إسماعيل هنية.. اغتيال «رجل حماس الهادئ» (بروفايل)

أعلنت حركة حماس، اليوم الأربعاء، اغتيال رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان.
وعرف «هنية» بسلوكه الهادئ، وردود افعاله المتأنية، وخطاباته «المنمقة». وولد إسماعيل عبدالسلام أحمد هنية عام 1962 في مخيم الشاطئ للاجئين بقطاع غزة، كانت أسرته قد لجأت إليه من مدينة عسقلان المحتلة.
ودرس الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وحصل على الثانوية العامة من معهد الأزهر، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في غزة ودرس الأدب العربي.
وبرز هنية خلال مرحلة الدراسة الجامعية عضوا نشطا في مجلس اتحاد الطلبة، إلى جانب اهتمامه بالأنشطة الرياضية.
وتخرج هنية عام 1987، مع اندلاع «الانتفاضة الفلسطينية الأولي» (انتفاضة الحجارة)، واعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمشاركته في الاحتجاجات بعد ذلك بوقت قصير، رغم أن فترة سجنه كانت قصيرة.
وفي عام 1988، مع صعود حركة حماس إلى الواجهة في غزة كحركة مقاومة رائدة، تم اعتقاله مرة أخرى، لكن هذه المرة سجن لمدة 6 أشهر. وفي العام التالي، تم اعتقال هنية مرة أخرى وحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات.
وبعد إطلاق سراحه عام 1992، قامت إسرائيل بترحيله مع كبار قادة حماس، عبدالعزيز الرنتيسي ومحمود الزهار وأكثر من 400 ناشط آخر، إلى جنوب لبنان، حيث أمضى النشطاء أكثر من عام في معسكر مرج الزهور، حيث حظيت الجماعة الإسلامية بتغطية إعلامية غير مسبوقة وأصبحت معروفة إعلاميا.
وعاد هنية إلى غزة في ديسمبر 1993 إثر اتفاق أوسلو، وعقب عودته عُين عميدا للجامعة الإسلامية.
وبعد أن أطلقت إسرائيل سراح، مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين، من السجن عام 1997، تم تعيين هنية مساعدا له، وأدت العلاقة الوثيقة بينهما إلى اكتساب هنية أهمية متزايدة داخل الحركة، وأصبح ممثل الجماعة لدى السلطة الفلسطينية. وفي سبتمبر 2003، أصيب هنية وأحمد ياسين بجروح طفيفة في غارة جوية إسرائيلية على مبنى سكني في مدينة غزة. وفي مارس 2004، اغتيل الشيخ أحمد ياسين بنيران طائرات الهليكوبتر الحربية الإسرائيلية أثناء خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر.
وترأس هنية قائمة التغيير والإصلاح التي حصدت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، وأصبح رئيسا للحكومة الفلسطينية العاشرة التي شكلتها حماس في فبراير 2006.
وفي عام 2007 أقاله رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بعد سيطرة كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) على مراكز الأجهزة الأمنية في قطاع غزة حسما لانفلات أمني دام شهورا في القطاع، وقد رفض هنية هذا القرار وواصل رئاسة ما أصبح يسمى «الحكومة الفلسطينية المقالة» التي تتخذ من قطاع غزة مقرا لها.
واختارت حركة حماس هنية رئيسا لمكتبها السياسي في مايو 2017، خلفًا لخالد مشعل.
وكان هنية يتنقل بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة هربا من قيود السفر المفروضة على قطاع غزة المحاصر، وهو ما ساعده على التفاوض في محادثات وقف إطلاق النار.
وفي عام 2018 قالت وزارة الخارجية الامريكية، إن هنية له «صلات وثيقة بالجناح العسكري لحماس» وكان «مؤيدا للكفاح المسلح».
وعقب إطلاق حركة حماس لعملية «طوفان الأقصى» في ال 7 من أكتوبر الماضي، قاد هنية وفد الحركة في المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، والتي توسطت فيها مصر وقطر.
وفي أبريل، رحل 3 من أبناء هنية وأربعة من أحفاده، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة كانت تقلهم في مخيم الشاطئ .
ووفقا لوكالة «رويترز»، كان هنية، الوجه الصارم على صعيد الدبلوماسية الدولية للحركة الفلسطينية، ولكن على الرغم من خطابه الصارم، فقد اعتبره كثيرون من الدبلوماسيين معتدلا مقارنة بالأعضاء الأكثر تشددا في الحركة داخل غزة.