وسط أهوال الحرب فى غزة، استطاعت 4 شقيقات، «عبير- چنين- غيداء- إنجى»، النجاة بحياتهن والوصول إلى مصر، بعد أن فقدن بيوتهن وأحلامهن وسط الدمار، ورحلة الفرار لم تكن سهلة، حيث واجهن واقعًا مليئًا بالتحديات فى التأقلم مع حياة بعيدة عن وطنهم، لكن رفضن الاستسلام، وبدأن من جديد، واستطعن أن يحولن موهبتهن فى المشغولات اليدوية، التى كانت فى الماضى مجرد تسلية، إلى مصدر دخل، وبعبوة خرز واحدة، بدأن مشروعهن المتواضع فى تصميم حقائب من الخرز. تواصلت «المصرى اليوم» مع عبير كمال، 27 عامًا، والتى قالت: «جينا مصر بعد الحرب ب42 يوم، تجربتنا الأولى أثناء وصولنا كانت صعبة جدًّا، خصوصًا اننا من أوائل الناس اللى دخلوا مصر بعد الحرب، ونظرة المصريين لينا غريبة، مكنوش مستوعبين إن فى حد قدر يطلع من غزة على مصر، مكناش عارفين فين نيجى وفين نسكن وفين نروح». وتابعت: «شوية واتأقلمنا مع الحياة هنا فى مصر، قعدنا فى أماكن كتير كنا بنقعد تقريبًا شهر فى المكان ونطلع منه، ومكناش بنلحق ناخد على المكان اللى حوالينا، وبعدين بدأ معبر رفح يفتح، وبدأ ناس من غزة تيجى، وبدأنا نخبر بعض عن الحياة هنا والأماكن المناسبة للمعيشة من ناحية كل حاجة». وأكملت «عبير» عن مشروعهن البسيط، موضحة: «أنا خريجة محاسبة، وحاولت كتير أبحث عن شغل فى مجالى، لكن كان صعب، لكن احنا من أيام ما كنا فى غزة، كنا بنحب (الهاند ميد)، وكانت هواية ومهارة بنسلى وقتنا فيها، وكنا نعمل أشياء بسيطة لنفسنا وليست للتسويق لأننا كنا أصحاب وظائف ومشروعات، ولما نزلت شنط الكريستال ترند فى دول العالم حبيت اتعلم عنها أكتر من خلال (يوتيوب)، وأعلم أخواتى الصغيرين، وبدأنا مشروعنا بكيس خرز واحد». واستطردت: «أطمح أن الناس تسمع عننا مش كمشروع، لا كبنات من غزة طلعوا وسط الدمار وعاشوا ظروف أسوأ من أى إنسان، وفتحوا مشروع لوحدهم بكيس خرز واحد».