من هم رجال الخدمة السرية الذين حموا ترامب من الاغتيال؟

تعرض الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أمس السبت، إلى حادث إطلاق نار خلال تجمعه الانتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا، حيث أصابته رصاصة في أذنه قبل أن يهرع العديد من عملاء الخدمة السرية لتغطيته مع استمرار إطلاق النار.
يتمتع ترامب بحماية الخدمة السرية مدى الحياة، مثل كل الرؤساء السابقين الأمريكيين في الوقت الحاضر، لكن وضعه مختلف لأنه يترشح للرئاسة مرة أخرى، وفقًا لصحيفة نيويورك بوست الأمريكية.
الحراس الشخصيين لترامب
ولكن كم عدد حراس الخدمة السرية الموجودين في مسيرات دونالد ترامب بشكل منتظم؟، يكون لدى ترامب موكب سيارات في الأيام العادية يمكن أن يصل عدده إلى أكثر من اثنتي عشرة مركبة.
يقول جوناثان واكرو، عميل الخدمة السرية السابق الذي عمل على التفاصيل الرئاسية: «لقد ظل الرئيس السابق ترامب خارج منصبه، نسبيًا، لفترة قصيرة من الوقت، لذا فإن التهديدات ضده لا تزال مرتفعة جدًا».
بالإضافة إلى تفاصيل الخدمة السرية التي يمكن أن تشمل مركبة النقل الرئيسية، ومركبة احتياطية وعناصر تكتيكية، هناك أيضًا عناصر إنفاذ القانون المحلية.
في حين أن هذه هي تفاصيل الحماية الخاصة به عندما يكون في حالة تنقل، فعندما يكون في إحدى مسيراته، والتي يمكن أن تضم عشرات الآلاف من الحضور، هناك حاجة إلى المزيد من العملاء الإضافيين. ولم يعط Wackrow رقمًا محددًا ستتكون منه هذه التفاصيل، وليس لدى الوكالة معلومات متاحة للعامة.
ويبدو أن مطلق النار كان قادرًا على الإفلات من اكتشافه من قبل العديد من قوات الأمن التي كانت تحمي ترامب في مسيرة، السبت، من خلال تسلق سطح بعيدًا عن الأنظار.
وقال شاهد عيان لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إنه وأصدقاؤه تمكنوا من المكان الذي كان يقف فيه من رؤية الدب يزحف إلى الجزء الخلفي من المبنى وحاولوا لفت انتباه سلطات إنفاذ القانون بالقرب منهم.
وأشاروا أيضًا إلى قناصة الخدمة السرية الذين كانوا متمركزين فوق إحدى الحظائر، لكنه يعتقد أنهم لم يتمكنوا من رؤية الشخص من زاويتهم حتى أصبح في وضع يسمح له بإطلاق النار، وخرج من عدة جولات قبل أن يتم تحييده.
لكن ذلك لم يكن قبل أن يضرب الرئيس السابق، واثنين آخرين على الأقل ممن حضروا المسيرة، وبحسب ما ورد قُتل أحدهم والآخر في حالة حرجة.
كيف تحمي الخدمة السرية مسؤوليها
إن مهمة الخدمة هي حماية رئيس الولايات المتحدة، إلى جانب الرؤساء السابقين وعائلاتهم وغيرهم من الشخصيات السياسية رفيعة المستوى، بما في ذلك رؤساء الدول الزائرين والمرشحين للرئاسة.
أسسها أبراهام لنكولن في عام 1865، قبل ساعات من اغتياله، وكان تفويضها الأول هو مكافحة تزوير العملة الأمريكية. بعد اغتيال الرئيس ويليام ماكينلي عام 1901، تلقت الوكالة مهمة إضافية لحماية القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية.
وكان الهجوم هو أول محاولة لاغتيال رئيس أو مرشح رئاسي منذ إطلاق النار على رونالد ريغان عام 1981.
ويأتي ذلك وسط أجواء سياسية حاسمة، قبل أربعة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية وقبل أيام من تسمية ترامب رسميًا كمرشح جمهوري في مؤتمر حزبه.
وأشار الموقع الإخباري 9news إلى أن الولايات المتحدة لديها «تاريخ طويل من العنف السياسي بما في ذلك الاغتيالات المتعددة».
من بينها، اغتيال روبرت إف كينيدي في كاليفورنيا عام 1968، ومن قبلها في عام 1972 أطلق شخص يدعى آرثر بريمر النار على السياسي الأمريكي، جورج والاس، وأصابه بجروح خطيرة، حينها كان والاس مترشح مستقل في برنامج انتخابي.
وأدى ذلك إلى زيادة حماية المرشحين، حتى مع استمرار التهديدات، وخاصة ضد جيسي جاكسون، إحدى الدعاة النشطين الذين طالبوا بالحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة في عام 1988، وباراك أوباما في عام 2008.
ويتمتع الرؤساء، وخاصة بعد اغتيال الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية، جون كينيدي عام 1963، بطبقات أكبر من الأمن والحماية.
رغم ذلك قُتل أربعة من رؤساء الولايات المتحدة وهم في مناصبهم، وهم: أبراهام لينكولن عام 1865، جيمس جارفيلد عام 1881، ويليام ماكينلي عام 1901، وكينيدي.
وفي عام 1912، أطلق النار على الرئيس الأمريكي الأسبق، ثيودور روزفلت، في تجمع حاشد أثناء حملته الانتخابية للبيت الأبيض.