصة فيما يتصل بقضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي في أثناء حرب تيجراي، التي قُتل فيها الآلاف من الناس وشرد الملايين.
وطبقاً لتقديرات منظمة مراقبة الإبادة الجماعية، وهي منظمة غير حكومية، تعرضت أكثر من 120 ألف امرأة للانتهاك الجنسي أثناء الصراع.
تنصيب تايي أتسكي سيلاسي لحظة محورية في حكم إثيوبيا
ويمثل تنصيب وزير الخارجية تايي أتسكي سيلاسي رئيسًا جديدًا للبلاد، لحظة محورية في حكم إثيوبيا، ويعكس التحولات الجارية في ديناميكيات القيادة داخل البلاد.
ويأتي تعيين سيلاسي في وقت تواجه فيه إثيوبيا تحديات معقدة، على الصعيدين المحلي والدولي. وبصفته الرئيس الجديد، من المتوقع أن يعالج سيلاسي القضايا الملحة التي نشأت خلال فترة حكم آبي أحمد، بما في ذلك الاضطرابات السياسية والصعوبات الاقتصادية، مع السعي أيضًا إلى توحيد الأمة.
خلافات آبي أحمد والرئيسة سهلي ورق زودي
ويحدث هذا التحول بعد يومين فقط من إعلان سهلي ورق زودي علنًا عن استيائها من بعض الأمور غير المحددة. وفي رسالة نشرتها على موقع «إكس»، قالت: «عندما يشعر الفرد بالفخ ولا يرى أي مخرج، غالبًا ما يصبح الصمت ملاذه الوحيد. الصمت هو إجابتي. لقد حافظت على هذا الموقف لمدة عام».
እነ ጥላሁን ገሠሠ: ቴዲ አፍሮ: አሊ ቢራ:ማህሙድ አህመድ..ድንቅ ድምጻውያን መካከል ናቸው::"የሰው ልጅ ሆዱ ሲከፋው ጊዜም እንደ ሰው ሲገፋው:መሄጃ መውጫ ሲጠፋው ዝምታ ብቻ ነው ተስፋው"ይላል ማህሙድ "ዝምታ ነው መልሴ"ን ሲያዜም::ለአንድ ዓመት ሞከርኩት
— Sahle-Work Zewde (@SahleWorkZewde) October 5, 2024
ويفسر الناشطون الإثيوبيون المعارضون لإدارة آبي أحمد استخدامها لحسابها الشخصي لنقل الرسالة على أنه علامة على القمع السياسي، من قبل إدارة آبي أحمد، التي يهيمن عليها رعاة أيديولوجية أورومو ذوي السلطة السياسية القوية.
كانت الرئيسة تعبر من وقت لآخر عن اختلافها في الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع الوضع في البلاد. فعندما ألقت خطابًا في فبراير من هذا العام بمناسبة افتتاح متحف أدوا، دعت الجميع إلى «العودة إلى رشدهم»، لأن السبيل لحل الصراع الدائر هو الحوار فقط على حد تعبيرها، بحسب موقع borkena.
وفي أبريل من هذا العام، ألقت خطابًا آخر في «هايلي جراند» في أديس أبابا. وكانت أكثر جرأة في ذلك الوقت. وقالت: «لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو» في إشارة إلى حالة الصراع في البلاد.
وأضافت «لا توجد مشكلة في إثيوبيا لبدء حوار؛ المشكلة هي تنفيذه والأنشطة مجرد كلام. لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو».
كما أعربت عن قلقها إزاء الاضطهاد المستمر الذي يتعرض له أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية والقساوسة. ويحدث هذا في أغلب الأحيان في منطقة أوروميا في إثيوبيا.
وكتبت صحيفة «إثيو كرونيكلز»، أن الرئيسة «تخضع لمراقبة مستمرة، وتراقب حراستها كل تحركاتها. وعلى مدار أكثر من عام، كانت تُعتبر عبئًا على إدارة آبي أحمد بعد معارضتها العلنية، لعنف حزب الرخاء الأورومو والحروب التي لا تنتهي».
تايي أتسكي سيلاسي خامس رئيس لإثيوبيا
وعين تايي، البالغ من العمر 68 عامًا، خامس رئيس لإثيوبيا منذ أن طبقت البلاد دستورها الحالي في عام 1995.
وبموجب أحكام الدستور، يحق ل «تايه» أن يشغل منصبه لفترتين متتاليتين كحد أقصى، كل منهما مدتها 6 سنوات. وقد صُمم هذا الحد الأقصى لفترات الرئاسة لضمان توازن القوى وتعزيز الحكم الديمقراطي داخل البلاد.