جريمة في نيل العياط.. «عقرب» يدفع حياته بسبب «دقيقة محمول»

5 أولاد كانوا في انتظار مجيئه مع شروق الشمس، بعد رحلته للصيد مع أصدقائه على نيل العياط جنوب الجيزة، لكنهم تلقوا صدمتهم بمصرع أبيهم «أحمد عقرب»، مؤسس جروب «مجانين صيد» على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، إذ انقلب فعله للخير إلى شر ضده، وفق شهود العيان، فإن رجلين على «فلوكة» تقدما نحوه، وأحدهما طلب منه إجراء مكالمة تليفون لمدة دقيقة وحين ناوله هاتفه فوجئ بمغادرة الشخصين بالقارب، فما كان منه إلا أن قفز أعلاه وانتهى المشهد بالتعدى عليه ورميه في المياه ليلقى مصرعه غرقًا.
«مجنون صيد»
رحلة «عقرب»، الرجل الأربعيني، صاحب محل تصليح الساعات، تحولت إلى مأساة، فهنا أخوه الوحيد وأصدقاؤه المقربون وجيرانه ينتظرون جثمانه على شاطئ النيل 24 ساعة دون نوم، وقوات الإنقاذ النهري تمشط المياه دون كلل حتى عثروا على الجثة في حلوان، حيث هرع الجميع إلى ثلاجة حفظ الموتى بأحد المستشفيات، ومنها توجهوا إلى مشرحة زينهم إذ اتُّخذت الإجراءات اللازمة بشأن تشريح جثة المجنى عليه للوقوف على أسباب وفاته.
قبل الانطلاق بموكب جنازة «عقرب» من مسجد السيدة النفسية حكى صديقه المُقرب «وليد» كيف أن صاحبه كان «مجنون صيد» بحق، يذكر أنهما توجها سويًا من مسكنهما في المعتمدية بالجيزة قبل فترة إلى سيناء لاصطياد الأسماك بإحدى الترع، وكان من المفترض أن يكررا ذات الرحلة الإثنين الماضى، لكن القدر كان له رأى آخر: «صاحبى راح مع 3 تانيين من شلته لنيل العياط، وقاللى المشوار بعيد ممكن نأجلها مرة تانية».
نهاية «عقرب» لا ينساها أصحابه، أحمد أبوهيبة، وعبده طارق، ومصطفى بيبو، إذ كان ثلاثتهم يصطادون الأسماك بقرية المساندة في العياط، ويذكرون تفاصيل رحلتهم تلك، والتى بدأت بمحاولتهم الصيد بترعة الجيزاوية حتى ال9 مساءً وبعدها تحركوا إلى القرية حيث وجدوا رزقهم بمياه النيل على عكس ذى قبل.
«محدش فينا بيعرف يعوم»
مؤشر الوقت كان ال3 فجرًا، حين همّ الأصحاب للم «عدة الصيد» للرحيل إلى منازلهم، إذ فوجئوا باثنين على «فلوكة» يتقدمان نحوهما ويطلبان إجراء مكالمة هاتفية من تليفون أحدهم، فلم يُلبِ طلبهما سوى «عقرب»، الذي طلب منهما «قوللى رقم التليفون عشان اتصل لكم عليه»، وفق أصدقائه «لما رد المتصل، أعطاهم الهاتف بس هما تحركوا بالقارب بتاعهم».
لم يجد «عقرب» وسيلة لاسترداد تليفونه سوى قفزه على القارب لدى تحركه مسافة 50 مترًا قرب الشاطئ، يحكى أصحاب المجنى عليه: «الشخص اللى سرق الهاتف خاف ونط في المياه، افتكر أن صديقنا معاه آلة حادة ممكن يضربه بيها، ولما تحرك القارب أكتر وسط المياه طلب عقرب من قائد المركب إرجاعه إلى مكانه على الشاطئ من جديد، وتوسل إليه مقابل أي شىء يريده».
أصحاب المجنى عليه كانوا يرونه وهو يستغيث، ولم يستطع ثلاثتهم تقديم يد العون له، «محدش فينا بيعرف يعوم»، وفى تلك الأثناء وجدوا «اللص» يصعد من المياه إلى القارب، ليعتدى على «عقرب» بالضرب على رأسه بمعاونة قائد القارب، ليسقط بالمياه ويجرفه التيار سريعًا ويبعده عن نظر أصدقائه.
فتيات في سنّ الزواج
الشرطة لما وصلت وجدت أصدقاء «عقرب» يبكون عليه، ويروون تفاصيل مصرعه ويؤكدون أن المتهمين ارتكبا جريمتهما عقب مغادرة الصيادين المنطقة، ووسط ظلام دامس، ونجحت قوات الأمن في القبض على أحدهما واقتادته للنيابة العامة التي قررت حبسه.
من المستشفى حتى مشرحة زينهم، وصل جثمان «عقرب» حتى دُفن في مقابر عائلته بحلوان، فأولاده لم يصدقوا رحيله بتلك الطريقة المأساوية، وزوجته تندب حظها وتقول إن لديها ابنًا لم يتم عامه الثالث، وأسرته تؤكد أنه العائل الوحيد لأولاده ال5، وبينهم فتيات في سنّ زواج، ودائمًا كان في حاله، وحياته بسيطة ورزقه على قده، فلا مطلب لديهم سوى القصاص القانونى العاجل من مرتكبى الجريمة.