الجميع فى انتظار خروجى لتهنئتى ببقائى فى منصبى، كيف أخرج عليهم وهيئتى انقلبت فجأة فور تلقى المكالمة التليفونية بتجديد مدتى. فى البدء غمرتنى فرحة طاغية، على جانبى امتدت إلى أسفل ذراعاى وطالتا الأرض، تساوت المسافات والأبعاد بينهما وبين ساقى فشكلت أطرافى الأربعة سيقان الكرسى فى حين أفسح حوضى مشكلاً قاعدته، أما الظهر فكان جذعى العلوى. اكتسبت بشرتى لون الخشب، استشرت بكل جسدى دوائره المتداخلة وتعريجاته، المنبعجة، أجزاء من جسدى فى خشونة السويدى، بشرة وجهى فى نعومة الصندل، أنفى يشمخ فى صلابة الزان، على فمى ابتسامة فى وقار الأرو.. كثر الزحام فى الخارج.. الأفضل أن أدع سكرتيرى يدخلهم.. ولا أخرج أنا، فكلما تحركت.. يفوح من إبطى.. طلاء صبغة ورنيش لم يجف بعد!!