أثارت «أعراض مرضية متشابه مع أعراض الكوليرا» لبعض سكان مدينة أسوان مخاوف بين المواطنين، وسط تحركات حكومية لكشف مصدر الإصابات، ما دفع العديد من المواطنين إلى التساؤل عن أعراض الكوليرا. حقيقة انتشار وباء الكوليرا في أسوان وعن حقيقة انتشار وباء الكوليرا في أسوان، أكد اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، عدم وجود حالة وبائية في المحافظة، مشيرًا إلى مراجعة وفحص 103 محطات مياه، دون رصد شيء، والمياه مطابقة للمواصفات، كما أن التحاليل يتم إجراؤها للمصابين بنزلات معوية، ولم يثبت وجود أي حالة مصابة بالكوليرا. ما هي الكوليرا؟ الكوليرا هي التهاب معوي تسببه عصيات جرثومية يطلق عليها «Vibrio Cholerae»، ويعتبر الإسهال الشديد هو العلامة الرئيسية للتأكد من الإصابة بالكوليرا، وفي بعض الأحيان يكون المرض متوطنًا أو وبائيًا أو متفشيًا، وفقًا لتقرير سابق نشرته شبكة BBC. الفرق بين أعراض الكوليرا والنزلة المعوية تصاحب الإصابة بالكوليرا عدة أعراض مثل الاسهال الشديد والتشنجات العضلية والقيء والجفاف الشديد، وفي حالة الإصابات الشديدة تؤدي إلى فقدان السوائل والأملاح بشكل كبير، مما قد يسبب الوفاة خلال ساعات قليلة، وغادًة ما تنتقل العدوى من خلال الفم. أما أعراض النزلة المعوية فتشمل الإسهال والغثيان أو القَيئ وحمى خفيفة وتقلصات وآلام في المعدة. ونظرًا لتشابه الأعراض، فمن السهل الخلط بين الإسهال الفيروسي والإسهال الذي تسببه البكتيريا مثل الكوليرا، لذلك يجب زيارة الطبيب في الحالات الآتية: * إذا لم تكن قادرًا على الاحتفاظ بالسوائل في المعدة لمدة 24 ساعة. * إذا تعرضت لقيء أو إسهال أكثر من يومين. * إذا كنت تتقيأ دمًا. * إذا كنت تعاني من الجفاف، وتشمل أعراض الجفاف العطش المفرط، وجفاف الفم، وضعف البول أو انعدامه، والضعف الشديد، والدوخة أو الدوار * إذا شعرت بألم شديد في المعدة. الجدير بالذكر أن التشخيص الدقيق لا يعتبر شرطًا رئيسيًا للعلاج من مرض الكوليرا، لأن الأولوية في هذه الحالة هو تعويض المريض بالسوائل والأملاح التي فُقدت، وإعطاؤه المضاد الحيوي عند اللزوم. ما هي طرق الوقاية من مرض الكوليرا؟ - عدم شرب أو إستعمال مياه ملوثة - غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن عشرين ثانية قبل تناول الطعام. - طهي الطعام بشكل جيد. - عدم تناول الغذاء المكشوف للحشرات والذباب. - الاهتمام بنظافة المنزل وأماكن العمل وخاصة دورات المياه. - عدم الشرب من نفس الإناء مع الآخرين. تاريخ الكوليرا الكوليرا من الأمراض القديمة، إذ تفشى الوباء في جميع بلاد العالم تقريبًا على مدار التاريخ، وفي القرن التاسع عشر أثبت الطبيب البريطاني جون سنو، أنه يمكن منع انتقال الكوليرا من خلال توفير مياه نظيفة للشرب. وبعد انتشار الكوليرا في لندن عام 1854، توصل سنو إلى أن السبب وراء انتشارها كان بسبب وجود مضخة في أحد شوارع بريطانيا، والتي كانت مصدرًا للعدوى، وتم احتواء الوباء بمجرد استبدال المضخة. اكتشاف الكوليرا في مصر واكتشف روبرت كوخ، عالم الجراثيم الألماني، جرثومة الكوليرا سنة 1883 في مصر، ويعني الشق الأول من اسم الجرثومة هو الاهتزاز (تهتز أثناء حركتها)، وشهد العالم منذ القرن التاسع عشر 7 حالات انتشار شامل لوباء الكوليرا، وكان مصدرها جميعا مستودع الكوليرا المتوطن في شبه القارة الهندية. وانتشرت الست حالات الأولى بين عامي 1817 و1923، وأثرت 5 منها في دول أوروبا، بينما وصلت 4 منها إلى أمريكا مسببة 150 ألف حالة وفاة في عام 1835، و50 ألف وفاة في عام 1866. الجائحة السابعة للكوليرا أما حالة الانتشار السابعة والتي كانت الأولى في القرن العشرين بدأت في الانتشار عام 1961، وبحلول عام 1991 كانت وصلت إلى 5 قارات ولازالت مستمرة حتى الآن. تاريخ سير المرض حول العالم وكانت نسبة الوفاة بالكوليرا قبل تطوير أنظمة فعّالة لتعويض السوائل والأملاح أكثر من 50%، وتزداد هذه النسبة عند الحوامل والأطفال، وتبلغ نسبة الوفاة الآن في أوروبا والأمريكتين نحو 1%.