نجل «ثعلب السياسة الجمهوري» يعلن تأييده ل«كامالا هاريس».. ما القصة؟

تحولات وتغييرات أحدثتها الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في الحزبين الأساسيين بالبلاد، فبعد إعلان روبرت كينيدي جونيور سليل العائلة الديمقراطية دعم دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، أعلن جيمي ماكين، نجل الراحل جون ماكين، المرشح الرئاسي السابق للجمهوريين، وثعلب السياسة الأمريكية، عن اعتزامه التصويت ل«كامالا هاريس» مرشحة الحزب الديمقراطي، بحسب ما نقلته شبكة ال(CNN) الأمريكية، اليوم الأربعاء.
ابن العائلة الجمهورية يهاجم ترامب
ووجه ماكين انتقادا لاذعا ل«ترامب» لتنظيمة فعالية انتخابية في مقبرة أرلينجتون الوطنية، قبل أيام، والتي تضم رفاة قيادات وطنية وعسكرية، معتبرًا أن الخطوة تمثل انتهاكا.
وتعد هذه خطوة مهمة لابن مرشح رئاسي سابق للحزب الجمهوري وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا؛ فتحدثه علنًا الآن هو جزء من تحول أوسع نطاقًا بعيدًا عن الحزب وجذور عائلته المحافظة الشهيرة، فبعد سنوات من كونه مستقلًا مسجلًا، يقول إنه سجل نفسه كديمقراطي قبل عدة أسابيع ويخطط للتصويت لكامالا هاريس في نوفمبر، مضيفًا أنه «سيشارك بأي طريقة ممكنة» لمساعدتها في حملتها.
ولكنه يتحدث الآن لأول مرة عن ترامب بسبب سلوك الرئيس السابق في المقبرة الوطنية حيث دفنت أجيال عديدة من عائلة ماكين، بما في ذلك جده وجده الأكبر.
وقال ماكين الذي خدم في الجيش لمدة 17 عاما لشبكة (CNN): «هذا الأمر أذهلني حقا، هؤلاء الرجال والنساء الذين يرقدون على الأرض هناك ليس لديهم خيار فيما إذا كانوا يريدون أن يكونوا خلفية لحملة سياسية»، معتبرًا إن حادثة أرلينجتون وكيفية رد فعل الحملة عليها تمثل مستوى جديدا تماما مما يراه عدم احترام ترامب للضحايا.
وأكد ماكين أنه يتحدث نيابة عن نفسه وأن آرائه لا تمثل آراء الجيش الأمريكي، وفي عام 2022 أصبح ضابطا في استخبارات الجيش الأمريكي.
وكان غضب ماكين بشأن حادثة «أرلينجتون» حادا بشكل خاص لأنه عندما حدثت، كان عائدا للتو من مهمة استمرت 7 أشهر في قاعدة أمريكية صغيرة على الحدود الأردنية السورية المعروفة باسم (البرج 22).
ووصل إلى هناك بعد أسابيع فقط من مقتل 3 من أفراد الخدمة الأمريكية في القاعدة في هجوم بطائرة بدون طيار شنه مسلحون مدعومون من إيران، ويقول إنه فكر فيهم عندما رأى ترامب يقف أمام شواهد القبور يوم الاثنين الماضي.
وكان دونالد ترامب اعتبر جون ماكين بأنه ليس بطل حرب وبأنه «الخاسر» لأنه أسر خلال حرب فيتنام في ستينيات القرن الماضي، ورد نجله على ذلك الأمر قائلا: «إن أحد الأشياء التي تميز جون ماكين هي أنه اختار الحياة العامة، لذا فإن مهاجمته ليست خارج نطاق وظيفته»، لكنه أضاف: «أن أسمع أشياء مثل أنه كان خاسرًا لأنه وقع في الأسر لا أعتقد أنني أستطيع أن أتغاضى عن ذلك أبدًا».
زيارة خرقت قوانين البنتاجون
وقبل عدة أيام زار ترامب المقبرة، بعد مراسم وضع إكليل من الزهور تكريما ل13 جنديا الذين قتلوا في بوابة بمطار كابول في أفغانستان عام 2021.
وأقدمت حملته بتصوير الزيارة؛ مما أدى إلى مشادة مع أحد موظفي المقبرة الذي حاول منع فريق ترامب من التصوير في المنطقة، ووفقًا للجيش، فإن الإقدام على ذلك ينتهك القانون الفيدرالي ولوائح الجيش وسياسات وزارة الدفاع (البنتاجون).
ولكن ترامب وحملته لم يصدروا مثل هذا الاعتراف بالذنب، بل إنهم تجاهلوه، وفقا للجيش الأمريكي. وقال كريس لاسيفيتا، أحد مديري حملة ترامب، إن الأمر «قصة مفبركة بنسبة 100%».
خلال عطلة نهاية الأسبوع، نشرت حملة ترامب تصريحات مسجلة من أفراد أسر بعض أفراد الخدمة الذين قُتلوا في حادث مطار كابول، الذين قالوا إنهم دعوا ترامب إلى قبور ذويهم.
من هو جون ماكين «ثعلب السياسية الأمريكية»
تُوفي السيناتور الجمهوري المخضرم جون ماكين، والأسير السابق بحرب فيتنام والمرشح الرئاسي السابق، عن عمر ناهز 81 عاما في 26 أغسطس عام 2018.
وكان ماكين يوصف بأنه بطل حرب، وثعلب سياسة وصريح الكلام، حيث تدرج ماكين، الذي قضى 5 سنوات كأسير حرب في فيتنام، في سلم السياسة الأمريكية ليصبح صوتا مؤثرا في السياسة الخارجية والشؤون العسكرية.
نافس الرئيس جورج بوش الابن على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات 2000 وضمنت له شخصيته دعمًا أوليا، وأحرز فوزًا مفاجئًا في انتخابات تمهيدية في ولاية نيو هامبشير.
وكان ماكين من الصقور في السياسة الخارجية، وكان من أقوى المؤيدين للحرب على العراق، وأيد زيادة القوات هناك تحت إمرة الجنرال ديفيد بتريوس.
اشترك في حرب فيتنام وأسره الفيتناميون وظل سجينا لديهم ل«5» سنوات حتى عام 1973، وقال إنه تعرض خلالها للضرب الذي تركه يعاني من محدودية الحركة في أحد ذراعيه، وفي التسعينيات.
لعب دورا مهما في تطبيع علاقات الولايات المتحدة مع فيتنام، فيما عارض استخدام التعذيب، ونجح في تبني تشريع يحظر استخدام أساليب قاسية ولا إنسانية ومهينة في معاملة المشتبه بهم.
وفيما يخص الاوضاع في سوريا، في عام 2011، طالب مرارًا بأن تتدخل بلاده عسكريا إلى جانب المعارضة للحكومة السورية.
وكان ماكين من مؤيدي احتجاجات «الميدان» التي اندلعت في العاصمة الأوكرانية كييف ضد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته، وزار بالفعل ساحة الاستقلال في العاصمة الأوكرانية في ديسمبر 2013.